أكد إبراهيم الجروان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن متابعة أفراد المجتمع للأرصاد الجوية تحمي المجتمع من المخاطر الطبيعية، من خلال التنبيهات المبكرة للحالات الجوية العنيفة كالرياح القوية أو الأمطار الغزيرة أو الصواعق، والحد من الخسائر، وحماية الممتلكات، أو تجنب عرقلة حركة الناس وضمان انسيابية التنقل، كما في حال السيول والفيضانات.
ودعا الجمهور في تصريحات ل«الخليج» إلى ضرورة متابعة التنبيهات الصادرة عن الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات والكوارث، والمتعلقة بالحالة الجوية التي تمر في الدولة خلال الفترة الحالية، مشيراً إلى أن التقلبات الجوية السريعة قد تسبب بعض الأمراض المقترنة بسرعة التغيرات الجوية.
وقال إن متابعة الحالة الجوية تلعب دوراً مهماً في حماية الصحة العامة، إذ تساعد على توقع موجات الحر أو البرد الشديد، تلوث الهواء، والغبار، ما يمكّن الناس من اتخاذ الاحتياطات اللازمة، كما تدعم الجهات الصحية في التحضير لمواجهة الأمراض المرتبطة بالطقس، مثل أمراض الجهاز التنفسي أو الحساسية الموسمية.
مصداقية التوقعات
وأوضح أنه كلما كانت التوقعات أكثر دقة، والتوعية في الوقت المناسب، والرسالة التوعوية أكثر وضوحاً، زادت قدرة المجتمع على الاستجابة وحماية الأرواح والممتلكات، حيث إن مصداقية نماذج التوقعات الجوية لا تصل إلى 50% خلال مدة تزيد على 10 أيام تفصل عن موعد الحالة الجوية المتوقعة، بينما ترتفع إلى 75% في مدة 5 أيام من الموعد، وتتجاوز 90% في مدة يومين من الموعد، كما أن موثوقية التوقعات الجوية تتأثر بفترة التوقع بشكل مباشر، فكلما زادت فترة التوقع، زادت احتمالية اختلاف الواقع، فعلى سبيل المثال تزيد مصداقية التوقعات إلى أكثر من 90% في حالة التوقع من 0-48 ساعة، وتتم خلالها المباشرة بأي إجراءات إذا استدعت الحالة، بينما تتراوح المصداقية من 70-85% في حالة التوقع لفترة 3-5 أيام، فتكون جديرة بالاستعداد إذا استدعت الحالة، أما التوقع لفترة من 5 أيام إلى أسبوع فإن المصداقية تتراوح من 50-70%، وتكون المؤشرات جديرة بالمتابعة، وفي حالة التوقع لفترة تمتد من أسبوع إلى أسبوعين، فإن المصداقية لا تتجاوز 50%، وتكون مجرد مؤشرات عامة، أما التوقع لفترة تزيد على أسبوعين، تقل المصداقية فيها عن 30%.
تأثير الفراشة
وقال الجروان إن الغلاف الجوي هو نظام ديناميكي غير خطي ومعقد جداً، أي أن تغيرات صغيرة في درجة الحرارة، الضغط، أو الرياح، يمكن أن تؤدي إلى تغييرات كبيرة في الطقس لاحقاً، وهذا ما يسمى ب تأثير الفراشة في علم الطقس، حيث إن أي اختلاف صغير جداً في نقطة البداية قد يغير النتائج بالكامل. وتابع: التوقعات تعتمد على نماذج رياضية ومحاكاة حاسوبية للغلاف الجوي، تتم تغذيتها من بيانات الرصد، وهذه النماذج مبسطة وغير كاملة، فهي لا تستطيع تمثيل كل التفاصيل الدقيقة مثل حركة كل سحابة أو تيار هوائي صغير، كما أن البيانات الجوية تأتي من محطات أرضية، أقمار صناعية، رادارات، وبالونات جوية.