سجلت صفقات الاستثمار بأسهم الشركات الخاصة ورأس المال المغامر في منطقة الشرق الأوسط، قيمة بلغت 12.72 مليار دولار منذ بداية العام وحتى 30 نوفمبر، متجاوزة إجمالي عام 2024 بأكثر من 46%، وفق بيانات «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس».
وبلغ عدد الصفقات 405 صفقات مقارنة ب450 صفقة خلال عام 2024 بالكامل.
ويعكس هذا النمو تسارع جهود التنويع الاقتصادي بعيداً عن النفط، ما أدى إلى تكوين قاعدة رأسمالية ضخمة في المنطقة، تقودها بالأساس الصناديق السيادية، وهو ما جذب المزيد من استثمارات الملكية الخاصة ورأس المال الجريء، بحسب سانتياغو كاستيو، المدير الإقليمي للشرق الأوسط في شركة «رولاند بيرغر».
وأشار وليد صليب، الشريك في مكتب «هوغان لوفيلز»، إلى أن شركات الاستثمار الخاصة العالمية باتت تركز بشكل متزايد على المنطقة، قائلاً إن «المستثمرين الدوليين يرون أن هذا هو التوقيت المناسب لدخول السوق».
وعلى مستوى المنطقة، تسعى أبوظبي من خلال رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 إلى تقليص الاعتماد على النفط، بينما تركز الكويت عبر رؤية الكويت الجديدة 2035 على تنمية القطاعات غير النفطية.

أكبر الصفقات والقطاعات

واستضافت أبوظبي أكبر صفقة في المنطقة حتى نهاية نوفمبر، تمثلت في بيع شركة الإمارات العالمية للألمنيوم أصول توليد الطاقة والمياه في الطويلة بقيمة 1.9 مليار دولار إلى «دوبال القابضة».
وسجل قطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات العدد الأكبر من الصفقات ضمن أكبر عشر صفقات في المنطقة، بواقع خمس صفقات.
كما شهد عام 2025 تطورات لافتة في الذكاء الاصطناعي والشراكات التقنية، من بينها شراكة بروكفيلد لإدارة الأصول مع شركة تابعة لجهاز قطر للاستثمار لإنشاء مشروع مشترك بقيمة 20 مليار دولار يركز على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في قطر وأسواق مختارة.
وبحسب بيانات «بريكين»، يبدو أن جمع التمويل لصناديق الاستثمار الخاص يتجه نحو عام أضعف نسبياً، رغم ارتفاع رأس المال المجمع في الربع الثالث.

رأس المال المغامر

في المقابل، حقق رأس المال المغامر أداءً أقوى، مع ارتفاع جمع التمويل بنسبة 58.7% على أساس سنوي ليصل إلى 2.19 مليار دولار حتى نهاية نوفمبر، مقارنة ب1.38 مليار دولار في الفترة نفسها من 2024.
وخلال العام الجاري، وسّعت عدة شركات عالمية حضورها في الشرق الأوسط، من بينها «إنوفيا كابيتال»، و«هاربورفيست بارتنرز»، و«بيرميرا»، و«كيه كيه آر»، فيما تخطط «أرديان» لافتتاح مكتب في الكويت.
وتوقع وليد صليب أن يشهد عام 2026 نمواً في كل من جمع التمويل وحجم الاستثمارات، قائلاً إن التركيز على جمع رأس المال وتوظيفه سيكون كبيراً خلال الاثني عشر شهراً المقبلة على الأقل.