سوهاج أحمد عبدالعال

منطقة أتريبس الأثرية بقرية الشيخ حمد في محافظة سوهاج، واحدة من أبرز المناطق التي تختصر صفحات الحضارة المصرية على مر العصور، وتعد من أهم المواقع التي ينبغي على الشباب داخل مصر وخارجها التعرف عليها وفهم قيمتها التاريخية الفريدة.

في هذه الحلقة من سلسلة "اعرف بلدك"، نأخذك في جولة عبر معابد، ومقابر، واكتشافات تحكي قصة الإنسان المصري منذ فجر التاريخ وحتى العصور المتأخرة، لتتعرف على جزء أصيل من هوية وطنك.

تقع أتريبس غرب مدينة سوهاج، وهي موقع أثري ضخم يضم معابد بطلمية، ومقابر منحوتة في الصخر، وبقايا منازل قديمة من الطوب اللبن، تعود أصولها إلى نحو القرن الرابع قبل الميلاد.

كانت المنطقة مركزا دينيا هاما لعبادة الإله "مين رع"، وشهدت مراحل متعاقبة من الحضارات المصرية واليونانية والرومانية والبيزنطية، مما جعلها مرجعا أثريا فريدا للباحثين والمهتمين بالتاريخ، ووتعد حفائر عالم الآثار الإنجليزي وليم فلندرز بترى عامي 1906 و1907 البداية الفعلية لاكتشاف كنوز المنطقة، وتواصلت أعمال التنقيب لتكشف عن تفاصيل معمارية دقيقة ومعابد غاية في الجمال.

من أبرز معالم أتريبس معبد بطلميوس الثاني عشر، الذي اكتمل في عهد الأباطرة الرومان من تيبيريوس إلى هادريان، ويحيط بحجراته الداخلية رواق من 26 عمودا منحوتا بعناية، وهو تصميم نادر في العمارة المصرية القديمة وتزين جدران المعبد مناظر لموكب من المعبودات تمثل أيام التقويم المصري، حيث يحمل كل منها إناء يعلوه رأس صقر يتوسطه قرص الشمس، مشهد فني خلاب يجسد روعة العقيدة المصرية القديمة.

ومن إلى الغرب من هذا المعبد يقع معبد بطلميوس التاسع المخصص لعبادة الإله "مين رع"، كما تضم المنطقة معبد إسكليبيوس الصخري المحفور في الجبل، والذي يؤرخ لنهاية العصر البطلمي، ويتألف من فناء وواجهة حجرية وحجرتين محفورتين في الصخر.

وعلى بعد 9 كيلومترات جنوب مدينة سوهاج، تقع منطقة الهجارسة على الضفة الغربية للنيل، وهي امتداد أثري مهم يضم مجموعة من المقابر الصخرية المزخرفة بالنقوش التي تعود إلى الأسرة الرابعة.
وقد كشفت بعثة أسترالية من جامعة سيدني عن بقايا كنيسة على الطراز البازيليكي ترجع إلى القرنين الخامس والسادس الميلاديين، ما يعكس امتداد النشاط الديني والحضاري في المنطقة حتى العصور القبطية والإسلامية.

تختتم الزيارة في المتحف المفتوح بأتريبس، حيث أعيد تركيب واجهة المعبد القديمة ليتسنى للزوار مشاهدة بقايا الأعمدة والتيجان المزينة بوجه المعبودة حتحور، وهو مشهد يأسر القلوب ويجعل الزائر يعيش لحظة من عبق الماضي العظيم.

منطقة أتريبس والهجارسة ليستا مجرد مواقع أثرية، بل فصول حية من التاريخ المصري الممتد، وفرصة لكل شاب مصري في الداخل والخارج للتعرف على تراث أجداده والاعتزاز بما تمتلكه بلاده من حضارة لا تُقدّر بثمن.

القادم عبر القطار من خلال الوصول إلى محطة سكك حديد سوهاج ومن هذه النقطة يستقل تاكسى أجرة إلى المنطقة والتي لا تبعد اكثر من نصف ساعة فقط، أو من خلال النزول والوصول إلى مجمع المواقف ومنها تستقل سيارة أجرة تصل بك إلى الوجهة المقصودة أما أن كنت قادما عبر مطار سوهاج الدولى فما عليك إلا أستقلال التاكسى الموجود ومنع إلى المنطقة في إتجاه شمال المطار.

حريطة أثار المنطقة

بقايا القطع الأثرية

بركود التعرف على المنطقة

المنطقة منظر عام

المنطقة الأثرية إتريبس

اثار منطقة إتريبس

اثار المنطقة