وسط ظروف غير متوقعة، تفاجأ عمرو المالكي، أحد العاملين في أحد فروع سلسلة "بلبن"، بإعلان إغلاق الفروع بشكل مفاجئ، بعد عام كامل من العمل الجاد والالتزام، ليجد نفسه، ومعه العشرات من زملائه، في موقف صعب لا حول لهم فيه ولا قوة.

قرار الإغلاق، الذي جاء كالصاعقة على العاملين، لم يترك لهم سوى القلق والترقب، في وقت تعتمد فيه أسرهم بالكامل على هذا العمل كمصدر دخل أساسي.

عمرو، شاب في السابعة والعشرين من عمره، حاصل على دبلوم فني، ويعمل في "بلبن" منذ عام.

يرى أن المكان كان أكثر من مجرد وظيفة، واصفًا إياه بأنه "أفضل شغل اشتغله في حياته"، مشيرًا إلى أن المرتب الجيد، وبيئة العمل المحترمة، والمزايا التي يحصل عليها مقابل ساعات العمل الإضافية، كانت تجعله يشعر بالاستقرار الحقيقي.

وأضاف:

"أنا متجوز ومراتي حامل وهتولد قريب، بس رغم كل ده مش بفكر أسيب المكان ولا أدور على شغل تاني، أنا شايف اللي حصل ده أزمة وهتعدي، إحنا هنا كنا زي الإخوات، والشركة عمرها ما قصرت معانا".

رغم الوضع الغامض، يؤكد عمرو أن هناك رسائل طمأنة من إدارة الشركة بأن الأزمة مؤقتة، وأن الفروع سيتم إعادة فتحها بعد الانتهاء من الإجراءات المطلوبة.

وقال:

"إحنا متعودين من الإدارة على الشفافية، وكل يوم بنتعلم حاجة جديدة هنا، ودايمًا بيشجعونا نطور من نفسنا".

وأكمل:

"حتى لما بنحضر الطلبات، كانوا دايمًا يقولولنا اشتغلوا كأنكم بتخدموا أهلكم، والضغط اللي بيحصل على الفروع ده مش شو، ده لأن الناس بتحب المنتج، وإحنا كنا بنبذل مجهود علشان نحافظ على الجودة".

وأردف:

"كلنا بنحب المكان، وبنعتبر نفسنا شركاء فيه، ومفيش حد فينا ناوي يستسلم"، هكذا ختم عمرو حديثه برسالة فيها إصرار على الصمود.

الأزمة بدأت مع حملات تفتيش مفاجئة شنتها جهات رقابية في عدد من المحافظات، بهدف مراجعة مدى مطابقة المنتجات الغذائية للاشتراطات الصحية، وأسفرت عن إغلاق عدد من سلاسل المطاعم المعروفة، منها "بلبن" و"كرم الشام" و"وهمي"، ما خلق حالة من التذبذب بين العاملين والمواطنين على حد سواء، رغم الدعم الكبير الذى تلقاه عمال "بلبن" على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا إن فيه بعض التعليقات السلبية التي آلمتهم.

عمرو قال:

"استغربنا من الناس اللي بتشمت، إحنا بشر، ورزقنا مش لعبة، ونتمنى محدش يمر باللي إحنا فيه".