فيديو / صحيفة اليوم

العالم ينتظر أن يراكم بلا فلاتر..!


إلى مدمني التواصل الاجتماعي، أولئك الذين يعيشون خلف الشاشات ويجعلون من الفلاتر درعاً ومن الزيف أداة للتكسب والخداع، هذا المقال موجه لكم..؟

أخبار متعلقة

 

نحن في زمن الفلاتر، زمن يُجمّل الوجوه ويصقل النفوس بمعايير غير واقعية، حيث لا تقتصر الأمور على تحسين الصور فحسب، بل تمتد لتغطي عيوب النفس وتُلبس الشخصية أقنعة مخادعة، الفلاتر أصبحت سلاحاً يُستخدم لنحت صورة مثالية في أذهان الآخرين، لكن خلف هذا السلاح يكمن تهديد حقيقي للسلامة النفسية ولحقيقة الذات..!
إنكم ببساطة تصنعون عالماً من الخداع الجميل، حيث يُلبس القبح قناع الجمال، ويُمسح الواقع خلف ابتسامة عريضة مخادعة مصطنعة، لكن هذا العالم الزائف لا يؤدي إلا إلى فقدان التواصل الحقيقي مع الذات ومع الآخرين، وإلى خلق فجوة متزايدة بين ما تظهرونه للعالم وما تعيشونه في الحقيقة.
الفلاتر الرقمية التي تستخدمونها لتحسين مظهركم ليست سوى واجهة لعالم من الزيف الذي تصنعونه بأيديكم وجهلكم، أنتم تروجون لنمط حياة غير واقعي، تبيعون الوهم للجماهير، وتخلقون توقعات غير قابلة للتحقيق، وما تجهلونه أو تتجاهلونه، هو أن هذا التزييف المستمر يؤثر بشكل كبير على صحتكم النفسية، ويضعكم في دائرة من التوتر المستمر للحفاظ على هذه الصورة المثالية المزعومة وأن هذا السعي وراء الكمال الرقمي يجعلكم أسرى لشاشاتكم، منغلقين على أنفسكم يسيطر عليكم خوف انكشاف حقيقتكم، مما جعلكم غير قادرين على رؤية جمال الحياة الحقيقية بتفاصيلها غير المفلترة..!
أنتم أيضاً جزء من التسويق الزائف الذي يُروّج لأحلام غير واقعية على هيئة منتجات وخدمات وقناعات، تستخدمون الفلاتر لجذب انتباه المتابعين، لإظهار حياة مليئة بالفخامة والرقي، ولكنها في الواقع ليست سوى واجهة براقة تخفي خلفها حياة من التزوير والتزييف، أنتم ببساطة تبيعون صوراً محسّنة غير موجودة ولا تعكس حقيقة حياتكم ولا تعبر عن جوهر شخصيتكم، تبيعون وهماً يبتعد كل البعد عن الواقع، وتدفعون الناس للاعتقاد بأن السعادة والنجاح يمكن شراؤهما، وأن الجمال الحقيقي يُقاس بعدد المتابعين والإعجابات..؟
لكن في هذا السعي المحموم وراء الصورة المثالية، تنسون أن كل هذا الزيف له ثمن والثمن الباهض هو سلامتكم النفسية،
ما لا تدركونه هو أن الفلاتر، سواء كانت رقمية أو نفسية، لا تصنع نجاحاً حقيقياً، وأن النجاح الحقيقي يأتي من الصدق مع الذات والشجاعة لمواجهة الحقائق والقدرة على العيش بسلام مع النفس، بعيداً عن التزييف والخداع. أنتم بحاجة إلى إعادة تقييم ما يعنيه أن تكونوا «ناجحين» في عالمكم الرقمي، وأن تدركوا أن السعادة الحقيقية والنجاح الحقيقي لا يُقاسان بعدد المتابعين، بل بقدرتكم على العيش بحقيقتكم، بلا أقنعة.
في نهاية المطاف، الفلاتر قد تخفي العيوب، لكنها لا تغير الحقائق. أنتم بحاجة إلى الشجاعة لنزع هذه الأقنعة، لمواجهة العالم بوجوهكم الحقيقية.
@ malarab1

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا