مصر اليوم / الطريق

جرس إنذار العالم ينهار.. هل تساعد «روسيا» كوريا الشمالية في برنامجها النووي...الأمس الأحد، 20 أكتوبر 2024 12:10 مـ

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة على المسرح الدولي، خصوصًا في منطقة شرق آسيا، تبرز تساؤلات حول احتمالية تعاون روسيا مع كوريا الشمالية في مجالات حساسة، مثل البرنامج النووي والصاروخي لـ«بيونج يانج».

هذه التكهنات تتزايد مع تصاعد العزلة الدولية التي تواجهها روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا، والتي قد تدفع موسكو إلى توسيع دائرة تحالفاتها مع دول مثل كوريا الشمالية؛ ومع ذلك، هذا التعاون المفترض يثير مخاوف عالمية، خاصة في ظل التحديات التي يفرضها انتشار الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية.

تاريخ العلاقات الروسية الكورية الشمالية

العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية تعود لعقود طويلة، حيث كانت موسكو، خلال فترة الاتحاد السوفييتي، أحد الداعمين الرئيسيين لنظام «بيونج يانج»؛ بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، شهدت العلاقات نوعًا من التراجع، لكن روسيا حافظت على علاقة دبلوماسية واقتصادية محدودة مع كوريا الشمالية؛ وفي السنوات الأخيرة، ومع تصاعد الضغوط الغربية على روسيا، شهدت العلاقة نوعًا من التقارب، خاصة في ظل العقوبات الدولية المفروضة على كل من موسكو وبيونغ يانغ.

روسيا وكوريا الشمالية: «المصالح المشتركة»

تتقاطع مصالح روسيا وكوريا الشمالية في عدة مجالات، منها الرغبة في مواجهة الهيمنة الأمريكية، وتخفيف أثر العقوبات الاقتصادية؛ وفي هذا السياق، قد تكون كوريا الشمالية حليفًا مفيدًا لـ«روسيا» في توازن القوى الإقليمية في آسيا، خصوصًا مع تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية وتوسع التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، مثل كوريا الجنوبية واليابان.

البرنامج النووي والصاروخي لكوريا الشمالية

كوريا الشمالية تمتلك برنامجًا نوويًا وصاروخيًا متقدمًا، وهو مصدر قلق رئيسي للمجتمع الدولي. ومن المعلوم أن بيونغ يانغ طورت برامجها بشكل كبير على مدار العقود الأخيرة، مع اعتمادها بشكل رئيسي على البحث والتطوير الذاتي، إضافة إلى استيراد تكنولوجيا متقدمة من دول مثل وروسيا في مراحل مختلفة. هذا التقدم يشكل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الإقليمي والعالمي، ويضع كوريا الشمالية في مواجهة مباشرة مع القوى الغربية.

إمكانية في المجال النووي والصاروخي

على الرغم من المصالح المشتركة بين موسكو وبيونغ يانغ، فإن احتمالية دعم روسيا بشكل مباشر لبرنامج كوريا الشمالية النووي أو الصاروخي ما تزال محفوفة بالمخاطر. هناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار:

أولاً: القوانين والمعاهدات الدولية

روسيا، بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مُلزمة باتباع القوانين الدولية التي تمنع انتشار الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية. أي دعم مباشر من روسيا لكوريا الشمالية في هذه المجالات سيؤدي إلى انتهاك قرارات مجلس الأمن، ويضع موسكو في مواجهة مع المجتمع الدولي.

ثانيًا: المصالح الروسية على المدى الطويل

رغم تقارب روسيا مع كوريا الشمالية، فإن موسكو تدرك جيدًا أن دعم بيونغ يانغ عسكريًا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من العزلة والعقوبات. روسيا تحتاج إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع دول أخرى في آسيا، مثل الصين والهند، والتي قد تنظر بعين الريبة إلى مثل هذا التعاون. بالإضافة إلى ذلك، أي تصعيد في شبه الجزيرة الكورية قد يؤثر سلبًا على الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما لا يخدم المصالح الروسية.

ثالثًا: التكنولوجيا العسكرية المتقدمة

بينما تمتلك روسيا قدرات تقنية متقدمة في مجالات الصواريخ والدفاع الجوي، فإن نقل هذه التقنيات إلى كوريا الشمالية سيكون خطوة خطيرة. كوريا الشمالية تسعى بشكل مستمر إلى تحسين قدراتها الصاروخية الباليستية عابرة القارات (ICBM)، وفي حال حصولها على تكنولوجيا روسية متطورة، قد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأوضاع وزيادة الضغوط الدولية على روسيا.

السيناريوهات المحتملة

هناك عدة سيناريوهات يمكن من خلالها تقييم ما إذا كانت روسيا قد تساعد كوريا الشمالية في برامجها النووية والصاروخية:

السيناريو الأول: دعم غير مباشر

قد تسعى روسيا لتقديم دعم غير مباشر عبر تقنيات مدنية ذات استخدام مزدوج (تقنيات يمكن استخدامها لأغراض عسكرية ومدنية على حد سواء)، أو عبر تقديم مساعدات في مجال النووية لأغراض سلمية، مما قد يوفر لكوريا الشمالية القدرة على تحسين بنيتها التحتية العلمية والتقنية. مثل هذه الخطوات قد تتم دون انتهاك صارخ للقرارات الدولية، لكنها تظل محفوفة بالمخاطر.

السيناريو الثاني: التعاون التجاري والعسكري التقليدي

يمكن لروسيا توسيع تعاونها مع كوريا الشمالية في مجالات غير نووية، مثل التجارة التقليدية أو المساعدة العسكرية في تطوير أنظمة دفاع جوي أو صواريخ قصيرة المدى. هذا النوع من التعاون سيكون أقل إثارة للجدل، لكنه قد يمنح كوريا الشمالية مجالًا أكبر للتفرغ لتطوير برامجها النووية والصاروخية بشكل مستقل.

السيناريو الثالث: عدم التعاون المباشر

قد تفضل روسيا عدم الانخراط في أي تعاون مباشر مع كوريا الشمالية في المجال النووي أو الصاروخي، حفاظًا على مصالحها الدولية. في هذا السيناريو، قد تكتفي موسكو بتقديم دعم دبلوماسي وسياسي، مع السعي لتجنب أي تصعيد في التوترات مع القوى الغربية.

في ، يمكن القول إن احتمالية تقديم روسيا دعمًا مباشرًا لبرنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي تظل منخفضة نظرًا للمخاطر القانونية والدبلوماسية المرتبطة بها. مع ذلك، قد تستمر موسكو في توسيع تعاونها مع بيونغ يانغ بطرق غير مباشرة أو في مجالات أخرى. العلاقات الروسية-الكورية الشمالية قد تستمر في النمو في ظل التحديات المشتركة التي تواجههما، لكن من غير المرجح أن تؤدي هذه العلاقات إلى تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تزيد من عزلة روسيا أو تؤدي إلى تصعيد خطير في التوترات الدولية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا