قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء إنه يريد من الرئيس التالي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أن يخفض أسعار الفائدة إذا كانت الأسواق في وضع جيد. في أحدث تدخل سافر للرئيس في شؤون البنك المركزي الأمريكي، الذي لطالما تمتع بالاستقلالية التامة عن البيت الأبيض.
وأضاف «أي شخص يختلف معي لن يكون رئيسا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أبدا».
واختلف ترامب كثيرا مع رئيس البنك الحالي جيروم باول بشأن خفض أسعار الفائدة ووتيرته. وتنتهي مدة باول في أيار المقبل.
وتنامى نفوذ ترامب على الاحتياطي الفيدرالي، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي، الأمر الذي ضغط على الدولار الأمريكي الذي يختتم عاما مضطربا فقد خلاله قرابة 10% من قيمته في أسوأ أداء سنوي منذ 2003، بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب والتي أشعلت أزمة ثقة في الأصول الأمريكية.
- علاقة متوترة
وتميزت العلاقة بين ترامب ورئيس الاحتياطي جيروم باول بالتوتر المستمر، ومنذ أن عاد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع 2025، بدأ بممارسة ضغوط علنية غير مسبوقة على الاحتياطي الفيدرالي، مطالبا بخفض فوري لسعر الفائدة، في محاولة لإنعاش الأسواق وتمكين حكومته من تعزيز الإنفاق وتوسيع النشاط الاقتصادي.
إلا أن باول، الذي كان ترامب نفسه قد عيّنه عام 2017، رفض الانصياع لتلك المطالب، متمسكا بـ«استقلالية الفيدرالي».
هذا الخلاف لم يظل في إطار السياسات المجردة، بل بلغ ذروته يوليو الماضي، في مشادة علنية أثناء زيارة الرئيس لموقع تجديد مقر الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن، حيث وصف الرئيس المشروع بأنه «مكلف وغير شفاف»، متهما الفدرالي بإنفاق 3.1 مليار دولار من دون مبرر كاف.
ما دفع باول للرد بشكل حاد وغير معهود، حين قال «هذا الرقم غير دقيق.. ويشمل مشاريع غير ذات صلة بالتجديد الحالي».
وفشلت كل محاولات ترامب إقالة باور، حيث المادة العاشرة من قانون الاحتياطي الفيدرالي تحدد أسبابا محددة لإقالة رئيس الفيدرالي، مثل الفساد أو الإهمال أو خرق الأمانة، ولا تدرج الخلاف في الرؤية النقدية كمسوغ قانوني كاف.
ولم يفلح ترامب في تخطي العقبات القانونية للإطاحة بباول لمجرد رفضه خفض أسعار الفائدة، خاصة مع عدم وجود أدلة واضحة على سوء الإدارة.
وتميز جيروم باول بسجل استثنائي مقارنة بسابقيه. فمنذ عام 1954، خاض الفيدرالي 13 دورة رفع للفائدة، ولم ينجُ الاقتصاد الأميركي من الركود إلا 5 مرات؛ اثنتان منها حدثتا في عهد باول، ما يجعله الوحيد الذي نجح في تحقيق «هبوط ناعم» مرتين.
كما لعب باول دورا محوريا في استقرار الأسواق وسط تقلبات الحرب التجارية خلال ولاية ترامب الأولى، ويُنسب إليه تبني توازن دقيق بين احتواء التضخم وتفادي الكساد.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
