الارشيف / عرب وعالم / المغرب / اكادير 24

تناقض الخطاب السياسي والواقع المرير: أخطاء 404 في الحياة اليومية

أكادير24 | Agadir24

في عالمنا المعاصر، يتجلى الخطاب السياسي كواجهة براقة مليئة بالوعود والآمال، حيث يعزف السياسيون على أوتار الأحلام الوردية والوعود الرنانة.

يشبه هذا الخطاب صفحات الإنترنت المبهرة التي تجذبك بعناوينها البراقة وصورها الجميلة، لكنها تخفي وراءها أخطاء 404، ذلك الخطأ الشهير الذي يواجهنا عند محاولة الوصول إلى محتوى غير موجود أو تم حذفه.

يعد الخطاب السياسي بمثابة نافذة تطل على مستقبل مشرق، حيث يتعهد السياسيون بتحسين الأحوال الاقتصادية، وتوفير فرص العمل، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

تبدو هذه الوعود جذابة وتثير في نفوس المواطنين الأمل والتفاؤل، ولكن، بمجرد أن يحاول المواطن تنزيل هذه الوعود على أرض الواقع، يكتشف الحقيقة المرة.. وعود بلا تنفيذ، وأحلام تصطدم بصخور الواقع الصلب.

تمامًا كما يحدث عند تصفح الإنترنت، يواجه المواطن في حياته اليومية أخطاء 404 عند محاولته العثور على وعود السياسيين على أرض الواقع.

فعند البحث عن فرص العمل التي وعدوا بها، يجد أن الوظائف المتاحة قليلة وتخضع لشروط تعجيزية.

وعند البحث عن تحسينات في الخدمات الصحية، يصطدم بالمستشفيات المكتظة والمرافق المتدهورة.

يمكننا تشبيه الخطاب السياسي بأحد البرامج المليئة بالأخطاء البرمجية، التي تجعل من المستحيل تشغيله بشكل صحيح.

السياسيون هم المبرمجون الذين يعدون بإطلاق نسخ جديدة ومحسنة من البرنامج، لكن عند استخدامها، يكتشف المواطن أن الأخطاء القديمة ما زالت قائمة، بل وقد ظهرت أخطاء جديدة تزيد من تعقيد الأمور.

الطبقة المقهورة تعيش في دوامة من الأزمات اليومية، حيث تعاني من البطالة، والفقر، وتدهور الخدمات الأساسية.

هذه الطبقة هي الأكثر تضررًا من تناقض الخطاب السياسي، إذ تجد نفسها محاصرة بين وعود سياسية لا ترى النور، وواقع مرير يزداد سوءً يومًا بعد يوم.

تتلقى هذه الطبقة رسالة خطأ 404 مع كل محاولة لتحسين أوضاعها، مما يزيد من شعورها باليأس والإحباط.

إن تناقض الخطاب السياسي والواقع المرير يشبه التصفح في موقع مليء بالوعود البراقة والصفحات المعطوبة.

المواطن العادي، وخاصة من الطبقة المقهورة، يتلقى رسالة خطأ 404 في كل مرة يحاول فيها وعود السياسيين على أرض الواقع.

هذه التناقضات تستنزف الأمل وتزيد من الشعور بالاغتراب والإحباط، مما يتطلب إعادة النظر في الخطاب السياسي وضرورة العمل لتحقيق الوعود فعليًا، لا أن تبقى مجرد كلمات جوفاء على صفحات الإنترنت.

عبدالله بن عيسى لأكادير24

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اكادير 24 ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اكادير 24 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا