تكنولوجيا / اليوم السابع

ما هو لون الماء؟.. لماذا يبدو صافيًا فى الكوب بينما يبدو أزرقا فى البحر؟

لا يفكر الناس عادة في لون الماء، فهو يبدو شفافًا تمامًا عند شربه داخل الكوب، كأنه بلا لون، مثل الهواء الذي نتنفسه، لكن عند الوقوف أمام البحر أو المحيط، يتغير المشهد فجأة، حيث يظهر الماء بألوان زرقاء أو خضراء أو بدرجات بينهما، والغريب أن المادة واحدة، لكن الاختلاف هنا يعود إلى كمية الماء التي نراها أمامنا، فالكوب الصغير لا يُظهر أي لون، بينما المساحات الشاسعة من البحر تكشف لونًا واضحًا، هذا اللون ليس صدفة، بل لطريقة تفاعل الضوء مع الماء، وتأثير العمق والعوامل المحيطة على الضوء الذي يصل إلى أعيننا.

وقد أجرى العلماء قياسات دقيقة لتحديد سبب حدوث ذلك، ففي دراسة محكمة نُشرت في مجلة "البصريات التطبيقية"، قاس الباحثون كيفية امتصاص الماء للضوء عبر الطيف المرئي، ووجدوا أمرًا مهمًا،  يمتص الماء الأطوال الموجية الأطول، كالأحمر، أكثر بكثير من الأطوال الموجية الأقصر، كالأزرق، ويصبح هذا التغيير ملحوظًا عندما يمر الضوء عبر كمية كافية من الماء ليصبح ذا دلالة، وباختصار، يخفي الكوب هذا السلوك، لكن البحر يكشفه.

 

كيف يتغير لون الماء مع العمق، ولماذا تخفيه الكميات الصغيرة؟

ارفع كوب من الماء أمام الضوء، ولن يبدو أن شيئًا يحدث، المسافة بين جانبي الكوب ضئيلة جدًا لدرجة أن الضوء لا يفقد تقريبًا أيًا من أطواله الموجية الحمراء، لا تستطيع العين البشرية رصد هذا التغير المجهري، لذا يبدو الماء صافيًا، قد يبدو الأمر خدعة حتى تبدأ بالتفكير في المقياس، بضعة سنتيمترات من الماء لا تُذكر، واللاشيء هو ما تراه العين تمامًا.

 

لماذا يبدو البحر أزرق حتى عندما لا يكون الماء مصبوغًا؟

الآن، وسّع هذه المسافة إلى أمتار، امشِ نحو حافة بحيرة أو قف على سور قارب وانظر إلى الأسفل، يجب أن يقطع الضوء مسافة أطول بكثير عبر الماء، لذا تُمتص الأطوال الموجية الحمراء شيئًا فشيئًا، مرارًا وتكرارًا، ما يعود إلى السطح، أو ما يصل إلى عينيك من تحته، يميل إلى اللون الأزرق لأن كمية أقل من هذا اللون تُزال، لم يتحول الماء إلى اللون الأزرق؛ بل فقد اللون الأحمر، ما يبقى هو ما نراه.

 

كيف تُغيّر الجزيئات والكائنات الحية داخل الماء لونه؟

نادرًا ما يبقى الماء نقيًا تمامًا في الهواء الطلق، فبعد ، تجرف الأنهار التربة من سفوح التلال، فيتحول كل شيء إلى اللون البني، وفي الأشهر الدافئة، تزدهر الطحالب، فيبدو الماء أخضر فجأة، لأن أصباغ النباتات تعكس الأطوال الموجية الخضراء، أما الشواطئ الضحلة ذات الرمال الفاتحة فتبدو فيروزية زاهية لأن الأرض تحتها تعكس ضوءًا إضافيًا إلى الأعلى، لا يُمكن لكوب من ماء الصنبور أن يُظهر هذه الأشياء، فالبحر والبحيرات تحمل قصصًا أخرى.

 

كيف يُعقّد الضوء والانعكاس ما تلاحظه العين؟

يُضيف انعكاس السماء بُعدًا آخر، فالماء الهادئ يُمكن أن يتصرف كمرآة، فيلتقط زرقة السماء أو رمادية الغيوم، لكن الانعكاس ليس التفسير الكامل، ولون الماء لا يختفي في الأيام الغائمة، فسلوك الامتصاص الموصوف في الدراسة يبقى تحت ما تُلوّنه السماء فوقه، يُضيف الانعكاس لمسة جمالية، ولكنه ليس العنصر الأساسي.

 

لماذا تظهر الأماكن المختلفة بدرجات لونية مختلفة حتى مع نفس الماء؟

امشِ على طول ساحل ما وسترى لونًا نيليًا داكنًا، اما اذا رأيت ماء فى خليج ضحل، فستجد كل شيء يتحول إلى أزرق باهت أو أخضر، تبدو مصبات الأنهار موحلة عندما تجرف التربة، وتبدو بحيرات الجبال حليبية عندما تبقى الصخور المسحوقة من الأنهار الجليدية عالقة في الماء، ليس هناك سحر، إنما الضوء ينتقل بشكل مختلف اعتمادًا على ما يعترض طريقه، وعمق الأشياء، وشكل الأرض تحتها.

بكميات قليلة، لا يكشف الماء عن شيء، بالكاد يتغير الضوء، وتبدو النتيجة صافية، امنح الضوء مسافة كافية ليقطعها، وستتلاشى الأطوال الموجية الحمراء ببطء بينما تبقى الأطوال الموجية الزرقاء قوية بما يكفي لتصل إليك، أضف التربة أو الطحالب أو المعادن أو انعكاس السماء، وستتوسع لوحة الألوان، يصبح لون الماء مزيجًا من الفيزياء والبيئة والعمق، وليس صبغة، الكوب يحتفظ بالسر، البحر يكشف الحقيقة.

 

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا