من المعروف أن أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على إنجاز الكثير في الوقت الحالي، لكن ما مدى جودة تلك الأدوات في البحث على الإنترنت؟ ذلك أمر بالغ الأهمية. وفقًا لبحث أجرته فيوتشر، أفاد زهاء ثلث المشاركين أنهم يستخدمون الآن الذكاء الاصطناعي بدلًا من محركات البحث التقليدية مثل جوجل.
يلجأ البعض إلى شات جي بي تي وبوتات المحادثة الأخرى، ويستخدم آخرون أدوات ذكاء اصطناعي مصممة خصيصى للبحث والاستكشاف مثل بيربليكستي. حتى لو لم نكن نختار أدوات الذكاء الاصطناعي بعناية، فإن الذكاء الاصطناعي يظهر في عمليات البحث على أي حال، مثل ملخصات جوجل الصغيرة التي تظهر الآن أعلى نتائج البحث.
إن البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي موجود في كل مكان باختصار، لكن السؤال: هل هو جيد حقًا؟ هذا ما بدأ الباحثون بطرحه، ويبدو أن المراجعات الأولية ليست مشجعة.
هل صار شات جي بي تي بديلًا لجوجل؟لا، ليس بهذه السرعة.
قد يستخدم الناس أدوات الذكاء الاصطناعي للبحث، لكن هذا لا يعني أنه يجب عليهم ذلك. قورنت أربعة من أفضل بوتات المحادثة القائمة على الذكاء الاصطناعي في البحث الأخير لمعرفة مدى أدائها في البحث، وهي شات جي بي تي من أوبن إي آي، وجيميني من جوجل، وكلاود من أنثروبيك، وبيربليكستي.
كانت النتائج متباينة، لكنها ليست كارثية تمامًا. تمكنت جميعها من استرجاع بعض المعلومات المهمة، لكن الدقة لم تكن مثالية. أما طريقة تلخيصها لتلك المعلومات، فغالبًا ما كانت مربكة أو غير مفيدة. تؤكد الاختبارات الأوسع التي أجراها مركز تاو للصحافة الرقمية هذا الأمر.
اختبر الفريق ثمانية نماذج رئيسية للذكاء الاصطناعي: متضمنةً شات جي بي تي وبيربليكستي وكوبيلوت وجروك وجيميني. وجدوا مشكلات متكررة، منها عروض موثوقة لمعلومات غير صحيحة، وإسناد مضلل للمحتوى، وممارسات غير متسقة لاسترجاع المعلومات.
أعطت نماذج الذكاء الاصطناعي إجابة غير صحيحة لأكثر من 60% من الاستفسارات. كان بيربليكستي الأدق، وذلك متوقع إذ إنه يُسوق بوصفه أداة للبحث، لكنه مع ذلك أخطأ في 37% من الإجابات. أما جروك فكان الأسوأ، بنسبة فشل صادمة بلغت 94%.
قيّم مركز تاو النتائج على مقياس مقسَّم من «صحيح تمامًا» إلى «خاطئ تمامًا»، أو «لا إجابة على الإطلاق».
كان بعض أسوأ النتائج هلوسات واضحة، إذ إن الذكاء الاصطناعي اختلق الأمور ببساطة، لكن حتى عندما لم تكن الإجابات خاطئة تمامًا، وُجدت مشكلات كبيرة تتعلق بكيفية عرض الأخبار ونتائج البحث.
البحث دون مصادر ليس بحثًا على الإطلاق:يلامس الطرح الجديد جوهر المشكلة.
حتى لو لم يقدم الذكاء الاصطناعي معلومات مضللة، فإنه ما زال يلخص ويعيد صياغة المحتوى بطرق غير مجدية، بل مضللة في كثير من الأحيان.
«في حين تعمل محركات البحث التقليدية عادةً بوصفها وسيطًا، وتوجه المستخدمين إلى مواقع إخبارية ومحتوى عالي الجودة، تحلل أدوات البحث المُولّدة المعلومات وتعيد تقديمها بنفسها، معيقة بذلك وصول المستخدمين إلى مصادرها الأصلية. غالبًا ما تُخفي مُخرجات المحادثات التي تقدمها بوتات المحادثة مشكلات جوهرية خطيرة تتعلق بجودة المعلومات. توجد حاجة مُلحة لتقييم كيفية وصول هذه الأنظمة إلى المحتوى الإخباري وعرضه والاستشهاد به».
من أوضح المشكلات مدى ضعف استشهاد أدوات الذكاء الاصطناعي بمصادرها، إذ غالبًا ما يُشير شات جي بي تي إلى مقالة خاطئة، أو يوجه إلى الصفحة الرئيسية للموقع، أو يتجاهل الاستشهادات تمامًا.
لهذه المشكلة سببان رئيسيان. أولًا، يخسر الناشرون زيارات، حتى مع استخدام محتواهم. ثانيًا، يصبح التحقق من صحة المعلومات مُرهقًا. من طرق التحقق من نتائج الذكاء الاصطناعي الرجوع إلى المصدر الأصلي، وهذا صعب إذا لم يكن المصدر موضحًا.
إذا قدّم الذكاء الاصطناعي معلومات دون مصدر واضح، فهل يجدر استخدامه للبحث، خاصةً إذا كان المستخدم سيتحقق من صحة كل شيء عبر جوجل على أي حال؟ على الأرجح لا.
إن أدوات الذكاء الاصطناعي في تطور مستمر، و بعضها -مثل بيربليكستى- يتحسن أكثر من سواه، لكن حتى أفضلها ما زال بحاجة إلى إشراف بشري. عندما يتعلق الأمر بالبحث في الوقت الحالي، فإن البوتات ليست جاهزة للعمل بمفردها.
اقرأ أيضًا:
قد يصبح لدينا ذكاء اصطناعي فائق بحلول عام 2029!
أوبتو جي بي تي: خوارزمية ذكاء اصطناعي جديدة يمكن استخدامها في الخلايا الشمسية والتلسكوبات
ترجمة: محمد الشرقاوي
تدقيق: نور حمود
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.