في تحول دراماتيكي لا نراه كثيراً في الحياة، أصبح مؤسس شركة "تيمو"، كولين هوانج، مؤخرًا أغنى رجل في الصين بثروة صافية تبلغ 48.6 مليار دولار، بعدما كان سابقاً على حافة الإفلاس واضطر للتقاعد في منزله سنة كاملة بعد فشل مشروعاته الأولى، وفقًا لمؤشر بلومبيرج للمليارديرات.
وحل هوانج بذلك محل قطب المياه المعبأة تشونج شانشان مؤسس ورئيس شركة المشروبات "نونجفو سبرينج" الذي احتفظ باللقب منذ أبريل 2021.

كيف حدث التحول في ثروة هوانج؟

بدأ هوانج في السابق بعددٍ من الشركات الأخرى مثل منصة التجارة الإلكترونية أوكي وشركة الألعاب عبر الإنترنت "شينيودي" ومنصة بيندودو.
اقرأ أيضاً: ارتفاع كبير في ثروات أغنياء العالم.. والشرق الأوسط الأكثر نمواً
وكان هوانج أيضًا مهندسًا سابقًا في "جوجل" وعمل على توسيع خدمات جوجل في الصين أيضًا. وبالتالي، ينتمي هوانج إلى جيل جديد من المليارديرات الصينيين الذين جمعوا ثرواتهم في الغالب في مجال التكنولوجيا ولا يخشون المخاطرة من خلال بدء العديد من الأعمال التجارية عبر الإنترنت.

تيمو تنتشر عالميًا حتى في أمريكا

يأتي الجزء الأكبر من نجاحه وثروته حاليًا من تيمو والتي تعد منصة للتسوق عبر الإنترنت بأسعار مخفضة والتي اجتاحت العالم مؤخرًا حتى في أمريكا وبريطانيا.
وتمكنت "تيمو" التي أطلقتها شركة "بي بي دي هولدينجز" التابعة لهوانج في عام 2022 من تحويل أداء الشركة المتعثر خلال نهاية الوباء.

نموذج أعمال تيمو

يعتمد نموذج أعمال تيمو بشكل أساسي على البائعين الصينيين الأفراد الذين يقومون بالشحن مباشرة إلى العملاء على مستوى العالم دون الحاجة إلى أي وسطاء.
كما أن تكاليف التصنيع المنخفضة نسبيًا في الصين مقارنة بمعظم الدول الغربية تجعل من السهل أيضًا الحفاظ على هوامش تيمو.
كما تنفق الشركة مبالغ كبيرة على التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ماذا فعل الوضع الاقتصادي بالشركة؟

مع التباطؤ الاقتصادي في الصين في أعقاب أزمة العقارات في البلاد شهدت مجموعة منتجات تيمو الواسعة بأسعار مخفضة طلبًا متزايدًا.
كما تقدم المنصة أيضًا مجموعة من العروض والمكافآت المستمرة وهو الأمر الذي يغري العملاء بالتسوق بشكل متكرر.
اقرأ أيضاً: كيف يستثمر إيلون ماسك ثروته الضخمة البالغة 214 مليار دولار؟
ونتيجة لذلك، استفادت الشركة من عادات التسوق المتغيرة في البلاد حيث يبتعد المستهلكون عن المنتجات الفاخرة الأعلى سعرًا ويريدون المزيد من السلع مقابل أموالهم.
وقد تنامى وجود الشركة في بلدان مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة حيث تحظى تيمو أيضًا بشعبية كبيرة.

ما توقعات «تيمو» مستقبلاً

وقال نيل سوندرز محلل التجزئة في "جلوبال داتا ريتيل" : "في هذه البيئة الاقتصادية من الواضح أن الناس يبحثون عن قيمة كبيرة مقابل أموالهم ويبحثون عن أسعار مخفضة لذا فهذا هو الوقت المناسب للتألق والرواج بالنسبة لمتاجر التجزئة ذات القيمة مثل تيمو".
وأضاف :"إن هدف تيمو في الوقت الحالي هو النمو واجتذاب الناس إليها وتشجيعهم على التسوق منها ثم بعد ذلك بعدما يتأكدوا منها ويأصبحون واقعين في أسر منتجاتها فربما ترفع الشركة الأسعار قليلاً لذا فأعتقد أن تيمو في عصر توسعها".