سوهاج - محمود مقبول

قدم تليفزيون اليون السابع، اليوم بثا مباشرا بعنوان "بكاء وفرحة .. أسرة باحث بجامعة سوهاج حصل على الدكتوراه بعد وفـ اته: طول عمره بيحب العلم"، حيث تناول البث أنه في مشهد يغلب عليه الحزن الصامت ومشاعر الفقد، نظّمت جامعة سوهاج، بكلية التكنولوجيا والتعليم، مناقشة استثنائية لرسالة دكتوراه باسم الباحث الراحل الدكتور إبراهيم محمود عبده شمسية، المدرس المساعد بقسم الميكانيكا شعبة التبريد والتكييف، الذي وافته المنية قبل موعد مناقشة رسالته بأيام قليلة، تكريمًا لمسيرته العلمية الطويلة وإخلاصه في العمل.

الحضور داخل القاعة الزجاجية بالجامعة القديمة لم يحمل أجواء الاحتفالات المعتادة لمثل هذه المناسبات، بل اتشحت الوجوه بالحزن، وذرفت العيون الدموع، خاصة عند حضور أسرة الباحث الراحل؛ والده، ووالدته، وزوجته، وأطفاله الثلاثة، الذين جلسوا في مقدمة الصفوف، ينظرون إلى صورته الموضوعة بجوار منصة المناقشة، في وداع صامت ومؤثر.

قال والده، وعيناه تغالبان الدموع: "ابني عاش للعلم ومات قبل ما يفرح بتعبهبس إحنا فخورين بيه، وكان حلمه بس يشوف يوم المناقشة"بينما همست والدته، وهي تحتضن أحد أحفادهكان بيحب شغله... وكان بيذاكر وهو  ودائما كان متغرب ربنا كرّمه من عنده".

غابت الفرحة، لكن لم تغب الكلمات الطيبة التي عبّر بها زملاؤه وطلابه، ممن حضروا للتعبير عن تقديرهم للراحل، الذي وصفوه بـ"نموذج للأخلاق والاجتهاد".

قال أحد زملائه بالقسم: "كان متفاني جدًا، وكلنا اتعلمنا منه حاجات كتير، علمًا وسلوكًا".

وأضاف طالب من طلابهكان بيحب يساعد أي حد وكان بيشجعنا دايمًا، وكنا حاسين إنه أخونا الكبير مش بس أستاذنا".

حضر جلسة المناقشة الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، وعدد من أعضاء هيئة التدريس، ولجنة الإشراف والمناقشة، في مشهد تغلب عليه الكلمات الصامتة ووجع الغياب، حيث تم إعلان منحه درجة الدكتوراه بشكل رسمي، تقديرًا لجهده العلمي ومسيرته التي لم تكتمل.

الجامعة من جانبها أكدت أن هذه اللفتة تأتي في إطار الوفاء والتقدير لكل من يخلص في عمله ويهب حياته للعلم، مشيرة إلى أن الدكتور إبراهيم شمسية سيبقى حيًا بسيرته وسلوكه وأثره في طلابه وزملائه.

رحل الباحث قبل أن يشهد تتويج سنوات كفاحه، لكنه حصل على التكريم في غيابه، في لحظة امتزجت فيها الدموع بالدعاء، والوجع بالفخر، ليظل اسمه محفورًا في قلوب محبيه كرمز للعلم، والصبر، والإخلاص.