لصيف 2026، يسلك زهير مراد Zuhair Murad دربًا جديدًا من التأمل الأنثوي، يقدّم امرأة لا تبحث عن المكان، بل عن النور الكامن في داخلها، امرأة بعيدة المنال، تتحرك في صمت، تراقب الأفق الممتد أمامها، وتسمح للرياح بأن ترشد خطواتها.
في هذه المجموعة، لم يكتفِ مصمم الأزياء اللبناني العالمي زهيرمراد بتصميم الأزياء، بل كتب قصيدة بصرية عن الحرية والهوية، حيث تتحول الأقمشة إلى مرآةٍ للروح، وتصبح الحركة جزءًا من المعنى نفسه.
المرأة الزهرية: بين الهشاشة والقوة
- هي ليست امرأة استعراضية، بل كيان يسكنه التناقض الجميل، تبدو هشّة في نعومتها، لكنها قوية في حضورها.
- في تصاميم زهير مراد الجديدة، تتحول الأنوثة إلى قوة هادئة، إلى طاقة داخلية لا تحتاج إلى صخب لتُعلن عن وجودها.
- فكل طية، وكل تطريز، وكل حركة للقماش، تشي بطاقة مكتشفة حديثًا، وكأنها رحلة نحو الذات أكثر منها عرضًا للأزياء.
يقول مراد من خلال هذه المجموعة:
“الأنوثة ليست زينة، بل روح تسكن التفاصيل.”
وبالفعل، تجسدت هذه الفكرة في كل إطلالة ظهرت على منصة العرض، من القصّات الرشيقة إلى الأقمشة التي تُحاكي النسيم.
رؤية مستوحاة من الصحراء
- استلهم زهير مراد مجموعته من رحلةٍ خيالية في قلب الصحراء، حيث تمتزج العزلة بالجمال، والفراغ بالنقاء.
- الصورة الظلية جاءت مائلة نحو الخطوط الطويلة والمنسدلة، كأنها استجابة لحركة الرياح بين الكثبان.
- الفساتين تمتد بانسيابية تشبه السراب، بينما يلامس القماش الجسد كهمسة.
- تتحول كل قطعة إلى قصيدةٍ حسيّة عن التوازن بين الأرض والهواء، بين الطفولة والوعي، بين الأنوثة والحرية.
وفي تلك الصحراء الرمزية، لا تبحث المرأة عن مأوى، بل تكتشف مأواها الداخلي، الملابس هنا لا تخفيها، بل تكشف عن جوهرها الأصيل، وكأن الأقمشة خُلقت من الغبار الذهبي والضوء.
شاهدي أيضاً: مجموعة زهير مراد ربيع 2025 في أسبوع باريس للموضة
الأقمشة: خفة الهواء وأناقة الضوء
تُشكّل الأقمشة في هذه المجموعة العنصر الأكثر شاعرية:
- استخدم مراد خامات شفافة وخفيفة الوزن مثل التول الحريري، والشيفون، والموسلين، والدانتيل القطني.
- تحرّكت القطع على منصة العرض وكأنها تنفّست مع العارضات، تُرافق كل خطوة بحركةٍ رقيقة كالنسمة.
- في بعض الفساتين، تتدرج الطبقات لتكوّن ما يشبه السراب المتلألئ، بينما تُبرز التطريزات الدقيقة حيوية الضوء وهي تتسلل بين الخيوط.
- أما الكادي المنظم فقد منح القطع النهارية تماسكًا وأناقة كلاسيكية، في توازن مثالي بين البساطة والفخامة.
كل قماشٍ في هذه المجموعة يروي حكاية، وكل خياطة فيها تُعبّر عن فكرة التحول، التحول من الخارج إلى الداخل، ومن الجسد إلى الروح.
التطريزات والرموز الزهرية: رقصٌ بين الأرض والسماء
لا تكتمل بصمة زهير مراد دون تطريزاته الأسطورية التي تمزج بين الفن والحرفة:
- في هذه المجموعة، جاءت التطريزات أكثر شاعرية من أي وقت مضى، كأنها زخارف من الحلم.
- تزينت بعض القطع بأزهار بدوية مطرزة على التول الحريري، لتجسد لقاء الطبيعة بالفن.
- في حين ظهرت أخرى بزخارف مستوحاة من الزهور البرية التي تنمو رغم قسوة الأرض، رمزًا للأنوثة المقاومة.
- تتحرك الخيوط الذهبية فوق القماش كأنها خريطة ضوءٍ تهدي العين، بينما يلتقط الدانتيل البوهيمي روح الحرية والأنوثة معًا.
النتيجة: إطلالات تمزج بين الترف والروحانية، بين الزخرف والسكينة.
لوحة الألوان: لغة الطبيعة
- تستقي المجموعة ألوانها من المناظر الطبيعية التي تجوبها المرأة الزهرية في رحلتها الخيالية.
- درجات اللون الأصفر الداكن، والبيج الهادئ، والأصفر المشمس، والوردي المزهر، والأخضر الغني هي الأبطال الرئيسيون في المشهد.
هذه الألوان ليست مجرد زينة، بل رموز روحية:
- الأصفر المشمس يمثل الصفاء والبعث.
- الوردي المزهر يعكس الرقة والطمأنينة.
- الأخضر الغني يرمز إلى الخصوبة والنضج.
- والبيج الرملي يوحّد كل ذلك في إطارٍ من الهدوء والتأمل.
مع كل انتقال لوني، نشعر بأن العرض يتحول إلى رحلة عبر الزمن والمكان، حيث تتبدل الأضواء والظلال مثل شروقٍ أبدي في قلب الصحراء.
شاهدي أيضاً: مجموعة زهير مراد للأزياء الراقية هوت كوتور ربيع 2025
الخياطة والهيكل: بين الانسيابية والبنية
في حين بدت معظم القطع انسيابية كالماء، إلا أن مراد لم يتخلَّ عن بنية الخياطة الدقيقة التي تُميز أعماله:
- فالمجموعة تمزج بين الانسيابية البدوية والرقي الأوروبي، بين العفوية والصرامة.
- الفساتين الطويلة تتراقص حول الجسد دون أن تلتصق به، بينما الستائر والأوشحة تنساب بحرية، كأنها جزء من الريح.
- في المقابل، بدت بعض الإطلالات النهارية أكثر انضباطًا: سترات كادي بأزرار ذهبية، فساتين خفيفة الخصر، وتنورات طويلة ذات طيات متقنة.
بهذا المزج، أعاد مراد تعريف مفهوم الأناقة الهادئة، تلك التي لا تحتاج إلى صخب لتُحدث الأثر.
امرأة زهير مراد: قصيدة متحركة
المرأة التي قدمها زهير مراد هذا الموسم ليست مجرد عارضة، بل قصيدة متحركة:
- تتحرك بخفة، وكأنها تترك وراءها أثرًا من العطر والضوء.
- كل قطعة تبدو كأنها ولدت من لحظة تأمل، من لقاءٍ بين الحلم والواقع.
الرياح التي "تحملها إلى آفاق لا نهاية لها"، كما وصفها مراد في البيان الصحفي، ليست مجرد صورة شعرية، بل رمزٌ للتحول الأنثوي، إنها امرأة تبحث عن الحرية، لا في الخارج، بل في الداخل؛ تنصت إلى ذاتها، وتجد في الأزياء وسيلة للتعبير عن هدوئها الداخلي وقوتها الصامتة.
بين الفخامة والصفاء: فلسفة التصميم
تبدو هذه المجموعة أقرب إلى تأملٍ فلسفي في الجمال منها إلى عرض أزياء تقليدي:
- زهير مراد لا يكتفي بجعل المرأة جميلة، بل يسعى لأن يجعلها متصالحة مع ذاتها.
- الفخامة لم تعد مرتبطة بالبريق وحده، بل أصبحت مرادفًا للصفاء والانسجام.
- يقول مراد بملابسه ما تعجز الكلمات عن قوله: أن الأنوثة لا تُقاس بمدى الزخرفة، بل بمدى الصدق.
هذه الرؤية الإنسانية للفخامة هي ما يجعل أعماله تتجاوز حدود الموضة، لتلامس الشعر والفن.
أنشودة زهرية للأنوثة الأبدية
في النهاية، تتحول هذه المجموعة إلى أنشودة زهرية، دعوة للعودة إلى الذات، للاحتفال بالأنوثة كما هي: حرة، متأملة، ومتجددة:
- هي رحلةٌ روحية بقدر ما هي فنية، تبدأ من خيوط القماش وتنتهي عند القلب.
- زهير مراد، كعادته، يبرهن أنه أكثر من مصمم: إنه شاعر الضوء والأنوثة.
- يكتب قصائده بالإبرة والخيط، ويجعل من كل موسم لوحة جديدة من الحلم.
في ربيع وصيف 2026، لم يصمم زهير مراد ملابس فحسب، بل قدّم حالة من الصفاء البصري، حيث تتحول كل صورة ظلية إلى وعدٍ بالبعث، وكل فستان إلى قصيدة عن النور الذي يسكننا جميعًا.
شاهدي أيضاً: مجموعة زهير مراد هوت كوتور خريف 2025
شاهدي أيضاً: مجموعة زهير مراد لخريف وشتاء 2025-2026
شاهدي أيضاً: مجموعة زهير مراد هوت كوتور خريف 2025-2026
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.