قضت محكمة القاهرة الاقتصادية، اليوم السبت، بحبس الإعلامية المصرية مها الصغير لمدة شهر، وتغريمها 10 آلاف جنيه، بعد إدانتها بانتهاك حقوق الملكية الفكرية لعدد من اللوحات الفنية المملوكة لفنانين عالميين، في قضية أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط الفنية والإعلامية خلال الأشهر الماضية.
اتهام رسمي بانتهاك حقوق الملكية الفكرية
جاء الحكم بعد أن أحالت جهات التحقيق، مها الصغير، إلى المحكمة الاقتصادية، على خلفية اتهامها بالاستيلاء على أعمال فنية عالمية ونسبتها لنفسها، بالمخالفة لقوانين حماية الملكية الفكرية، وهو ما اعتبرته التحقيقات اعتداء صريحاً على حقوق فنانين عالميين.
بداية أزمة مها الصغير من برنامج «معكم»
تعود تفاصيل القضية إلى ظهور مها الصغير ضيفة في برنامج «معكم» الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي، في حلقة عُرضت بتاريخ 6 يونيو الماضي؛ حيث أعلنت خلالها تدشين معرض للفن التشكيلي يضم لوحات زعمت أنها من إبداعها الشخصي.
وخلال الحلقة، عرضت بعض اللوحات على الشاشة، قبل أن توجه منى الشاذلي سؤالاً مباشراً لمها الصغير حول اسم إحدى اللوحات، لتجيب الأخيرة بتردد لافت:
«اللوحة دي اسمها إيه؟ والله أنا كنت برسم بمشاعري أكتر وبحاول ألاقي مشاعر».
تصريحات مثيرة زادت الشكوك
أضافت مها الصغير خلال اللقاء: «دا حال سيدات كتير، إنهم بيبقوا عايزين يبدعوا، أو يبقى ليهم مكانة، بيبقوا حاسين إنهم عايزين ينطلقوا ومتكبلين».
وهي التصريحات التي أثارت لاحقاً تساؤلات وانتقادات واسعة، خاصة بعد اكتشاف تطابق بعض الأعمال المعروضة مع لوحات لفنانين عالميين معروفين.
جدل واسع وتحرك قانوني سريع
عقب عرض الحلقة، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بمقارنات بين اللوحات التي عرضتها الصغير وأعمال فنية عالمية أصلية، ما دفع عدداً من المهتمين بالفن التشكيلي للمطالبة بالتحقيق في الواقعة، وهو ما أسفر لاحقاً عن تحرك قانوني رسمي وإحالتها للمحاكمة.
حكم قضائي نهائي ورسالة حاسمة
واعتبر خبراء أن الحكم الصادر اليوم رسالة حاسمة بشأن حماية حقوق الملكية الفكرية، خاصة في ظل تزايد قضايا نسب الأعمال الفنية لغير أصحابها، مؤكدين أن الشهرة أو الظهور الإعلامي لا يشكلان غطاء للإفلات من المساءلة القانونية.
ولا تزال القضية تلقي بظلالها على المشهد الإعلامي والفني، وسط ترقب لموقف مها الصغير من الحكم، وما إذا كانت ستتقدم بطعن عليه خلال المدة القانونية.