فيديو / صحيفة اليوم

ُ العودة للمدرسة والمهلهل


ابتداءً لا أريد لهذا المقال مع بداية السنة الدراسية الجديدة «1446هجري» أن يتحول إلى نصائح وارشادات مملة ومكررة!! كأني معلم يلقي الدرس بأسلوب تقليدي ومُهلهل، ولكن دعوني أزعم أني أتحدث إليكم على السجية بلا تكلف، فربما هذه الحديث يكون سهل المنال، وخفيف الهضم؟!
إن الغالبية من الطلاب والطالبات لا يحبون العودة لمقاعد الدراسة بعد الإجازة، وهذا أمر طبيعي، فالنفس تحب الخلود إلى الراحة والدعة، وهذا ليس محصورا على الطلبة فقط، بل حتى الموظفون والعمال ينتابهم نفس الشعور، وكذلك بعض من الرياضيين العالميين المشهورين في مجالهم الذين يُفترض أنه لديهم شغف فيما يقومون به، فعلى سبيل المثال يُذكر عن الملاكم العالمي محمد علي كلاي أنه قال: «كرهت كل لحظة من التدريب ولكني كنت أقول «لا تستسلم» اتعب الآن ثم عيش بطلا باقي حياتك!».
وحين سُئل اللاعب العالمي كريستيانو رونالدو: هل تحب الذهاب إلى النادي الرياضي كل يوم من أجل التدريب؟: قال: لا أحد يحب الذهاب إلى الصالة الرياضية يوميا، ولكن يجب عليك أن تفعل ذلك.
وأود الإشارة إلى عبارة وكلمات قد تساعد على الخروج من هذه الحالة التي وصفت «العودة للدراسة أو العمل بنشاط بعد الراحة أو الخمول»، فقد سمعت الدكتور مصطفى محمود -رحمه الله- في أحد برامجه أنه قال: الحياة كلها قائمة على كلمتين: «نقاوم ما نحب، ونتحمل ما نكره». وهذا المعنى والفكرة موجودة أيضا في قوله - عليه الصلاة والسلام - : «حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات».
وبالإضافة إلى ما ذكرت، فإن عدد من كتب التنمية والتطوير يدور معظمها حول قاعدة عامة وهامة، والتي تقول: أفعل ما يجب عليك فعله، وقتما يتحتم عليك فعله، سواء أكنت تحب هذا الفعل أو كنت لا تحبه، ويُقال أن صاحب هذه المقولة هو «كوب كوبماير».
فمسألة الرجوع إلى مقاعد الدراسة، وتجديد الرغبة والنشاط يقع تحت باب المجاهدة للنفس ثم المثابرة، فالنجاح والتفوق لا يأتي دون مقابل، إذ لابد من المشقة والنّصب «التعب المحمود»، ولو كان الأمر سهلا لأصبح الناس كلهم ناجحون ومتفوقون. والبيت الشهير للمتنبي يوضح ذلك، حيث يقول: لولا المشقةُ ساد الناسُ كلهمُ ... الجودُ يفقر والإقدام قتّالُ.
ومن الجدير بالذكر، فإن التربية متلازمة للتعليم، فهما يسيران جنبا إلى جنب، ويُنقل عن الإمام الحافظ عبدالله بن وهب أنه قال: «صحبت الإمام مالك عشرين سنة، فتعلمت منه العلم في سنة، والباقي تعلمت فيها الأدب، ويا ليت كلها كانت في الأدب».
وهمسة في إذن الطالب لا يغُرنّك ولا يخدعك من يقول: أن الشهادة الجامعية لا تنفع أو أن الوظائف شحيحة بعد التخرج، فهذه «أسطوانة مكررة ومشروخة» منذ زمننا! ولكن الحقيقة أن الجامعي وخصوصا المتفوق سوف يجد له مكان في سوق العمل، والأهم أنك بذلت الأسباب، والتوفيق من عند الله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد، ودعني أصدقك القول من واقع الخبرة، فالشهادة الجامعية سوف تختصر عليك الكثير من السنوات في مجال الترقيات وغيرها، لأنك بدونها سوف تبدأ السلم من أوله، وستكون الرحلة أطول بكثير مما تتوقع!
وإذا أردت أن أختصر عليك الطريق بدلا عن سماع الكثير من النصائح من هنا وهناك. فالخلاصة هي: صاحب المجهدتين والمتفوقين دراسيا وتربية، وسوف تصبح لا محالة واحد منهم، وصدق من قال: الصاحب ساحب!
@abdullaghannam

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا