رياضة / صحيفة الخليج

الفورمولا في الشارقة

عبيد صالح سلطان السويدي

لم يكن سباق الجولة الختامية من بطولة العالم للفورمولا 1 للزوارق السريعة الذي احتضنته الشارقة، سباقاً عابراً في الروزنامة، بل احتفالية متكاملة، التقت فيها الرياضة بالسياحة، الجمهور والإعلام، والماضي والحاضر والمستقبل، وذلك في مشهد يؤكد مكانة الإمارة الباسمة على خارطة البطولات الدولية، على غرار حضورها في مختلف المجالات.
بدا المشهد مميزاً، من خلال واجهة بحرية تنبض بالحياة، وتفاعل جماهيري يؤكد على أن الشارقة لا تستضيف الحدث فقط، بل تعيشه بكل تفاصيله، لذلك كان بمثابة رسالة حضارية عكست قيمة الفعالية ومكانتها بين الرياضات النوعية.
المشاهدة في أرض الواقع أبلغ من أي وصف نسمعه، كنت حاضراً أتابع تفاصيل السباق، أرى الترقب في العيون، حتى جاءت اللحظة الأجمل متمثلة في فوز متسابق الشارقة بالمركز الأول في الجولة الختامية، والذي كان تتويجاً لمسار من العمل والتخطيط والشغف، وكذلك إنجاز فريق الفيكتوري بلقب العالم الذي أضاف جمالاً وقيمة أكبر للزوارق الإماراتية دولياً.
الشارقة لا تستضيف البطولات وحسب، بل تصنع إنجازاتها برؤية آمنت بأن التميز لا يأتي صدفة، وقد أكد فريق الشارقة حضوره القوي في هذه الرياضة، مقدماً نموذجاً يعكس العمل الاحترافي الذي يعمل به نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية، سواء على مستوى الإعداد أو الجاهزية أو القدرة على المنافسة، وهذه النتيجة لم تكن مفاجئة لمن تابع مسيرة الفريق، بقدر ما كانت طبيعية لتراكم الخبرة والاستثمار في التفاصيل.
وعلى الصعيد السياحي، تحولت أيام السباق إلى مهرجان مفتوح، حضور لافت للزوار من داخل الدولة وخارجها، في صورة تؤكد أن الرياضة أصبحت اليوم أحد أهم محركات الجذب السياحي والاقتصادي.
تاريخ الشارقة مع استضافة هذا السباق هو مسار طويل من النجاح والثقة، بدأ منذ سنوات وتطور بثبات، حتى وصل اليوم إلى مرحلة النضج التنظيمي والفني، ومع كل نسخة كانت الشارقة تثبت قدرتها على تقديم تجربة متكاملة، تليق باسمها وبمكانتها، وتضيف للبطولة قيمة حقيقية تتجاوز حدود المنافسة.
ليست هناك إحصائية رسمية لعدد الجمهور الذي تابع منافسات الأيام الثلاثة للبطولة، لكن الأكيد أنه فاق عدد 10 آلاف متفرج، وهو العدد الذي ربما نفتقده في خمس أو ست مباريات في كرة القدم، بالرغم من أن الكرة المستديرة هي الرياضة الشعبية الأولى والأجمل عند الجمهور.
كان من الرائع مشاهدة ترديد السلام الوطني بشكل جماعي، ومنح الجمهور حرية التحرك لمتابعة المنافسات بدون قيود، للاستمتاع بهدير الزوارق وسباقها نحو خط ، ليكون السباق فصلاً جديداً يُضاف إلى سجل الشارقة، عنوانه أن الرياضة يمكن أن تكون احتفالية وطنية، ومنصة اقتصادية، ورسالة حضارية في آن واحد، والقادم أجمل، والرهان دائماً أن الشارقة ستواصل كتابة قصصها الجميلة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا