ستة أسباب تشرح لنا التناقض المثير للحيرة حول الشغف الغريب الذي يتملك الناس لحضور أفلام الرعب!
إن وجود الأشباح المتسللة والديكورات التي توحي بأنها مسكونة بالأرواح تحول الروتين اليومي إلى حالة غريبة في عيد الهالوين، وقد يميل البعض لتخويف نفسه بحضور فيلم رعب جيد.
لطالما كانت الصور المزخرفة بطابع متنافر والعنف الشديد والمواجهات المروعة والشخصيات المؤذية المهددة من أشيع العناصر المستخدمة لإثارة الخوف والرهبة والاشمئزاز والغثيان لدى المشاهدين.
ولما كنا نهدف لتجنب هذا الكم من المشاعر السلبية في حياتنا، فهذا يدعونا للتساؤل «لماذا يبحث الناس عن مثل هذه الأفلام المخيفة؟ وما الذي يثير متعتهم بحضورها؟».
1_ قد يكون الخوف مسببًا للإثارةيخلط الكثير من التراكب والتداخل مشاعر الخوف والإثارة ببعضها، ففي كليهما، تتحرر وتفرز هرمونات التوتر التي تنتج أعراضًا جسدية مثل تزايد معدلات ضربات القلب والتنفس والتعرق وتوتر العضلات، ويشعر المشاهدون أيضًا بمزيد من التيقظ والحذر و«التوتر».
تظهر الأبحاث باستمرار أن الأشخاص أصحاب الشخصيات التي تتوق إلى التجارب الانفعالية الشديدة، متضمنةً الخوف والإثارة، لديهم ميل شديد للاستمتاع بأفلام الرعب.
لكن بالنسبة إلى الأشخاص أصحاب القلوب الضعيفة فقد تثير مشاهد الهجوم والعنف لديهم مشاعر الخوف والرعب بشدة، وقد تولد عندهم سلوكيات تكيف، كأن يشيحوا بأنظارهم عن المشهد أو يضعوا أيديهم على آذانهم، خاصةً إذا كانوا مندمجبن بشدة في الفيلم، مع ذلك، فإن تمكنت هذه المشاعر والانفعالات الشديدة من توليد الشعور بالمتعة، فإنهم قد يعتادون لذة إثارتها بمشاهدة المزيد منها.
يركز صناع الأفلام على إخراج مشاهد الرعب والهلع المنحرفة باحترافية عالية، فيستمتع المشاهدون بهذا الكم من التشويق والإثارة.
2_ يخلق شعورًا بالارتياحقد يكون سبب الشعور بالمتعة لدى الأشخاص في أثناء مشاهدة أفلام الرعب هو شعور الراحة بعد مرور مشهد مخيف منه، فمشاهدة فيلم رعب قد تكون بمثابة سلسلة من التقلبات العاطفية والشعورية إلى حد ما، فتتراوح ما بين مد وجزر على مدار الوقت المنقضي لمشاهدة الفيلم بدءًا من الوصول لذروة الخوف في لحظات معينة وانجلائها تدريجيًا بعد ذلك، وصولًا للشعور بالراحة.
مثلًا، في فيلم It الذي عُرض عام 2017، ينجو الأبطال الرئيسيون من سلسلة من المواجهات المرعبة التي خاضوها مع مهرج شيطاني، فصل صناع الفيلم اللحظات المخيفة بمشاهد أهدأ، ما ولد تناوبًا وتقلبًا في المشاعر.
3_ ترضي فضولنا المرضيتبرز العديد من أفلام الرعب موضوعات وأفكار وشخصيات خارقة للطبيعة مثل الزومبي والمستذئبين ومصاصي الدماء والخفافيش، لذلك بإمكان هذه الأفلام أن تسهم في إشباع فضول الناس المرضي.
يمكن للعنف والموت والدمار والعناصر الغريبة المتنافرة أن توفر للأشخاص الفضوليين مساحة آمنة لاستكشاف المواضيع والأشياء غير الآمنة أو غير الملائمة اجتماعيًا الموجودة في عالمنا الواقعي.
يمكن القول إن أفلام الرعب تلبي رغبة الناس في إشباع فضولهم بشأن الموت، لكن يبقى السؤال الأهم في المقام الأول لماذا هم فضوليون؟
4_ نستطيع على إثرها أن نجد حدودنايمكن لأفلام الرعب أن تعكس أعمق مخاوفنا وتحثنا على التأمل الباطني لمعرفة عتبة الخوف وعتبة الاشمئزاز لدينا، لذلك قد يشعر البعض بالمتعة عند مشاهدتها كي يتمكنوا من فهم حدودهم وأنفسهم فهمًا أفضل، ومن جهة أخرى قد تكون مشاهدة افلام الرعب وسيلة لتحفيز أنفسنا لتخفيض حدود الخوف والانزعاج لدينا بدرجة أقل تجاه الكثير من الأشياء في حياتنا الواقعية.
في دراسة أجراها كولتان، أظهرت النتائج أن هواة أفلام الرعب قد أبلغوا عن تعرضهم بشكل أقل لضغوط نفسية في الأشهر الأولى من جائحة كورونا مقارنةً بالأشخاص غير المعجبين بأفلام الرعب.
5_ تجعل الأشخاص اجتماعيينيرى البعض أن الجانب الاجتماعي المتمثل بمشاركة الآخرين في مشاهدة أفلام الرعب يشكل جزءًا كبيرًا من الاستنجاد بهم، وقد تسهم أيضًا في خلق الشعور بالأمان، إضافة إلى أن أفلام الرعب تعد خيارًا شائعًا في منتصف الليل، والشعور بالخوف المشترك يعطي مبررًا قويًا وكاف للعناق والتحاضن ومنح الشعور بالارتياح.
6_ تمنح اللذة المستمدة من معاناة وشقاء الآخرينيمكن لأفلام الرعب أن تمد بمشاعر المتعة التي تظهر نتيجة مشاهدة سوء حظ الآخرين ووقوعهم في محنة ما، وهو ما يعرف بالشماتة، وهذا ما يحدث عندما نشعر أن الشخص الذي يعاني مكروهًا ما، يستحق ذلك.
في العديد من أفلام الرعب تكون الشخصيات التي تعاني مصيرًا مروعًا هي مجرد شخصيات ثانوية مهمشة، وفي كثير من الأحيان، يصورونها أنها أرواح تعيسة وغير محبوبة، وغالبًا ما تتخذ خيارات حمقاء قبل بلوغ نهايتهم المروعة.
مثلًا، فيلم The Craft للمراهقين الذي عرض عام 1996، قُدمت شخصية كريس هوكر في الفيلم أنها شخصية قاسية ووحشية مع النساء، وينتهي المطاف بموتها جراء تفجيره وتدميره من النافذة.
وجدت دراسة أجراها كولتان أن محبي الرعب يتمتعون بمشاعر تعاطف متماثلة تمامًا لمشاعر أي شخص آخر، بصرف النظر عن طبيعة أفلام الرعب الرهيبة، ففي فيلم The Craft، استمتع المشاهدون بمشاهدة معاناة الآخرين لا سيما الأشرار.
تسمح لنا أفلام الرعب بمواجهة أعمق المخاوف لدينا، بالتظاهر بالأمان.
تجعل العديد من الأسباب الناس يستمتعون بها، وتختلف مجموعة الأسباب الدقيقة بناءً على نوع الفيلم المحدد والشخص أو الأشخاص الذين يشاهدونه.
لكن يظل مؤكدًا تزايد الإقبال على مشاهدة أفلام الرعب وزيادة شعبيتها، ووجود العديد منها للاختيار فيما بينها.
اقرأ أيضًا:
مثقف بلا أخلاق: ذكاء صناعي قادر على تأليف الكتب يثير الرعب
ترجمة: رغد شاهين
تدقيق: أكرم محيي الدين
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.