اقتصاد / صحيفة الخليج

الرعاية الصحية وتكنولوجيا الفيديو

راهول ياداف*

واجه قطاع الرعاية الصحية فــي الشرق الأوسط تحديات كبيرة، على مدى السنوات القليلة الماضية، أبرزها النقص فــــي أعداد المتخصصين في الرعاية الصحية؛ حيث تعاني مستشفيات المنطقة من عدم كفاية الموارد المحدودة والإجهاد الذي أصاب الموظفين الوباء العالمي. وتشير دراسة حديثة إلى أن بحاجة إلى 175000 طبيب وممرض وموظف رعاية صحية إضافي بحلول عام 2030 لتغطية النقص وتوفير الرعاية الصحية لسكانها المتزايدين.
وهنا تظهـــــر الحلـــــول التكنولوجيـــة مثل تكنولوجيا الفيديو القائمة على البيانات لتعطي بصيص أمل، من خلال قدرتها على تعويض النقص في فرق التمريض، وتعزيز الرعاية التي تركز على المريض.
وأدى النقص في الممرضين إلى حالة طوارئ صحية عالمية، وذلك بحسب تقرير المجلس الدولي للممرضين «التعافي لإعادة البناء». حيث واجهت فرق التمريض، أبطالنا في الخطوط الأمامية، تحديات غير مسبوقة منذ بداية الوباء. حيث تكشف البيانات أن من يصلون إلى 80% من أخصائيي التمريض على مستوى العالم عانوا من مشاكل نفسية نتيجة تزايد المهام الروتينية، مما أثر على أدائهم لواجباتهم الأساسية في رعاية المرضى.
تستفيد المستشفيات في الشرق الأوسط من تكنولوجيا الفيديو القائمة على البيانات لردم الفجوة بين نقص الكوادر الصحية ومتطلبات الرعاية التي تركز على المرضى. يشير هذا التطور إلى الخروج عن الدور التقليدي الذي تقوم به كاميرات المراقبة بالفيديو والذي اقتصر المراقبة بهدف ضمان السلامة والأمن. فقد شكل الوباء حافزاً، جعل أخصائيي الرعاية الصحية والمرضى على حد سواء يكتشفون إمكانات تكنولوجيا المراقبة بالفيديو.
تتيــــح تكنولوجيا الفيديــــو القائمـــة علـــى البيانات للمستشفيات تحسين الرعاية المقدمة للمرضى، والارتقاء بالكفاءة التشغيلية، من خلال الاستفادة من المعلومات المباشرة التي توفرها المراقبة بالفيديو. يساعد هذا الابتكار أخصائيي الرعاية الصحية على مراقبة المرضى الذين يعانون من حالات حرجة بشكل أكثر فاعلية، ويمكنهم من الاستجابة الفورية لحالات الطوارئ، وضمان بيئة أكثر أماناً. في ظل التطور الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية، تعدّ تقنية الفيديو القائمة على البيانات حجر الزاوية في تحسين نتائج المرضى وتبسيط العمليات.
يتماشى دمج تكنولوجيا الفيديو بسلاسة مع الهدف الذي يسعى إليه قطاع الرعاية الصحية في الشرق الأوسط بتقديم الرعاية التي تركز على المريض. من خلال تبسيط الإجراءات وتوفير الوقت للأخصائيين في مجال التمريض، حيث يعزز هذا الابتكار تجربة المريض، ويُسهم في استعادة التوازن بين العمل والحياة للقوى العاملة في مجال الرعاية الصحية. يرتقي هذا التحول بمستوى رعاية المرضى، ويعزز معنويات الموظفين والأداء العام للمستشفى.
يمكن استخدام تقنيـــة الفيديــــو القائمة على البيانات لضمان توافر الإمدادات اللازمة والمعدات الصحيحة داخل غرف المستشفى. يمنح هذا التوزيع للمهام الممرضين المزيد من الوقت لتكريسه لواجباتهم الرئيسية في رعاية المرضى. مثل أي بيئة عمل، يُسهم رضا وحماس فريق بشكل كبير في تعزيز الكفاءة العامة للمستشفى. وقد شجع هذا التقدم على الاعتماد بشكل أوسع على تكنولوجيا الفيديو في مجال الرعاية الصحية، وهو اتجاه من المتوقع أن يستمر.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية حدوث نقص كبير في العاملين في مجال الرعاية الصحية بحلول عام 2030. ولمواجهة هذا التحدي، تستخدم مستشفيات الشرق الأوسط تقنية الفيديو لمراقبة جميع المرضى المصابين بأمراض خطِرة في وقت واحد، وتحسين الرعاية بالرغم من محدودية الموارد. تحترم التكنولوجيا خصوصية المريض من خلال تشويش الصورة عندما تكون المراقبة غير ضرورية.
ولا يزال سقوط المرضى مصدر قلق كبير في الشرق الأوسط. تعمل تكنولوجيا الفيديو المستندة إلى البيانات على اكتشاف حالات سقوط المرضى بسرعة، مما يسمح بتنبيه كادر التمريض بشكل فوري، وتوفير معلومات دقيقة عن الموقع. تعتبر هذه الاستجابة السريعة مهمة بشكل خاص عندما تشير حالات السقوط إلى مشاكل صحية غير ظاهرة.
قد تؤدي فترة الانتظار الطويلة والضغوطات في أماكن الرعاية الصحية إلى حالات اعتداء من قبل المرضى والزوار، مما يشكل مصدر قلق مشترك على مستوى العالم. تعمل تقنية الفيديو القائمة على البيانات في الشرق الأوسط، من خلال التحليلات الصوتية كدرع، من خلال تحديد التهديدات المحتملة وتنبيه الموظفين بشكل استباقي إلى حالات الاعتداء اللفظي، مما يضمن بيئة أكثر أماناً للجميع.
تشهد مستشفيات الشرق الأوســـط إقبالاً متزايداً على استخـــــدام تكنولوجيــــا المراقبة بالفيديو. كما أسهمت جائحة 2020 في تسريع الاعتماد على تقنيات الصحة الرقمية والانفتاح عليها، مما أظهر فاعلية الابتكار في معالجة حالات الطوارئ. علاوة على ذلك، يستفيد قطاع الرعاية الصحية في الشرق الأوسط من التحليلات القائمة على الذكاء الاصطناعي للكشف عن المرضى الذين لديهم حساسية من المضاعفات، مما يتيح التدخل المبكر لتجنب أي عواقب سلبية وتقديم الرعاية بسرعة وسهولة.
يستعد قطاع الرعاية الصحية في الشرق الأوسط لتحولات مستقبلية كبيرة. حيث تتحول تقنية الفيديو القائمة على البيانات مدعومة بنماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة من الاستجابة للحوادث إلى توقعها. يعدّ هذا الابتكار برعاية صحية ذات جودة أفضل وسلامة عالية من خلال تحديد أنماط السلوك التي تسبق الأحداث.
في ظل توجه الشرق الأوسط نحو اعتماد أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، يصبح تحقيق التوازن بين دعم الابتكار وحماية خصوصية المريض أمراً بالغ الأهمية. يعد تعاون شركات التكنولوجيا ومؤسسات الرعاية الصحية والمسؤولين أمراً ضرورياً لإنشاء إطار تشريعي يحمي حقوق المرضى بالتزامن مع تشجيع الابتكار.
* الرئيس التنفيذي لشؤون التكنولوجيا في «مايلستون سيستمز»

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا