فيديو / صحيفة اليوم

وصناعة الإنسان


في رياض العز، وموطن الريادة، ومحضن السيادة انطلقت أعمال مؤتمر مبادرة تنمية القدرات البشرية برعاية كريمة من لدن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عرّاب الرؤية وصانع التغيير، وملهم القادة والسادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تحت شعار ما بعد الاستعداد للمستقبل، والذي من خلاله يلتقي المهتمون والباحثون، وذوي المبادرات والابتكار المتعلقة بصناعة الإنسان واكتشاف طاقاته وتنمية قدراته حول صياغة مستقبل مشرق للإنسانية والعالم أجمع وفق رؤية سعودية تتسم بالأصالة والمعاصرة.
وبالنظر في أعمال المؤتمر وأطروحاته يلحظ المراقبون والمهتمون بأهميته لكونه يُعد منصة عالمية فريدة في محتواها ومضمونها تهدف إلى الانطلاق حيث انتهى العالم بمؤسساته التعليمية والبحثية من تجارب ومبتكرات تُعنى بمتطلبات المستقبل واحتياجاته اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً بارتكازها حول الإنسان وتعظيم أثر مشاركته واستدامتها لينعم العالم بالرخاء والاستقرار، والبناء والنماء التنموي.
وإدراكاً من الدولة -أيدها الله تعالى- بأهمية المواطن والمواطنة وعظيم دورهما في تحقيق مستهدفات رؤيتها الوطنية 2030م، وصناعة المستقبل الاقتصادي، والثقافي، والاجتماعي برؤية ابتكارية تقنية إبداعية جمعت بين عشق المحترف، وعمق الولاء للأرض، وبلغة ملؤها التفاؤل، وبمنظومة عمل تكاملية بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية؛ ولذا أُطلق برنامج تنمية القدرات البشرية والذي يُعد الأضخم عالمياً في طموحاته ومستهدفاته بدعم قيادي سخي.
ومن هنا تبرز أهمية إدراك الشباب والشابات لطبيعة المرحلة ومتغيراتها؛ والمتطلبة لتوجيه الدوافع الشخصية نحو التحصيل الموجه، والإنجاز النوعي، فالدوافع بمثابة الطيار الآلي للطائرة والذي يعتمد على نوعية وجودة المعلومات المدخلة والمحددة لمسار الطائرة؛ والمحددة لمسار الحياة ومستوى المشاركة والإنتاجية الشخصية والمجتمعية، وبناء العلامة التجارية الشخصية والتي تعكس مدى فخر الشاب والشابة بذواتهما وثقتهما بقدراتهما، وتحديد نوعية وعدد الأجرام السائرة في فلكهما ومحيطهما، وسنارة جذابة لاصطياد الفرص واقتناصها. ولذا، فلا يكفي أن يعرف الإنسان ما عليه فعله، بل يحتاج إلى إيجاد المنهجية المعينة له على إزالة الرواسب والمعتقدات المثبطة لذاته والمعيقة لتقدمه.
أبرزت الرؤية الوطنية أهمية مسؤولية المواطن والمواطنة الشخصية من خلال الاستعانة بالله تعالى ثم تغيير العادات والتوقف عن خلق المعاذير والانطلاق بمرحلة تصحيح المسار، فقد لا يستطيع الإنسان تغيير الظروف، أو مسار الرياح، لكنه يمكنه تغيير ذاته، فكم أعاقت عبارة «لا أستطيع» حياة كثير من الناس، لتأثر عقولهم باللغة المسموعة لديهم، فالتفاؤل وانتقاء أطيب الكلام كانتقاء أطيب الثمار مطلب مهم في بناء الشخصية وتوجيهها نحو العمل والإنتاجية لا سيما في ظل تغير ديناميكية سوق العمل وانتقالها من التركيز على المؤهل العلمي المتخصص إلى التركيز على المهارات الشخصية والعملية التي يملكها المرشح والمرشحة، حيث لم تعد الشهادات العلمية العامل الأوحد للتمايز بين المتنافسين في ميدان سوق العمل.
ومن التغيرات المهمة كذلك التركيز والاهتمام بالخبرات المتنوعة في عدد من المجالات والقطاعات وعدم الاكتفاء بخبرة وحيدة طويلة الزمن ثابتة المسار في قطاع واحد، بل وأصبحت الخبرة الثابتة محل شك وتساؤل، مما تجعل المرشح للتوظيف غير متابعا للتطورات التكنولوجية والعلمية في المجالات المتنوعة.
وأخيراً التركيز على الشهادات التخصصية المهنية، والشهادات الاحترافية المهنية والتي تساعد الإنسان على تمييز نفسه بين المنافسين له في مجال العمل، والحصول على فرص وظيفية أكبر، وترفع من أسهم ثقة قيادات القطاعات بكفاءته وقدراته، وتساعده على الاطلاع المستمر على ما هو جديد بمجال عمله والاستفادة منها في تطوير أدائه، وتقييم دوري احترافي لقدراته وخبراته، والحصول على دخل مادي أفضل.
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد
@mesfer753

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا