منوعات / صحيفة الخليج

هل يمكن إعادة الأنواع المنقرضة للحياة؟ دراسة علمية تكشف مفاجأة

عادي

13 يوليو 2024

02:01 صباحا

قراءة 3 دقائق

واشنطن - أ ف ب
قبل 52 ألف سنة، تعرّض جلد ماموث صوفي سيبيري لبرودة شديدة، تسببت بتجفيفه تلقائياً، بالتجميد ومحاصرة بقايا الحمض النووي الخاص به، واستخدم علماء أخيراً هذه العينة لإعادة تشكيل مجين ثلاثي الأبعاد للحيوان، في إنجاز قد يساعد في تحسين فهم الأنواع المنقرضة، ويحفز حتّى الجهود لإعادتها إلى الحياة.
حتى الآن، كلّ عينات الحمض النووي القديمة التي عُثر عليها كانت عامة في شكل أجزاء غير مكتملة، ما يحدّ من المعلومات التي يمكن للباحثين استخلاصها منها. وقالت عالمة الوراثة في كلية بايلور للطب أولغا دودشينكو، المشاركة في إعداد الدراسة التي نشرت نتائجها الخميس مجلة «سل» Cell العلمية، «أظهرنا الآن أنه في ظروف معينة، لا يتم الحفاظ على أجزاء الحمض النووي هذه فحسب، بل أيضاً على ترتيبها الأصلي».
ويرتدي فهم المجموعة الكاملة من الحمض النووي أهمية لتحديد الجينات النشطة المرتبطة بأعضاء معينة. ويسهم ذلك في فهم كيف تسمح خلايا الدماغ له بالتفكير، وخلايا القلب بالنبض، وخلايا الجهاز المناعي بمحاربة الأمراض.
وقبل نحو عشر سنوات، شرع علماء في محاولة العثور على عينة قديمة ظل تنظيمها ثلاثي الأبعاد للحمض النووي سليماً تقريباً، إلى درجة أنه يمكن إعادة تشكيلها بالكامل باستخدام تقنية جديدة. وقادهم بحثهم إلى عينة من ماموث صوفي محفوظة جيداً بشكل استثنائي، وعُثر عليها في شمال شرق سيبيريا في عام 2018.
ومن غير الواضح ما إذا كان الحيوان الأنثى هذا فارق الحياة بشكل طبيعي أم قتله البشر. ولكن يبدو أن أفراداً عمدوا إلى تقطيعه، وتركوا الجلد حول الرأس والرقبة والأذن اليسرى سليماً.
وافترض الباحثون أن الجلد تجمّد وجُفّف، وتحول إلى حالة شبه زجاجية تسبّبت بحجز جزيئاته والحفاظ على شكل كروموسوماته، وهي هياكل تحتوي على خيوط الحمض النووي. باختصار، وجد الباحثون أنفسهم أمام قطعة من اللحم المجفف من حيوان الماموث الصوفي.
ولدراسة مقاومتها، أخضع العلماء قطعاً من اللحوم المجففة الحديثة، لسلسلة اختبارات لمحاكاة نوع الضرر الذي من المحتمل أن تكون العينات القديمة عانته على مدى آلاف السنين. وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة سينثيا بيريز إسترادا في بيان «أطلقنا النار عليها بمسدس. ودهسناها بواسطة سيارة».
وفي كل مرة، كان اللحم المجفف يتشظى إلى قطع صغيرة. وأوضحت هذه الباحثة «لكن على المستوى النانوي، بقيت الكروموسومات سليمة، من دون تغيير».
ومن أهم اكتشافات هذا البحث، إثباته أن الماموث لديه 28 زوجاً من الكروموسومات. ويتوافق ذلك مع عدد أزواج الكروموسومات البالغ أيضاً 28 لدى الأفيال، وهي الحيوانات الحية الأقرب إلى الماموث. ولكن «قبل هذه الدراسة، كان بإمكان الجميع أن يقدّم افتراضاً خاصاً»، وفقاً لأولغا دودشينكو.
وحدد العلماء أيضاً جينات يمكن أن تعطي الماموث الصوفي خصائصه، بما في ذلك الجين المسؤول عن الرموش الطويلة الكثيفة. وقال إيريز ليبرمان أيدن، إنه على الرغم من أن هدف مجموعة الباحثين لم يكن إعادة الماموث إلى الحياة، إلا أن المعلومات التي جُمعت يمكن أن تساعد في هذا المجال.
ويخطط فريق ياباني لاستنساخ حيوان الماموث الصوفي، في حين يسعى فريق أمريكي إلى تخليق أفيال شبيهة وراثياً بالماموث.
وقال إيريز ليبرمان أيدن إنه في الجلد، «96% من الجينات تكون في الأساس في حالة النشاط نفسها الموجودة في الفيل».
ويعني ذلك أن العلماء الذين يعملون في جهود «الإعادة بعد الانقراض» هذه يمكنهم الآن التركيز على نسبة الـ 4% المتبقية.
ويأمل الباحثون أن تكون الدراسة بداية فصل جديد في علم الأحافير القديمة، إذا ما اكتُشف المزيد من العينات من هذا النوع.
وبحسب أولغا دودشينكو، تظل التربة الصقيعية في القطب الشمالي مكاناً واعداً للبحث عنها، ولكن عمليات التحنيط في الحضارات القديمة، على سبيل المثال للحيوانات الأليفة، يمكن أيضاً أن تتيح الحفاظ على الحمض النووي بشكل جيد.

اقرأ المزيد

https://tinyurl.com/bde36tyy

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا