عرب وعالم / الجزائر / النهار

مناي أن تسامحني وأن تغفر لي: ما مارسته عليها من ضغوط جعلني أفقد فلذة كبدي

سيدتي، حاولت بعد كثير من التردد أن أربط إتصالي بك عبر منبر صفحة قلوب حائرة على موقع النهار أونلاينلا لشيء سوى لأخرج من حالة اليأس والبؤس التي أنا فيها. مذنب أنا واقدر فداحة جرمي لكنني اليوم. أقف موقف النادم المتحسر المكلوم، فقد دفنت حياتي بيدي وأنا اليوم أبكي بدل الدموع دما.

ما أحياه اليوم هو غطرستي وسوء تصرفي. حيث حاولت أن أكون القوي الذي لا يقهر أمام زوجتي. فوجدت نفسي أحيا ندما ما بعده ندم وأنا أدفن فلذة كبدي بيدي. بعد أن نغصت العيش على زوجتي وجعلتها في حالة نفسية يرثى لها.

ككل الأزواج سيدتي، حدثت بيني وبين زوجتي مناوشات روتينية إرتأيت أن أكون فيها. بالرغم من خطئي الفارس الذي لا ينزل من على صهوة جواده، فعنفتها وهددتها بالطلاق والفراق، وأشرت عليها بأنني لن أتوانى على الإٍتباط من أخرى. ما أدخلها في حالة نفسية سيئة وهي حامل. فغادرت بيتي نحو بيت أهلها وهي تبكي حبها لي وعدم رغبتها في فراقي. والله وحده يعلم سيدتي أنني لم أكن أنوي الطلاق بقدر ما كنت أنوي تأديبها وثنيها عن كسر شوكتي أمام أهلي أو أهلها. لأستفيق ذات يوم على مكالمة هاتفية من أهل زوجتي يخبرونني فيها أنها في غرفة العمليات لتضع حملها. فهرولت إليها معلنا الوصال وعودة المياه إلى مجاريها لأفجع بأن إبني توفي بعد ساعتين من ميلاده.

لك أن تتصوري سيدتي أن يقدم أب على دفن فلذة كبده بيديه وقلبه يعتصر ألما. أنا في ندم ما بعده ندم سيدتي، خاصة بعد أن عادت زوجتي لبيت أهلها معلنة عدم رغبتها في الرجوع إلى عش الزوجية. أريد أن أعوضها ما فات، وأريد أن ألفّها بطوق المحبة والإحتواء في غمرة حزنها هي الأخرى. لكن لا حياة لمن تنادي. فما هو الحل بنظرك سيدتي لا تبخلي عليّ بالنصح والدعاء.
اخوكم ن.مصطفى من الغرب الجزائري.

هون عليك أخي، فما أصابك من فقدانك لإبنك لهو قدر من الله عزّ وجلّ. ولتكن أخي صابرا محتسبا أمرك للمولى الكريم الذي سيجبر بقلبك المنكسر.
هي تجربة عشت تفاصيلها، فكنت أخي سامحك الله مروّعا زوجتك الحامل مهددا إياها بالطلاق، في فترة كانت هي الأجدر بأن تحتويها ولا تكسر بخاطرها وبأن تلين معها التصرف وتحضيها بالحب والإهتمام. فهجرك وتهديدك لها بالطلاق هو ما جعلها تنهار فإنهارت على إثر ذلك معنويات وإنخفضت مناعتها وساء حالها بسبب الحزن والكآبة لدرجة أنها لم تتمكن من منح الحياة لولي العهد الذي كنت تنتظره. هو الدرس الذي يجب أن يبقى محفورا في ذاكرتك والذي بموجبه عليك أن تسارع في بث حبال الوصال مع زوجتك الثكلى التي تبكي بدل الدموع دما فقدانها لصغيرها. فلتعد المياه إلى مجاريها بينكما ولتصصح ما بدر منك من أن تبدي لها الوفاء إلى الأبد، ومن أن تمنيها بالحب الأكيد في عمر مديد. ولتحتسبا مولودكما المتوفي طيرا من طيور الجنة بإذن الله.

إضغط على الصورة لتحميل النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة النهار ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من النهار ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا