بعد 75 سنة من الآن لن يعود المال كما نعرفه موجوداً ولن تبقى الأسواق بمفهومها التقليدي ، ستُمحى الجدران بين الإنسان والآلة، وتندمج العقول في شبكة كونية تُدعى «الوعي الجماعي» حيث تكون الفكرة النقية هي العملة، والمشاركة الشعورية هي الاستثمار الحقيقي، في هذا الاقتصاد الجديد لا قيمة للذهب ولا للأسهم، بل لما ينتجه العقل من رؤى وأفكار وترددات تؤثر إيجابياً في المحيط.
لن تكون هناك وظائف كما نعرفها، بل حالات مؤقتة من التفاعل العقلي. كل فرد يتنقل في مسارات معرفية تنسجم مع حالته الذهنية وتطوره الإدراكي ومن ينسجم مع النظام يُكافأ بطاقة وعي، ومن يعاند يُستبعد مؤقتاً من دوائر التأثير، أما الراتب يصبح مزيجاً من الذبذبات التي تفتح لك أبواباً في بيئات ذكية لا تُقاس بالمتر المربع، بل بدرجة التناغم.
أما المؤسسات، فستذوب هياكلها لتتحول إلى كيانات ذكية غير مرئية، تُدار بالكامل بواسطة أنظمة تحليل إدراكي لحظي. القرارات الاقتصادية لن تُتخذ بناءً على أرقام، بل على مدى تأثير الفكرة على جودة وعي الجماعة. لن تُعقد الاجتماعات، بل ستحدث اندماجات فكرية عبر شبكات عصبية متصلة.
البنوك ستكون مجرد معالجات بيانات لتدفق الطاقة الفكرية، تقيس وتحوّل الأفكار إلى وحدات اقتصادية قابلة للتداول والتجارة لن تكون في المنتجات، بل في المفاهيم، ستُسوّق للحلول الوجدانية، ويُباع المعنى، وتُشترى الخبرة الشعورية.
الغذاء والدواء والمسكن.. جميعها ستخضع لإعادة تعريف، لتُصبح استجابات ذكية لترددات الفرد. يُصنع طعامك حسب مزاجك الجيني، ويُعاد ضبط جسدك وفقاً لاحتياجاتك الشعورية، وتُبنى بيئتك بما ينسجم مع حركتك الذهنية، لا العكس.
في هذا النظام، ستكون القيمة القصوى في قدرة الفرد على التأثير، لا على التملك، الثروة تقاس بمدى ما تُشعّه من وعي، لا بما تختزنه من مادة. الفقر يصبح غياباً عن الإدراك، لا عن المال.
لن يكون هناك مركز للعالم، بل دوائر طيفية من التأثير، تنتجها العقول الأكثر اتزاناً، الجغرافيا ستفقد سلطتها، واللغة ستُستبدل بموجات مفهومية عابرة للثقافات. الحدود تختفي، ويُولد نظام اقتصادي لا مركزي، تحكمه المعرفة الصافية وحدها.
إنه ليس خيالاً، بل المسار المنطقي لعصر ما بعد الثورة الرقمية. حين ينتهي الإنسان من استنزاف الأرض، سيبدأ باكتشاف أغلى مورد فيه: وعيه. وحين يدرك أن الفكرة أقوى من المادة، سيبني اقتصاداً لا يُقاس بما يملكه.. بل بما يستطيع أن يكونه.
@malarab1
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.