لبنى عبدالله - ذكى مكاوى

دائما ما كان الرئيس السيسى مهتما بإعادة القوة الناعمة المصرية لصدارة المشهد من جديد، إذ كان مؤمنا ويعى قدرتها وحجم تأثيرها مما تكتسبه من جماهيرية عريضة فى العالم العربى كله من المحيط للخليج نابعة من تاريخ طويل كبير لفنانيها ممن أصبحوا رموزا جيلا بعد جيل، وهو ما ظهر جليا مؤخرا مع الحديث حول قراره بعلاج الفنانين الكبار على نفقة الدولة لدورهم الفنى البارز.

وهو ما يجعلنا فى السطور التالية نتطرق إلى عدة مشاهدة لخصت تلك العلاقة بين الرئيس والقوة الناعمة المصرية سواء فى المِحن والأزمات التى يمر بها الفنانون والرياضيون على حد سواء إلى أمور عديدة عكست هذا المشهد.

فى عام 2014 قرر الرئيس مقابلة وفد كبير من الفنانين، على رأسهم الزعيم عادل إمام، والفنان نور الشريف والفنان حسن يوسف، وغيرهم من النجوم ممن حرص على الاستماع إليهم بكلمات لا تزال حتى الآن مثار إعجاب ممن يستمع إليها خاصة مع رحابة صدر الرئيس وقتها الذى كان منصتا لكل كلمة.

وخلال نفس اللقاء سأل وقتها الرئيس السيسى الحاضرين عن وجود سيدة الشاشة العربية ضمن الوفد المشارك فى اللقاء من عدمه، فأجابه الحضور بوجودها ضمن المشاركين، وعلى الفور انتظر وصول سيدة الشاشة العربية على باب القاعة وصافحها فور وصولها وقدم لها التحية، كما حرص أيضا على الترحيب بشدة بالفنان محمود عبدالعزيز، قائلا: «رأفت الهجان معانا كمان يادى الهنا»، وهى اللقطات التى عكست احترامه لقيمة الفنانين.

وفى موقف يعكس احترام قيمة فنية كبيرة بحجم الفنانة شادية حرص الرئيس على زيارتها داخل المستشفى برفقة حرمه، وهو ما دفع ابن شقيقها للتحدث حول الأمر فيما بعد، مؤكدا أن الرئيس استمع بنفسه إلى حديث الأطباء حول حالتها الصحية، وكان فى استقبال الرئيس وزوجته أولاد شقيق الفنانة القديرة، خالد وناهد شاكر والفنانة ياسمين الخيام التى كانت ترافقها داخل الغرفة منذ أول يوم نقلت فيه إلى المستشفى، وسحر زوجة ابن شقيقها التى تتواجد معها باستمرار فى مستشفى الجلاء العسكرى.

كما حرص الرئيس على نعى الفنانين عبر حسابه على فيس بوك، مثلما حصل مع الفنان سمير غانم، حين كتب: «أنعى بمزيد من الحزن والأسى الفنان سمير غانم الذى رحل عن عالمنا أمس، تاركا خلفه ميراثا عظيما من الأعمال التى رسمت البسمة على وجوه المصريين والأمة العربية، فقد كان الراحل خير نموذج للفنان الذى عاش من أجل نشر البهجة وإسعاد الجميع.. رحم الله الفنان الراحل، وألهم أسرته الصبر والسلوان».

أيضا خلال احتفالية اليوم العالمى للأشخاص ذوى الإعاقة  فى عام 2018 التى قدمتها الفنانة الراحلة رجاء الجداوى، وجّه لها الرئيس كلمات مؤثرة  أمام الجمهور، وقال لها: «أستاذة رجاء أنا بشكرك جدا جدا.. وربنا يديكى الصحة ويكرمك.. وهتفضلى طول عمرك شيك جدا، اوعى تفتكرى إنى بقولك شيك على اللبس بس، لا والله، شيك فى كل حاجة، ربنا يديكى الصحة»، وهو ما أثر فيها لتبكى متأثرة من كلماته.

وخلال محنة الفنان شريف دسوقى، وجه الرئيس السيسى بسرعة علاجه، وذلك بعد متابعته الشخصية، بالإضافة إلى صرف معاش استثنائى له؛ تقديرا لدوره الفنى، وهو ما أثار حالة كبيرة من التعاطف معه، خاصة بعدما انتقل على الفور لأحد المستشفيات ليتم علاجه على الفور.

وهو ما حدث أيضا مع رموز آخرين مثلما حدث مع الموسيقار عمر خيرت، فى وعكته الصحية الأخيرة، وذلك بعدما وجه الرئيس بالاهتمام بالحالة.
وفى بادرة طيبة بعهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، تم إطلاق اسم الفنان الكبير الراحل سمير غانم، على الكوبرى الجديد بمحور محمد نجيب بمنطقة شرق القاهرة.
كما تم إطلاق اسم الفنان عادل إمام على الكوبرى الواقع بتقاطع شارع صلاح سالم مع طريق السكة البيضاء جنوب دار المركبات، وذلك تقديرا لما قدموه، واسم الفنان محمود عبدالعزيز على محور بالساحل الشمالى بالكيلو 21.1.

وفى المجال الرياضى، يولى الرئيس اهتماما خاصا فى عهده بالحالة الصحية للرياضيين القدامى، اعترافا بدورهم الملموس فى رفعة شأن الرياضة المصرية على كل الأصعدة.

ولعل أبرز الأمثلة حينما وجّه الرئيس بتوفير الرعاية الصحية اللازمة والاهتمام الطبى الفورى لحسن شحاتة، المدير الفنى الأسبق للمنتخب المصرى، وذلك على خلفية الوعكة الصحية التى تعرض لها مؤخرا، ويعد حسن شحاتة أحد أعظم مدربى منتخب مصر، وصاحب الإنجازات الأبرز فى تاريخه القارى.
وكان «شحاتة» قد تعرض لوعكة صحية خلال الفترة الماضية دخل على أثرها أحد المستشفيات وتحسنت حالته فغادر المستشفى ثم تعرض لوعكة مرة أخرى، ما استدعى دخوله المستشفى مرة أخرى لخضوعه لعملية جراحية أجراها منذ أيام قليلة ودخل فترة نقاهة.

كما قاد حسن شحاتة منتخب مصر للفوز على إيطاليا بطلة العالم بهدف دون رد فى الدور الأول لكأس العالم للقارات عام 2009 بخلاف الفوز بالميدالية الذهبية لدورة الألعاب العربية 2007.

وفى عام 2023 وفى لافتة إنسانية واستجابة سريعة من الرئيس السيسى، وجه الرئيس بعلاج أشرف أحمد زكى الشهير بـ«أشرف فولة» بطل مصر والعالم فى كمال الأجسام، والذى كان يعانى من فشل كلوى، ويحتاج إلى تدخل علاجى سريع، حيث تمت إزالة الكليتين نظرا لوجود العديد من الترسبات والسموم عليهما.
وأكد الرئيس السيسى على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لعلاج البطل المصرى، وتوفير أوجه الرعاية اللازمة له، وعلى الفور تم التنسيق بين وزارتى الدفاع والصحة لتقييم حالة البطل، وإجراء عملية جراحية لزراعة الكلى بأحد مستشفيات القوات المسلحة، ووضع الخطة العلاجية المناسبة له على نفقة الدولة.

وتأتى استجابة الرئيس السيسى لحالة البطل المصرى أشرف فولة فى إطار دعم الرئيس لتوفير الرعاية للأبطال والموهوبين الرياضيين من أبناء الشعب المصرى وتوفير الدعم الكامل لهم.

وتحدث «فولة» وقتها وقال: «بشكر الرئيس السيسى على دعمه وتوجيهه بعلاجى، مش قادر أصدق إنه استجاب لعلاجى وسمع صوتى، والحمد لله على كل حال، إن شاء الله أرجع أقوى وأفضل».

ويعتبر «فولة» من أشهر أبناء مصر الرياضيين فى لعبة كمال الأجسام، ويعد ابنا من أبناء الرياضة المصرية، وله مواقف عديدة أثبتت انتماءه لوطنه ودائما يتحدث على بلده مصر بالمحافل الدولية والأفريقية والعربية، ونجح فى تحقيق إنجاز عام 2020، باختياره ضمن أفضل 100 رياضى فى العام نفسه، نظرا لإنجازاته العالمية فى كمال الأجسام، وكان «فولة» حصل على 3 بطولات عالم، وهى بطولة العالم فى الهند عام 2011، والأكوادور 2012، والبرازيل 2014.