اقتصاد / صحيفة الخليج

بولندا والمجر محركا الشمسية في أوروبا

غافين ماغواير *

يتزايد الإقبال على توليد الكهرباء من مزارع الشمسية بشكل أسرع في أوروبا الوسطى والشرقية مقارنة بأي منطقة أوروبية أخرى، ويتجاوز بشكل كبير معدلات النمو في الأجزاء الأكثر ثراءً والأكثر تشمساً في القارة.
فخلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 قفز إنتاج الطاقة الشمسية التي تديرها المرافق في أكبر خمسة منتجين للطاقة الشمسية في وسط وشرق أوروبا؛ وهي النمسا، وبلغاريا، والمجر، ورومانيا، وبولندا، بنسبة 55% مقارنة بنفس الأشهر في عام ، وفقاً للبيانات.
وهذا يمثل أكثر من ضعف معدل النمو في أوروبا ككل، ويتجاوز بشكل كبير الوتيرة التي سجلتها أكبر خمس شركات لتوليد الطاقة الشمسية في أوروبا الغربية، وجنوب أوروبا، وشمال أوروبا، خلال الفترة نفسها.
كما قامت أكبر خمس شركات منتجة للطاقة الشمسية في وسط وشرق أوروبا، بتوسيع قدرتها على توليد الطاقة الشمسية بشكل أسرع من نظيراتها في المنطقة منذ عام 2019، ما مهد الطريق لاستمرار نمو إنتاج الطاقة الشمسية في واحدة من أكثر المناطق الصناعية في أوروبا.
تعد بولندا والمجر من أهم محركات نمو الطاقة الشمسية على مستوى المرافق في أوروبا الوسطى والشرقية.
وخلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام بلغ إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في بولندا 11.3 تيراواط ساعة، و5.8 تيراواط ساعة في المجر. وارتفعت أرقام الإنتاج هذه بنسبة 33.3% في بولندا و47.7% في المجر مقارنة بنفس الفترات في عام 2023، وهو من أسرع معدلات النمو في أوروبا بأكملها.
ومن حيث عدد الأجيال المطلقة تحتل أرقام الإنتاج هذه مرتبة عالية أيضاً بين نظيراتها الأوروبية.
ففي الواقع قامت أكبر خمس دول منتجة للطاقة الشمسية في منطقة أوروبا الوسطى والشرقية بزيادة إنتاجها الجماعي من الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية بنسبة فقط 10% أقل حتى الآن هذا العام، مقارنة بأكبر خمس دول منتجة للطاقة الشمسية في أوروبا الغربية: بلجيكا، وفرنسا، وألمانيا، وهولندا، وسويسرا.
وقدرة الدول في مختلف أنحاء أوروبا الوسطى والشرقية على التنافس مع الاقتصادات الأكثر ثراء في أوروبا الغربية من حيث نمو الطاقة الشمسية، تؤكد مدى انخفاض كلفة تركيبات الطاقة الشمسية مقارنة بأشكال أخرى من توليد الكهرباء.
ويعكس النمو السريع في توليد الطاقة الشمسية في أوروبا الوسطى والشرقية سياسات الطاقة النظيفة الداعمة في جميع أنحاء المنطقة، والتي ظلت تاريخياً واحدة من أكثر مناطق أوروبا استهلاكاً للفحم.
وقد حددت بولندا والمجر، أكبر منتجين للطاقة الشمسية في المنطقة، هدفاً لخفض انبعاثات الكربون إلى الصفر في توليد الطاقة بحلول منتصف القرن، وتخططان لمزيد من التوسع القوي في توليد الطاقة النظيفة.
ومن حيث التوليد المطلق لا يزال أكبر خمسة منتجين للطاقة الشمسية في أوروبا الوسطى والشرقية يحتلون المرتبة الثالثة فــــي المنطقة، خلف أكبر خمسة منتجين للطاقة الشمسية في غرب وجنوب أوروبا.
وخلال الأشهر السبعة الأولى من العام، ولّد أكبر منتجي الطاقة الشمسية في أوروبا الغربية 83.53 تيراواط ساعة من الكهرباء، في حين ولّد أكبر خمسة منتجين للطاقة الشمسية في جنوب أوروبا، وهي اليونان، وإيطاليا، والبرتغال، وإسبانيا، وتركيا، 76.12 تيراواط ساعة، حسب البيانات.
وتبدو كمية الكهرباء الشمسية البالغة 25.2 تيراواط/ ساعة التي يولدها أكبر خمس منتجين للطاقة الشمسية في وسط وأوروبا، صغيرة نسبياً.
ومع ذلك، وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، عززت منطقة أوروبا الوسطى والشرقية توليد الطاقة الشمسية بنحو 49% سنوياً؛ ما يتضاءل مقارنة بمعدل النمو السنوي البالغ 19% لأوروبا ككل، و16% لأوروبا الغربية، و21% لجنوب أوروبا.
وإذا استمرت معدلات النمو هذه لبقية هذا العقد، فإن إجمالي توليد الطاقة الشمسية من قبل أكبر خمسة منتجين للطاقة الشمسية في وسط وشرق أوروبا سيتجاوز إجمالي توليد الطاقة من قبل نظرائهم في أوروبا الغربية في عام 2029 وإجمالي توليد الطاقة من قبل نظرائهم في جنوب أوروبا في عام 2030.
إن أكبر منتجي الطاقة الشمسية في أوروبا الوسطى والشرقية ينتجون بالفعل كهرباء شمسية بنسبة 76% أكثر، مقارنة بنظرائهم فــــي شمال أوروبا (، وفنلنــــدا، وليتوانيا، والسويــــــد، والمملكة المتحدة)، ويبدو أنهم على استعداد لمزيد من النمو القوي للطاقة الشمسية في جميع أنحاء المنطقة.
وبدأت العمليات في أواخر يوليو في مزرعة تابولكا للطاقة الشمسية التي تعمل بسعة 60 ميغاواط وتقع في غرب المجر، وستوفر ما يكفي من الكهرباء لنحو 30 ألف أسرة سنوياً، حسبما ذكر المطور «إنلايت». وفي بولندا، بدأت الشهر الماضي، عمليات مشروع جديد بسعة 40 ميغاواط طورته شركة «لايت سورس بي بي».
أما أكبر مشروع في المنطقة فهو المزرعة التي تبلغ قدرتها 400 ميغاواط في أبريلتسي في بلغاريا، والتي تضم أكثر من 800 ألف لوحة كهروضوئية، وهي مصممة لتوفير الكهرباء ليس للعملاء البلغاريين فقط، ولكن لجميع أنحاء أوروبا الشرقية.
وإضافة إلى أن أبريلتسي أحد أكبر المجمعات الشمسية في أوروبا فإنه مهم أيضاً لأن تواجد ألواحه على ارتفاع 2.2 متر (7.2 قدم) يسمح باستخدام الأرض أسفله لأغراض الزراعة.
وتجري تجربة المزيد من مشاريع الطاقة الزراعية الكهروضوئية في تركيا وبولندا، ويبدو أنها ستسفر عن توليد كهرباء نظيفة إضافية مع تأثير محدود فقط على الأراضي الزراعية في المنطقة.
ونظراً للدعم السياسي المحلي القوي للطاقة الشمسية التقليدية، فإن النشر الناجح لمزيد من مشاريع الطاقة الشمسية الزراعية من شأنه أن يساعد منطقة وسط وشرق أوروبا على اكتساب المزيد من الزخم في مجال توليد الطاقة الشمسية خلال الأعوام المقبلة.
* كاتب متخصص في أسواق السلع والطاقة الآسيوية «رويترز»

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا