اقتصاد / صحيفة الخليج

شمس لا تغيب عن العالم

غافين ماغواير*

اعتمدت تسعيراً كلاسيكياً شديد القسوة لتحويل رقم قياسي بلغ 120.427 ميغاوات من صادرات وحدات الشمسية، في النصف الأول من عام 2024، إلى أرباح، ما يضمن بقاء البلاد المورد المهيمن لمنظومات الطاقة الشمسية على الرغم من النزاعات التجارية المستمرة في الأسواق الرئيسية.

وكان إجمالي صادرات النصف الأول أعلى بنسبة 6.3% على أساس سنوي، أو نحو 7.150 ميغاوات فوق الفترة القياسية السابقة للفترة نفسها من عام . وبهذا تبلغ صادرات البلاد نحو 720 ألف ميغاوات من سعة وحدات الطاقة الشمسية، منذ بداية عام 2020، وفقاً لبيانات من مركز أبحاث «إمبر».

وأثّرت الأسعار المنخفضة سلباً، في شركات الطاقة الشمسية في الصين، فقد هوت أسهم أكبر 5 شركات مصنعة للألواح الشمسية في ثاني أكبر اقتصاد عالمي بواقع النصف خلال الشهور ال 12 الأخيرة. ومنذ أواخر يونيو/ حزيران 2024، حذّرت 7 شركات صينية كبرى على الأقل، من أنها ستعلن عن خسائر فادحة خلال النصف الأول من عام 2024.

لكن في الوقت ذاته، يُعد الخفض الحاد في أسعار الوحدات مفتاح تدفق الصادرات القوي هذا، فقد بلغ متوسط الأسعار 13.7 سنتاً لكل ميغاوات خلال النصف الأول من عام 2024، مقارنة بمتوسط 18 سنتاً لكل ميغاوات لعام 2023 بأكمله. كما انخفضت أسعار الوحدات في الصين إلى النصف تقريباً، من متوسطها لعام 2022، وهي أرخص المكونات المتاحة عالمياً لكل ميغاوات من قدرة توليد الطاقة الشمسية.

ويُنظر إلى أوروبا على أنها الوجهة الأولى لوحدات الطاقة الشمسية الصينية، مع استحواذها على 43% من الإجمالي، أو 52158 ميغاوات. وهو انخفاض بنسبة 20% عن نفس الفترة في عام 2023، حيث أدت أسعار الفائدة المرتفعة ومخاوف النمو الاقتصادي والتوترات التجارية مع الصين إلى خنق الطلب على تركيبات الطاقة الشمسية في جميع أنحاء القارة. ومع ذلك، كان إجمالي مشتريات أوروبا هو ثاني أعلى حصيلة لفترة نصف عام خلف النصف الأول من عام 2023.

وظلت هولندا السوق المستهدفة الأولى لوحدات الصين من الطاقة الشمسية، حيث استحوذت على 23421 ميغاوات من السعة خلال النصف الأول من العام. وبينما كان هذا الإجمالي أقل بنسبة 25% مما كان عليه خلال النصف الأول من عام 2023، إلا أن مشتريات هولندا لا تزال أكبر من ضعف حجم أي دولة أخرى خلال النصف الأول من العام.

في المقابل، برزت كل من إسبانيا وألمانيا وإيطاليا، كمشترين بارزين في أوروبا، لكن هذه الدول أظهرت أيضاً انكماشاً حاداً على أساس سنوي في أحجام الشراء، وفقاً لبيانات «إمبر»

وفي أمريكا اللاتينية، جاءت البرازيل في المركز الثاني، خلف هولندا، كأكبر سوق لوحدات الطاقة الشمسية الصينية خلال الأشهر الستة الأولى حتى يونيو/ حزيران 2024، مستحوذة على 10511 ميغاوات من السعة الإجمالية. وكان هذا الإجمالي أعلى بنسبة 10% مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي، ويتناقض مع انكماش طفيف في واردات المنطقة ككل خلال النصف الأول من العام.

في غضون ذلك، كانت آسيا ثاني أكبر وجهة إقليمية لأجزاء الطاقة الشمسية الصينية، مع 32 ألف ميغاوات من السعة، أو نحو 27% من الإجمالي، أي أعلى بنسبة 86% مما كان عليه خلال النصف الأول من عام 2023، ومدفوعاً بشكل أساسي بالنمو القوي في جنوب القارة.

وحققت باكستان المركز الأول كأكبر سوق منفردة لأجزاء الطاقة الشمسية الصينية في آسيا، حيث سجلت 10450 ميغاوات، في حين استحوذت الهند على 8324 ميغاوات. وسجل كلا السوقين أكثر قفزات ب 200% في الواردات مقارنة بالفترة نفسها في عام 2023، وهما يمثلان أسواق نمو رئيسية لبكين في المستقبل، بحسب التقديرات.

وكانت منطقة الشرق الأوسط وجهة رئيسية أخرى للصين حتى الآن هذا العام، حيث تجاوزت الصادرات إلى المنطقة 13 ألف ميغاوات في النصف الأول من العام، لتمثل حصة قياسية بلغت 11% من إجمالي صادرات الألواح الشمسية وأجزائها في الصين. ويقارن ذلك ب 6228 ميغاوات خلال النصف الأول من عام 2023، وكان مدفوعاً إلى حد كبير بالمشتريات القوية من قبل ، مع 7649 ميغاوات، والإمارات مع 1892 ميغاوات، وسلطنة عمان مع 1396 ميغاوات.

وفي أماكن أخرى، ظلت أمريكا الشمالية سوقاً صغيرة للألواح والأجزاء الصينية بسبب الخلاف التجاري المستمر بين الصين والولايات المتحدة، في حين انكمشت مشتريات إفريقيا بنحو 9% عن النصف الأول من عام 2023، مشكّلة 4.3% فقط من إجمالي المبيعات.

عموماً، ورغم تباطؤ المبيعات إلى أوروبا، فإن وتيرة النمو القوية للصادرات إلى الشرق الأوسط وجنوب آسيا تبشر بالخير لقطاع الطاقة الشمسية الصيني الموجه للتصدير، حيث تبدو هذه الأسواق مهيأة لمزيد من النمو المستدام في العقود المقبلة.

وكما يبدو فإن التكاليف الحادة في الصين من شأنها أن تقوض إمكانات إنتاج الوحدات الشمسية في مناطق أخرى، وتضمن استمرار هيمنة بكين على القطاع.

* كاتب متخصص في أسواق السلع والطاقة الآسيوية «رويترز»

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا