رغم التراجع الحاد الذي شهده مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 14% منذ أعلى مستوياته في بداية العام، فإن التوقعات تشير إلى احتمال انتعاش وول ستريت خلال الفترة المقبلة، مدفوعة بالبيانات التاريخية التي تُظهر عادةً صعودًا قويًا في أعقاب ارتفاعات حادة بمؤشر التقلبات "في آي إكس".
وكانت الأسواق قد تعرضت لضغوط قوية عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على عدد من الشركاء التجاريين، ما أدى إلى موجة بيع واسعة. ومع ذلك، فإن وصول مؤشر التقلبات إلى مستويات تاريخية يُعد غالبًا مؤشرًا على بداية دورة صعود جديدة في سوق الأسهم.
تراجع تأثير رسوم ترامب
كان العامل الأساسي وراء انهيار السوق هو إعلان حزمة تعريفات جمركية شاملة بنسبة 10% في 2 أبريل، إلى جانب تعريفات انتقائية على واردات كل دولة، ما أدى إلى هبوط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 12% خلال خمسة أيام تداول فقط، بينما كانت الأسواق تستوعب التحول المفاجئ في السياسة التجارية الأمريكية.
اقرأ أيضاً: رسوم ترامب الجمركية تهدد دولاً آسيوية أخرى غير الصين
هذا الانهيار دفع عددًا من المحللين إلى رفع تقديراتهم لمخاطر الركود الاقتصادي.
هل تحمل التقلبات مفاجآت إيجابية؟
رغم التراجع الكبير، تشير البيانات التاريخية إلى أن المؤشر قد يشهد صعودًا قويًا في العام التالي. إذ يُستخدم مؤشر التقلبات "في آي إكس" لقياس التوقعات بشأن تقلبات سوق الأسهم خلال الثلاثين يومًا المقبلة، ويُعرف في الإعلام المالي بـ"مؤشر الخوف"، نظرًا لارتباط ارتفاعه بعمليات بيع واسعة بسبب الذعر.
منذ عام 1990، بلغ متوسط إغلاق مؤشر "في آي إكس" نحو 19.5 نقطة، مع تسجيله أدنى قيمة عند 9.1 وأعلى عند 82.7 نقطة.
إشارات صعود محتمل في الأسهم
في 8 أبريل، أغلق مؤشر "في آي إكس" عند 52.3 نقطة، وهو ما يُعد من المستويات المرتفعة جدًا. وبحسب البيانات التاريخية، فإن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يحقق عوائد قوية عادة بعد هذه القراءات.
اقرأ أيضاً: بنوك الاستثمار تحذر: رسوم ترامب قد تعرقل نمو أوروبا في 2025
منذ 1990، تجاوز "في آي إكس" مستوى 50 في 75 جلسة تداول فقط، أي أقل من 1% من إجمالي الجلسات. وفي كل مرة تقريبًا، سجل مؤشر ستاندرد آند بورز مكاسب في السنوات اللاحقة.
ماذا تقول الأرقام عن العوائد المرتقبة؟
تشير التقديرات إلى أن المؤشر قد يسجل ارتفاعًا بنسبة تصل إلى 35% خلال عام، و55% خلال ثلاث سنوات، و129% خلال خمس سنوات، وفقًا لتحليل الخبير الاستراتيجي تشارلي بيليلو.
الركود.. احتمال قائم
من اللافت أن كل مرة تجاوز فيها "في آي إكس" مستوى 50، كان الاقتصاد الأمريكي يمر بركود. وقد لا يكون ذلك تأكيدًا مباشرًا على دخول الركود حاليًا، لكنه احتمال جدي. وصرّح "لاري فينك" الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك لشبكة CNBC قائلاً: "نحن قريبون جدًا من الركود، إن لم نكن فيه بالفعل".
سيناريوهات السوق المقبلة
أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عند 4,983 نقطة في 8 أبريل، بينما سجل "في آي إكس" 52.3 نقطة. وإذا اتبع المؤشر الاتجاهات التاريخية، فقد يرتفع بنسبة 35% ليصل إلى 6,727 نقطة بحلول أبريل 2026. وهذا يعني صعودًا بنسبة 27% من مستواه الحالي البالغ 5,283 نقطة.
ورغم تعليق بعض الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، فإن تلك التي فُرضت بالفعل رفعت متوسط الرسوم على الواردات الأمريكية إلى 28%، وهو أعلى مستوى منذ عام 1901، بحسب تقديرات جامعة ييل.
وبالتالي، تبقى الأسواق حذرة، بانتظار ما إذا كانت تعريفة ترامب ستكون عائقًا أمام الانتعاش المرتقب، أو مجرد عاصفة عابرة في طريق صعود محتمل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.