إذا شعر اللاعب بحاجة إلى الابتعاد قليلًا عن مسار القصة الأساسي، فغالبًا ما يمكنه التجوّل في العالم بالوتيرة التي يشاء، والانشغال بأي نشاط يجذبه. هذه المهام الجانبية تمنح في العادة مكافآت بسيطة، ولهذا قد يتجاوزها اللاعب غير المتعمّق تمامًا.

وبما أنّ هذه الأنشطة ليست ضرورية، فالمطوّرون ليسوا ملزمين بمنحها العناية نفسها التي يخصّصونها للأهداف الرئيسية. فإذا كانت مرهقة أو معتمدة على التكرار، فسيتعامل معها كثيرون فقط كوسيلة لرفع المستوى أو الحصول على أداة مفيدة، لا رغبةً في الاستمتاع بها.

ومع ذلك، يمكن للمهام الاختيارية أن تكون ممتعة للغاية، بل قد تُعدّ أبرز ما يقدّمه العنوان بأكمله.

فقد تبرز هذه الجولات الجانبية إذا قدّمت شخصية مميّزة، أو سمحت بتجربة آلية لعب مذهلة لا تظهر في طور القصة الأساسي إلا نادرًا. وفي أحيانٍ أخرى، قد يجد اللاعب نفسه أمام مهمة اختيارية مؤثّرة عاطفيًا إلى درجة يتساءل فيها عن سبب عدم وجود تجربة مماثلة في بقية مراحل اللعبة.

وبكمّ الجهد المبذول، والوقت المصروف، والإتقان الملحوظ في هذه المهمات العشرين، لا يسعنا إلا أن نتساءل: لماذا لم يجعلها المطوّرون جزءًا إلزاميًا من التجربة؟

Culex – Super Mario RPG

خاض Super Mario العديد من المغامرات القائمة على القتال التبادلي، ولكن دخوله الأول إلى هذا النوع كان من أروعها على الإطلاق. تمتاز Super Mario RPG بنظام قتال سهل الاستيعاب، وألغاز متقنة، مع الحفاظ على الطابع المرح الذي يُتوقَّع من شخصية نينتندو الشهيرة.

وبالإضافة إلى طور القصة الأساسي، يقدّم هذا العنوان الذي طوّرته Square مجموعة واسعة من المهام الاختيارية، وغالبها يكافئ فريق ماريو بمكافآت مغرية.

ومع ذلك، هناك مهمة جانبية واحدة تُعدّ إلزامية لكل لاعب. فمن خلال تنفيذ سلسلة من الخطوات المتناثرة حول العالم، يستطيع ماريو فتح غرفة سرية في Monstro Town، حيث يتحدّاه كيان غامض يُدعى Culex. وإذا قَبِل ماريو التحدّي، يخوض اللاعب أصعب معركة في اللعبة على الإطلاق.

تظل مواجهة Culex تجربة لا تُنسى، لأنّها تحاكي على نحو مثالي أسلوب “الزعماء الخارقين”، والمخصّص لاختبار مهارة اللاعبين المتمرّسين.

وفوق ذلك، يكافأ اللاعب عند هزيمة هذا الخصم المرعب بأفضل إكسسوار في اللعبة، مما يجعل بقية المغامرة أكثر سهولة.

تحالفات مع مقاتلين أيقونيين – Street Fighter VI

بعد الاستقبال الفاتر الذي حظيت به Street Fighter V، جاءت Street Fighter VI لتعيد السلسلة إلى مستواها المعهود، مقدمة قائمة مقاتلين متنوعة، وكمًا هائلًا من المحتوى، وآليات لعب مناسبة للمبتدئين والمخضرمين على حدّ سواء.

كما قدّم هذا الإصدار نمط قصة يسمح لك بالتجوّل حول العالم ومقارعة الخصوم. وخلال رحلتك، يمكنك اكتساب ترقيات متعددة ورفع مستواك، فضلًا عن لقاء مقاتلين مألوفين مثل E. Honda وChun-Li وBlanka. ومن خلال التدريب مع هؤلاء، يمكنك استدعاؤهم أثناء القتال واستخدام حركاتهم الخاصة.

غير أنّ الدافع الأكبر للتفاعل مع هذه الشخصيات الكلاسيكية يكمن في سماع حكاياتهم، والتي تكشف الكثير عن حياتهم. فكفاح Ryu لفهم الرسائل النصية يضفي جانبًا مرحًا ويكشف هشاشة غير متوقعة لدى هذا المحارب الأسطوري. وسماع سبب تخلّي Sagat عن مساره الإرهابي أو كيف أدّت قدرات Dhalsim المرنة إلى منعه من المشاركة في الرياضات يعطي هذه الشخصيات طابعًا إنسانيًا مدهشًا.

كما أنّ تلقّي رسائل نصية ورموز تعبيرية من Akuma الشرس أو Juri المضطربة أمر يبعث على الدهشة فعلًا.

اللاجئون في نار شادا – Star Wars: Knight of the Old Republic II – The Sith Lords

كانت Knights of the Old Republic عملًا فنيًا متكاملًا لدرجة أنّ كثيرين اعتقدوا أنّ من المستحيل على الجزء التالي أن يرقى إلى مستواها.

ومع الأسف، كانت توقعاتهم صحيحة، فقد صدرت KOTOR II في صورة غير مكتملة بوضوح، مع مسارات قصصية عديدة تُركت بلا حسم، ولذلك ليس من المستغرب أن تكون بعض المهام الجانبية أكثر إثارة وجاذبية من القصة الأساسية نفسها.

ومن بين هذه المهام، تبرز مهمة اللاجئين في Nar Shaddaa. على هذا القمر الذي يعجّ بالمهربين، يلتقي اللاعب بمجموعة من المنبوذين الذين يكافحون للبقاء وسط عالم سفلي تحكمه الجريمة.

تتميّز هذه المهمة بقدر كبير من الحرية. إذ يمكن للاعب التفاوض مع الـHutts، أو محاولة نقل اللاجئين إلى مكان أكثر أمنًا، أو السعي لإرضاء الجهة التي توفر لهم الحماية. اختيار جانب الضوء ليس سهلًا هنا، فهو يتطلب حنكة دبلوماسية وقرارات مدروسة بعناية.

وفي المقابل، يستطيع الشخصية الرئيسية -باعتبارها مستخدمة للقوة- أن تتجاهل معاناة هؤلاء، أو تسيء إليهم عمدًا، أو حتى تطالب بمكافأة مقابل مساعدتها لهم.

وللمفارقة، هذا التكليف الجانبي يستكشف مناطق رمادية أخلاقية، ويقدّم نتيجة أكثر إشباعًا من معظم ما يقدمه المسار القصصي الرئيسي في KOTOR II.