كتب - محمد الأحمدى
السبت، 26 أبريل 2025 02:55 مفي مشهد يحمل من الصمت أكثر مما تحمله الكلمات، كانت البساطة هي العنوان الأبرز لصندوق رحيل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، فلم تكن هناك زخارف فاخرة ولا تصاميم مهيبة، بل كان هناك خشب بسيط، نقي، كما عاش وكما أراد أن يرحل.
وصندوق البابا خشبي عادي، بلا ذَهَب ولا نقش، اختار البابا أن يكون موته امتدادًا لحياته، التي حملت دائمًا نداء التواضع ومواجهة ترف السلطة الكنسية. الصندوق، بوزنه الخفيف وشكله المتقشف، بدا كأنه يقول للعالم: "حتى الرؤوس الكبيرة تعود إلى الأرض عارية من الألقاب والأزياء."
وفي تفاصيل المشهد، لم تُلاحظ تيجان أو صلبان مذهّبة، بل كان هناك صليب خشبي بسيط فوق الصندوق. لا شيء سوى الخشب، وربما الدموع الصامتة التي حملتها عيون الحاضرين.
وهذه البساطة لم تكن صدفة. كانت موقفًا فالبابا فرنسيس، الذى نادى بالعودة إلى جوهر الإيمان بعيدًا عن بهرجة المظاهر، شاء أن تكون لحظة وداعه تأكيدًا أخيرًا على أن العظمة الحقيقية لا تحتاج إلى مظاهر مهيبة، بل إلى قلب خاشع وروح متواضعة.
ربما كان الصندوق البسيط أبلغ من كل عظات الفاتيكان. وربما تمنى كثيرون في تلك اللحظة لو عادوا إلى هذه الحقيقة العارية: أننا، في النهاية، لا نحمل معنا سوى أعمالنا ونوايانا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.