الشارقة: عائشة خمبول الظهوري

كان شعب توهونو أودهام في جنوب غرب ووسط أريزونا، الولايات المتحدة، حتى عام 1900، يعيش على الأطعمة الصحراوية البرية، ورغم ندرة المياه في صحراء سونورا، إلا أنها تحتوي على نحو 2000 نوع من النباتات الصالحة للأكل، إذ كان السكان يهاجرون موسمياً لحصاد ثمار الصبار التي تحتوي الواحدة منها على نحو 35 سعرة حرارية، والتي تُجمع في أسابيع قصيرة خلال فصل الصيف.

في الماضي، كانوا يعيشون في معسكرات صغيرة لحصاد ثمار الصبار، ويصنعون منها المربّى، والمعجون، والدقيق، والزيت، والكثير من المشروبات والخل. اليوم، لا تزال بعض الأسر مثل عائلة نولاند جونسون تفضل تناول أطعمة توهونو أودهام التقليدية، إذ يدير نولاند مزرعة عائلته منذ عام 2000، ويزرع المحاصيل التقليدية، بينما كان شقيقه تيرول يدعم الأطعمة التقليدية لعدة عقود.

وفي كل صيف، تستضيف عائلة جونسون معسكراً لجمع ثمار الصبار، يجذب مئات من أفراد القبيلة الذين يهتمون بإحياء تقاليدهم، كما نظم تيرول ورش عمل حول الاكتفاء الذاتي ونشر المعرفة الغذائية بين المجتمعات الأصلية، رغم أن الظروف الصعبة أبعدت السكان الأصليين عن ممارساتهم، تسعى عائلة جونسون وآخرون لاستعادة هذه التقاليد، إذ إن حصاد ثمار الصبار يعزز السيادة الغذائية والصحية، وكان يتم الحصاد بطرق تقليدية، حيث تُستخدم أدوات مصنوعة من الحجر وأضلاع الصبار والعصي.

وتعتبر ثمرة الصبار المعروفة باسم «باهيداج» في لغة توهونو أودهام، من الأطعمة الأكثر شهرة ورمزية، ويُحتفى بحصادها كمظهر من مظاهر كرم الطبيعة وتجديدها، كان السكان يجمعون الثمار خلال موسم قصير في منتصف يونيو، وتواصل عائلة جونسون الحصاد بهذه الثمرات حتى اليوم، مؤكدين على أهمية المحافظة على التراث الثقافي والصحي للشعب.