فيديو / صحيفة اليوم

السطحية


السطحية، هي أخذ الأمور على ظاهرها دون تبصر ولا تفكير، وهي أمر محمود عندما لا تنبني عليه قرارات مصيرية تستلزم من المرء، إمعان النظر والتفكير الناقد، وعدم أخذ الأمور على ظاهرها.
ومثال ذلك الأحاديث العامة بين الناس، كفلان حصل على ترقية وفلانه تزوجت وابن فلان سافر للدراسة ورزق زوجان بطفل بعد طول انتظار، سوالف لا تستدعي منا التكلف لمعرفة بواطنها ومسبباتها وما وراءها.
أما عندما يتعلق الأمر، بشيء مصيري، يرتب على إثره، مستقبل شخص ما، أو تهديد لحياته، أو سمعة أسرة، أو مجتمع أو قل بلد، فهنا ينبغي التوقف وإمعان العقل كثيراً قبل الخوض في غمار ذلك.
ومثال ذلك، أن يخوض أحد ما في عرض رجل، أو يتهمه بما يليق، أو يذكره بسوء، وحجته في ذلك أنهم يقولون، والنبي - عليه الصلاة والسلام - حذر من ذلك فقال «بئسَ مطيَّةُ الرَّجلِ زعموا».
أو أن يوصم مجتمع بسوء لكون عدد بسيط من أفراده عرف عنهم ذلك، كأن يقال أهل الجهة الفلانية معروفون بالبخل، وأهل هذه المنطقة مشهرون بالسذاجة، وأهل هذا البلد من اكثر الناس نكرانا للجميل.
الغريب في الأمر اننا عندما يتعلق الأمر بنا، نجتهد في التحري والتبين والتحقق، ولكن عندما يتعلق الأمر بغيرنا، فإننا نصغي اليه بأذاننا وتتشربه قلوبنا دون تمحيص، ولنا في قصة الإفك لأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -، خير دليل على ذلك، حيث قال الله - جل وعلا - مبرئا الصديقة «لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ»، قال ابن كثير،أَيْ: هَلا ظَنُّوا الْخَيْرَ، فَإِنَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَهْلُهُ وَأَوْلَى بِهِ.
وخلاصة القول كما قال الشاعر :
إذا رُمتَ أنْ تَحيا سَليماً مِن الأذى
وَ دينُكَ مَوفورٌ وعِرْضُكَ صَيِن
لسانك لا تذكر به عورة امرئ
فكلك عورات وللناس ألسن
وعيناك إن أبدت إليك معايبًا
فدعها وقل يا عين للناس أعين
@azmani21

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا