23 ديسمبر 2025, 8:08 صباحاً
في الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم لتثبيت رموزها الثقافية في الذاكرة الإنسانية، يبرز سؤالٌ مشروع لا يحمل ترف الطرح بقدر ما يحمل حقًا تاريخيًا: متى سيُدرج البشت الحساوي او العربي ضمن الأيام العالمية؟ فالبشت ليس مجرد لباسٍ تقليدي، بل هو هوية وسيادة وهيبة، ارتبط عبر التاريخ بمفاصل الدولة، وارتداه القادة والعلماء في أهم اللحظات والمناسبات.
البشت الحساوي او العربي تحديدًا يمثل حكاية مكانٍ وحرفةٍ وإنسان.
هو نتاج أيدٍ ماهرة توارثت الإتقان جيلًا بعد جيل، وحافظت على تفاصيل دقيقة لا تُرى في غيره، من الخيوط إلى القصّات، ومن الصبر إلى الفخر. إنه تراث غير مادي حيّ، لا يُعرض في المتاحف فقط، بل يُرتدى ويُمارَس ويُجسّد معنى الانتماء.
وحين نتحدث عن عالمية البشت، فإن الشواهد لا تحتاج إلى كثير عناء. يكفي أن ننظر إلى حضور ملوكنا وقيادتنا في المحافل الدولية، حيث كان البشت—ولا يزال—هو الزي الذي يميز المملكة عن غيرها. لقد أصبح البشت علامة سيادية بصرية، تُقرأ قبل أن تُشرح، وتُحترم قبل أن تُعرَّف.
ويكفي هنا أن نستحضر حضور سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، الذي ظهر في القمم السياسية والمحافل الدولية مرتديًا البشت بهيبة وثقة، ليؤكد أن هذا الزي ليس موروثًا ماضيًا، بل رمز دولة حاضرة بثقلها السياسي والاقتصادي والثقافي.
ففي كل مناسبة دولية، كان البشت رسالة صامتة تقول: هذه المملكة، وهذا تاريخها، وهذه هويتها التي لا تُستبدل ولا تُساوَم.
لقد احتفى العالم بالكيمونو الياباني، والساري الهندي، ومنحهما أيامًا عالمية ومكانة ثقافية دولية. فكيف يُعقل أن يبقى البشت، وهو الذي يتصدر المشهد السياسي العالمي على أكتاف قادتنا خارج هذا الإطار؟ أليس الأجدر أن يكون له يوم عالمي يُعرّف بحرفته، ويكرّم صُنّاعه، ويُثبّت حضوره كرمز من رموز السيادة والهوية العربية؟
إن تخصيص يوم عالمي للبشت، والعمل على تسجيل البشت الحساوي او البشوت العربية ضمن قوائم التراث غير المادي، ليس مطلبًا عاطفيًا ولا ترفًا ثقافيًا، بل خطوة مستحقة تعزز القوة الناعمة للمملكة، وتحفظ ذاكرة الحرفة، وتمنح الأجيال القادمة سببًا إضافيًا للفخر.
فحين يكون قادتنا هم من يقدّمون البشت للعالم في أرفع المنصات، فإن الاعتراف العالمي يصبح مسألة وقت لا أكثر.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
