كتبت سماح لبيب

حذر علماء المناخ، من تغيرات طارئة للطبقة الجليدية والتى قد تؤدى إلى عواقب كارثية، بعدما فقد فقدت الطبقة الجليدية الهائلة الجليد بمعدل غير مسبوق، حيث تشير التقديرات إلى خسارة حوالي 33 مليون طن في الساعة.

وأكد الباحثون، أن هذه التغيرات قد تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين فقط مما يسهم في انهيارها، فضلا عن ارتفاع مستويات سطح البحر بحوالى سبعة أمتار، ويهدد هذا التطور المجتمعات الساحلية فى جميع أنحاء العالم ويشكل مخاطر شديدة على النظم البيئية البحرية وأنماط الطقس العالمية .

وبحسب دراسة نشرت في مجلة The Cryosphere، طور الباحثون نموذجًا مناخيًا لتقييم مستقبل الغطاء الجليدي في ظل ظروف الاحتباس الحراري المتغيرة ، وقد تبين أن فقدان الجليد السنوي بما يقرب من 230 جيجا طن من شأنه أن يؤدى إلى كوارث طبيعية.

ويمثل هذا الحجم انخفاضًا كبيرًا عن مستويات ما قبل الصناعة، مما يشير إلى أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد يصل الغطاء الجليدى فى جرينلاند إلى حالة حرجة بحلول نهاية القرن.

تعد الطبقة الجليدية في جرينلاند واحدة من الكتلتين الجليديتين الدائمتين على الكوكب، إلى جانب القارة القطبية الجنوبية ، وتغطي حوالي 1.7 مليون كيلومتر مربع، وتمثل جزءًا كبيرًا من احتياطيات المياه العذبة على الأرض.

وتشير التقارير إلى أن كلًا من الصفائح الجليدية في جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية فقدت مجتمعة حوالي 6.9 تريليون طن من الجليد منذ عام 1994، وهو اتجاه مدفوع بتغير المناخ الناجم عن الإنسان ، ويعتقد الخبراء أن التخفيضات الفورية والجذرية لانبعاثات الكربون يمكن أن تبطئ أو تمنع الضرر الذي لا رجعة فيه.

وقد كشفت الدراسات أن فقدان الجليد يحدث بوتيرة متسارعة في جميع أنحاء العالم ، فبين عامي 2000 و2019، فقدت الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم ما معدله 294 مليار طن من كتلتها سنويًا.

وقد ساهم هذا الاتجاه بشكل كبير في ارتفاع مستويات سطح البحر وتعطيل التيارات المحيطية، ومن المتوقع أن يؤدي المزيد من الاحترار إلى تكثيف هذه التأثيرات، ويحذر العلماء من أن الاستمرار في التقاعس قد يؤدي إلى اضطرابات بيئية واجتماعية واقتصادية واسعة النطاق.