البعض منا يعيش الحياة كما يركب القارب الذي تجر الأمواج أشرعته بإتجاهها فلا دور له في تغيير البوصلة إن قالت الرياح يمينا يمّن معها وإن قالت يسارا كذلك.
فمثلا الدراسة والتخصص حسب المتاح وحسب المجموع والدرجات أعلم تماما صعوبات إختيار التخصص ومحدودية المقاعد في الجامعات ولكني أتكلم عن مبدأ به شيء من التخطيط وتوجيه الميول والمهارات.
من ضمن ذلك موضوع الأسرة والذي يبدأ عند الكثيرين نعم الكثيرون فهم ليسوا قلة , إكمال الدراسة ثم البحث عن وظيفة ثم تكوين النفس ثم الإقدام على الزواج , حتى هنا الأمور مقبولة شكلا ولكن هل هي كذلك مضمونا ؟
مؤسف أن يكون مجرد زواج لتقديم الخدمات المتبادلة بين الزوجين ثم التكاثر وهكذا تسير الحياة وتعيد دورتها أم أن هناك إدراك عظيم لمشروع الأسرة الأعظم وهو إكمال مسيرة الحياة مع طرف آخر يساهم في جودة كل شيء نفسك وتفكيرك ومهاراتك ونضجك ومداخيلك وكل حياتك , الموضوع مختلف تماما عن متطلبات ومصاريف وكدح للأب وحنان من الأم فهو كمشروع تم تخطيطيه على الورق والان حان وقت تشييده على الواقع .
الأسرة هي مشروع يرتكز أولا على احتساب كل ما فيه لوجه الله، اختيار الزوجين لمرضاة الله ونفع النفس وذرية صالحة تنفع الدين والوطن , مشروع مبني على كل شيء مشرق يبدأ بإبتسامة وينتهي بالصفح وتجاوز الأخطاء والزلات والتغافل , مشروع لا يقبل النتقام ولا رد الديون , هو مشروع لا يقبل شيئا إسمه قطيعة ولا غضب دائم ولا هجر ولا توتر.
لن اكون مثاليا وأصوره كالماء الزلال الصافي ولكن أقول أن هذه عناوينه الرئيسية وخطوطه العريضة وإن شذ شيء فسرعان ما يعود إلى قواعده , في نظري أن الأسرة كالجيش دائما متجهٌ إلى الأمام مستريح وقت الرخاء متكاتف في الشدة , إن سقط احد جنوده ساعده وعالجه البعض ودافع عنه البعض الآخر , لا عتاب ولا لوم ولا تأنيب ولا خصام فالهدف واحد ومشترك والجميع منتصر , وعلى سبيل المثال إن رأيت رجلا في منتصف العمر بعمر الخمسين , صالحا باراً بوالديه محسنا إلى أهله فاعلم أنه نتاج مشروع إستمر خمسين عاما واعلم ان خلفه والدين أصّلا هذا المشروع بكل معانيه.
@Majid_alsuhaimi
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.