يحي -عليه السلام- من انبياء الله الذين تحدث الله -عز وجل- عنه في القران الكريم من سورة مريم: «يا يحيى خذ الكتاب بقوة» وهذه الآية تشير إلى أهمية الدور الذي لعبه يحيى في تثقيف الناس وتعليمهم. وكذلك ورد عنه في الإنجيل تحت اسم «يوحنا المعمدان».
دعا نبي الله يحي الناس للتوبة والعودة إلى الطريق القويم، وكان يُعمدهم في نهر الأردن كرمز للتطهير وكان من ضمنهم المسيح عيسى -عليه السلام-. نهاية حياة نبي الله يحيى كانت مأساوية، حيث تم قتله على يد الملك هيرودس بأسباب إدانته لعلاقة الملك غير الشرعية. في النهاية، تم قطع رأسه بناءً على طلب إحدى عشيقات الملك» هيروديا». وليحي -عليه السلام- أتباع وإلى يومنا الحاضر يسمون بالصابئة فمن هم هؤلاء؟ ولم قريش في صدر النبوة أخطأت في إعتقادها أن دين الإسلام هو اتباع لدين الصابئة؟ ومما لا شك في أن هناك تقارب كبير بين طريق العبادة الا انهم أيضا ان هناك اختلاف كبير.
والديانة الصابئية، المعروفة أيضًا باسم «الصابئة المندائية» تُعتبر واحدة من الديانات الإبراهيمية الموحدة، ويقتصر تواجدها الحالي في العراق وإيران. ومن معتقداتهم وجود إله واحد هو «الحيّ العظيم»، ويعتبرونه مصدر الحكمة والمعرفة، كما أن لديهم كتابا مقدسا يعرف باسم «الكنزا ربا»، الذي يحتوي على تعاليم وقصص دينية مهمة، بالإضافة إلى «كتاب العدل» و»كتاب التعميد». وقد وردت إشارات لبعض أجزاء من كتبهم في القرآن الكريم تحت اسم صحف إبراهيم. كما أن لديهم طقوسا بالتطهير أو الغسل بالماء الذي يطلقون عليه «العماد» ويعتبرونه جزءًا أساسيًا من العبادة ويمثل تطهيرًا روحيًا للفرد. كما يؤمن الصابئة بوجود حياة بعد الموت، حيث يتم الحكم على الأعمال التي قام بها الفرد في حياته. ومن طقوسهم وعاداتهم الصلوات الدورية في المعابد، التي تُعرف باسم «المنداع»، حيث يجتمع المصلون لأداء الطقوس وقراءة النصوص المقدسة. كما من عاداتهم الاحتفال بعدد من الأعياد الدينية المهمة لهم كعيد «العماد» وعيد «الصوم».
ومن أوجه التشابه بين دين الإسلام ودين الصابئة هي في أركان الإسلام الخمسة المتقاربة. الأول منها عند الصابئة التوحيد «سهدوثا إد هيي»: الإيمان بإله واحد، الحي العظيم «هيي ربي»، خالق الكون، واحد أحد، لا شريك له. والثاني هو الصلاة «براخا»: وهو أداء الصلوات اليومية، والتي تُقام ثلاث مرات في اليوم، وتُعتبر وسيلة للتواصل مع الله وطلب البركة. والثالث هو الصوم «صوما» وهو الامتناع عن بعض الأطعمة والأفعال لفترات محددة كنوع من التطهير الروحي والتقرب إلى الله. والركن الرابع الصدقة «زدقا» وهو تقديم المساعدة للمحتاجين والتصدق، مما يعكس روح التعاون والتكافل الاجتماعي. والركن الخامس هو التعميد «مصبتا» وهو طقس الغطس في الماء الجاري، ويُعتبر من أهم شعائرهم، حيث يُمارس للتطهير الروحي والتقرب إلى الله. وهذه الأركان الخمسة تشكل الأساس الذي يقوم عليه الإيمان المندائي وممارساتهم الدينية.
كما يعتبر الصابئة أن آدم -عليه السلام- هو النبي الأول ومؤسس الديانة المندائية, ثم شيت بن آدم ثم أنوش بت شيت. كما يعتبرون الشخصية المعروفة عندهم تحت اسم دنانوخت من الحكماء والأنبياء في التقليد المندائي. وأيضا نوح -عليه السلام- وسام بن نوح الذي يعتبر عندهم من الشخصيات المقدسة، ثم أنبياء الله يحي وزكريا عليهما السلام.
ان الحديث عن اتباع يحي -عليه السلام- يجعلنا نتدبر كلام الله -عز وجل- بما ورد لنا في القرآن الكريم وعلى التسامح والتعايش وعلي الايمان بالله بما نزل على رسله حتى وإن اختلفنا عنهم. وعلى الرغم من عدم وجود الكثير من التفاعل بين الصابئة والأديان الأخرى، إلا أنهم غالبًا ما يُعتبرون جزءًا من النسيج الثقافي والديني في المناطق التي يعيشون فيها.
@SaudAlgosaibi
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.