أخيراً، قررت وزارة التجارة العمل على تطوير لوائحها بشأن الاسم التجاري، ومن الأمور التي عولجت اعتبارا من ٥ شوال ١٤٤٦هـ، إمكانية استخدام اسم تجاري باللغة الإنجليزية، أو الأرقام، أو حتى مجموعة حروف؛ ويمكن اليوم التصرف في الاسم التجاري وبيعه بمعزلٍ عن السجل التجاري؛ وعدم السماح بتكرار استخدام اسم تجاري ناجح حتى لو اختلف النشاط، وهذه في واقع الأمر تحسينات تنظيمية طال انتظارها.
ولكي تعرف حجم الحاجة لمثل هذا التطوير، فاعلم أن المستثمرون، وعلى مدى عقود طويلة، اضطروا لاستخدام أسماء تجارية في نشاط صناعة الطعام -على سبيل المثال- تشعر معها أنك بصدد المرور بنقطة تفتيش وليس الدخول إلى مطعم يقدم ما لذ وطاب من الطعام، ومن الدارج أن تقرأ التالي على لوحة مطعم ، على سبيل المثال : «مطعم حصة بنت ....... الـ ...... لتقديم الوجبات»، وعندها تسأل نفسك! ما الذي يمكن أن يقدمه (مطعم) سوى (الوجبات)؟! وطبعا الأخت حصة اضطرت لاستخدام اسمها الصريح لأنها كانت عاجزة عن استخدام اسم إنجليزي أو حروف أو أي فكرة أخرى لبناء علامة تجارية، وكانت ترفض تماما أن تسمي مطعمها (مطعم ركن الهناء والعافية) وطبعاً لتقديم الوجبات دون شك!
ومن المهم التطرق اليوم لقيمة الاسم التجاري، ودعونا نبقى في نشاط المطاعم والمقاهي تحديدا لنستوعب معا السر وراء فرحة الأخت حصة؛ فـ «ستاربوكس» مثلا اسم تجاري تتجاوز قيمته ٦٠ مليار دولار، ومكدونالدز اسم تتجاوز قيمته ٣٨ مليار دولار، و (كي إف سي) يتجاوز ١٤ مليار دولار، وحتى صبواي.. له اسم تجاري تتجاوز قيمته ٧ مليار دولار! فهل نلوم حصة على فرحتها وهي بصدد تحقيق حلمها بعد سنوات من الانتظار؟ ويمكنها اليوم نزع اللوحة القديمة التي تحمل اسمها الثلاثي و (لتقديم الوجبات) واستبدالها بـ: 123 eat with me أو yum yum yum that›s my hum
أفهم تماما شعور حصّة بالانتصار على أنظمة بالية، اتسمت بعدم مراعاة الحاجة إلى التميز، وتسهيل بناء الاسم التجاري الذي يلعب دور اللبنة الأساسية الأهم في بناء علامة تجارية متكاملة الأبعاد. وأفهم تماما مشاكلها مع زوجها السابق بسبب اضطرارها لتوضيح اسمها الرباعي على لوحة مطعم في عمارة تجارية على شارعين! لكن كل هذا كان في زمنٍ مضى، والأنظمة اليوم أعتقت حصة وأعتقتنا من عبارة (مطعم فلان لتقديم الوجبات) إلى غير رجعة.
@abdullahsayel
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.