محافظات / اليوم السابع

مدفع اضرب.. تراث تجاوز الــ100 عام يطلق البهجة فى سماء سوهاج (صور)

  • 1/8
  • 2/8
  • 3/8
  • 4/8
  • 5/8
  • 6/8
  • 7/8
  • 8/8

سوهاج محمود مقبول

الأربعاء، 19 فبراير 2025 09:00 ص

تظل عادة إطلاق مدفع الإفطار فى  واحدة من أروع الموروثات التراثية التى ارتبطت بشهر رمضان المبارك فى ، حيث أصبح مدفع الإفطار رمزًا من الرموز التى تميز هذا الشهر الفضيل، بجانب الفانوس والكنافة والقطايف، التى يتلهف الجميع لقدومها كل عام.

ففى كل مدينة مصرية، وتحديدًا فى محافظات الوجهين القبلى والبحرى، يظل مدفع رمضان يشكل لحظة فارقة فى اليوم الرمضانى، ينتظرها الجميع بشغف وفى محافظة سوهاج، يحرص أهلها على إحياء هذه العادة بشغف، حيث يقف المسؤول عن المدفع قبل نصف ساعة من موعد أذان ، يستعد لتجهيز المدفع الذى يعتبر من التقاليد القديمة التى يرتبط بها أهل المحافظة، و يتجمع المئات حوله من أهالى المدينة والمراكز المحيطة، يحملون هواتفهم المحمولة لتسجيل لحظة الإطلاق التى أصبحت جزءًا من تقاليد رمضان فى سوهاج.

ويقوم المسؤول عن المدفع بوضع القذيفة بعناية داخل المدفع بعد أن يقوم بتنظيفه وتلميعه باستخدام فوطة، ثم يوصل دائرة كهرباء بالمدفع تعمل بالبطارية، ليترقب بحذر الوقت المناسب. وبمجرد أن تحين لحظة أذان المغرب، يلتفت الجميع نحو المدفع، وأثناء الإطلاق تتعالى صيحات الفرح بين الحضور، الذين يسارعون بعد لحظة الإطلاق للذهاب إلى منازلهم لتناول إفطارهم، وسط أجواء من الفرح الجماعى الذى يعم المدينة.

فى هذا المشهد الرمضانى، يختلط الحنين إلى الماضى مع البهجة بالحاضر، حيث كانت قذيفة المدفع، فى العصور السابقة، تثير الخوف والذعر أثناء الحروب، بينما فى أيام السلم، أصبحت مصدرًا للفرح والسعادة.

يتم نقل المدفع إلى موقعه فى كورنيش النيل بسوهاج بواسطة سيارة نصف نقل، ويتم توجيه ماسورة المدفع باتجاه النيل، ليعطى المشهد طابعًا إضافيًا من الجمال الذى يشبع الحواس وعلى الرغم من التطور الكبير فى التكنولوجيا ووسائل الإعلام، إلا أن مدفع رمضان فى سوهاج لا يزال يحتفظ بشعبيته ويثير إعجاب الجميع، حيث يتجمع الأهالى بشكل عفوى حول المدفع، يتطلعون لالتقاط صور تذكارية لهذا الحدث المميز الذى يروى جزءًا من تاريخهم الثقافي.

وتعود أولى محاولات إطلاق مدفع الإفطار إلى القاهرة، حيث كان السلطان المملوكى خشقدم قد قرر فى عام 865 هـ أن يجرب مدفعًا جديدًا، فصادف أن أطلق المدفع فى وقت غروب الشمس، فى أول يوم من رمضان، فظن الناس أن السلطان كان قد تعمد إطلاق المدفع لتنبيههم إلى موعد الإفطار. فأعرب الأهالى عن شكرهم للسلطان على هذه "البدعة الحسنة"، التى قرر بعد ذلك استكمالها كل يوم مع غروب الشمس، وأصبحت هذه العادة جزءًا من تراث رمضان فى مصر.

بعد ذلك، انتشرت هذه العادة إلى باقى المدن المصرية، وأصبح هناك أيضًا مدافع للسحور والإمساك، حيث كان يتم تحديد موعد السحور والإمساك من خلال إطلاق المدافع. وتُذكر بعض الروايات التاريخية أن ظهور المدفع كعادة رمضانية كان صدفة فى عهد الخديوى إسماعيل، حيث كان بعض الجنود يقومون بتنظيف أحد المدافع فانطلقت منه قذيفة فى وقت أذان المغرب، فظن الناس أنه تقليد جديد للإعلان عن الإفطار، وبعدها قررت الحاجة فاطمة، ابنة الخديوى إسماعيل، إصدار فرمان بإطلاق المدفع فى وقت الإفطار والسحور والإمساك، ليصبح بذلك مدفع رمضان أحد أقدم وأشهر الرموز الرمضانية فى مصر.

وتستمر هذه العادة إلى يومنا هذا، حيث يعمل المسؤولون فى سوهاج على صيانة المدفع وتلميعه وتجهيزه قبل رمضان بأسبوعين، ليظل المدفع ًا على تاريخ طويل من التقاليد والعادات التى تربط المصريين بشهر رمضان، ويظل جزءًا من هوية الأمة الرمضانية. ومع أن هذه العادة كانت بداية وسيلة إعلامية لتنبيه الصائمين، إلا أنها الآن أصبحت أكثر من مجرد إشعار وقت الإفطار، بل أصبحت لحظة فرح وجمعة اجتماعية تملأ القلوب بالبهجة، وتربط الأجيال الجديدة بجذورهم التراثية.

 

 

مدفع رمضان بسوهاج (4)

 

مدفع رمضان بسوهاج (4)

 

مدفع رمضان بسوهاج (5)
مدفع رمضان بسوهاج (5)

 

مدفع رمضان بسوهاج (6)
مدفع رمضان بسوهاج (6)

 

مدفع رمضان بسوهاج (7)
مدفع رمضان بسوهاج (7)

 

مدفع رمضان بسوهاج مع احد الاطفال
مدفع رمضان بسوهاج مع احد الاطفال

 

مدفع رمضان بسوهاج مع الاطفال (2)
مدفع رمضان بسوهاج مع الاطفال (2)

 

مدفع رمضان بسوهاج مع الاطفال
مدفع رمضان بسوهاج مع الاطفال

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا