تراجعت الأسهم الأمريكية، الاثنين، مع انطلاق آخر أسبوع تداول كامل في عام 2025، في ظل ترقّب المستثمرين لسلسلة من البيانات الاقتصادية المرتقبة التي يُنتظر أن تسهم في رسم ملامح مسار أسعار الفائدة خلال عام 2026.
تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.04% وداو جونز الصناعي 0.05%، ليمحوا مكاسب حققاها في وقت سابق من الجلسة، فيما انخفض مؤشر ناسداك المركب 0.26%، مواصلاً خسائره بعد إغلاقه الحاد على انخفاض يوم الجمعة.
وجاء هذا الأداء بعد أسبوع صعب في وول ستريت، إذ أدت المخاوف من المبالغة في التوقعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي إلى دفع المستثمرين للخروج من أسهم التكنولوجيا والاتجاه نحو أسهم القيمة. هذا التحول ضغط على مؤشري ناسداك وستاندرد آند بورز، في حين كان تأثيره أقل على داو جونز الذي يضم عدداً أقل من شركات التكنولوجيا.
تطور إيجابي
ورغم ذلك، يرى العديد من الاستراتيجيين أن هذا التحول يُعد تطوراً إيجابياً، باعتباره مؤشراً على اتساع قاعدة الدعم في السوق بدلاً من الاعتماد على عدد محدود من الأسهم القيادية، إضافة إلى أن أي تراجع في زخم أسهم الذكاء الاصطناعي قد يفسح المجال أمام قطاعات أخرى لتحقيق مكاسب.
وتدخل الأسواق هذا الأسبوع مدعومة بتفاؤل في وول ستريت تجاه آفاق الأسهم مع اقتراب العام الجديد، حيث يتوقع محللون أن تسهم سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتأثيره المحتمل على تشكيل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب مشروع قانونه المالي المعروف باسم «القانون الكبير والجميل»، في توفير حوافز نقدية ومالية داعمة للأسهم وأرباح الشركات.
بيانات مهمة
ويترقب المستثمرون هذا الأسبوع صدور بيانات اقتصادية مفصلية تأجلت بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي، أبرزها تقرير الوظائف الشهري لشهر نوفمبر المقرر صدوره الثلاثاء، وبيانات التضخم المنتظرة الخميس، إلى جانب أرقام مبيعات التجزئة لشهر أكتوبر، والتي ستلعب دوراً مهمّاً في تقييم ما إذا كان الفيدرالي قد أنهى دورة خفض الفائدة.
وفي ملف السياسة النقدية، يظل الاهتمام منصباً على هوية خليفة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بعد انتهاء ولايته في مايو المقبل، حيث يُعد كيفن هاسيت الأوفر حظاً، مع بقاء كيفن وورش ضمن المنافسين. وقد أكد هاسيت، الأحد، أن صناع السياسات سيأخذون آراء الرئيس ترامب في الاعتبار، مع الحفاظ على استقلالية قرار الفائدة.
وعلى صعيد الشركات، هوى سهم «آي روبوت» iRobot بنحو 70% بعدما تقدمت الشركة المصنعة لمكانس «رومبا» بطلب إشهار إفلاس، في ظل معاناتها من منافسة قوية من منتجات صينية منخفضة الكلفة، إضافة إلى تأثير الرسوم الجمركية التي دفعت بها سياسات ترامب.