سجل الذهب في أغسطس/ آب 2024 أول تجاوز للأونصة لمستويات 2500 دولار على الإطلاق، وسط توقعات متزايدة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يقترب من خفض أسعار الفائدة. عادة ما يستفيد سعر السبائك التي لا تدر فائدة على حيازتها من أسعار الفائدة المنخفضة.
وصعدت أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة خلال الأسبوع الماضي عند 2531.60 دولار للأونصة، الثلاثاء.
منذ بداية العام، ارتفع سعر الذهب أمام الدولار الأمريكي واليورو والين الياباني بنسب 21% و20% و25% على التوالي. كما ارتفع الذهب حتى أمام أقوى العملات الورقية، الفرنك السويسري، بنسبة 23% منذ بداية العام.
رهانات
قفزت رهانات مديري صناديق التحوط على الذهب إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من أربع سنوات وسط توقعات بتيسير نقدي أقرب وأكبر من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي لدعم الاقتصاد.
أظهرت بيانات الحكومة الأمريكية الأسبوعية، الجمعة، أن صناديق التحوط وغيرها من كبار المضاربين عززت صافي مراكز الشراء بنسبة 7.8% إلى 236749 عقداً كما في 20 أغسطس/ آب، وهو أعلى مستوى منذ أوائل 2020.
الذهب يلمع
ودعا الخبير الاقتصادي ستيف هانكي، الأستاذ في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، الافراد إلى شراء الذهب، مشيراً إلى ارتفاع الذهب أمام العملات الرئيسية في العالم منذ بداية عام 2024 بشكل ملحوظ.
وقال عبر حسابه في «إكس»: «الذهب يواصل ارتفاعه إلى أعلى مستوياته على الإطلاق».
وأضاف هانكي «إذا كنت تريد أن تظل على اطلاع دائم على نبض السوق، فراجع مؤشر هانكي - كوفناس للذهب، فهو يقيس المشاعر الصعودية والهبوطية في الوقت الفعلي».
واختتم هانكي منشوره بعبارة رائجة في أمريكا، هي «اشترِ الذهب وارتدِ الماس».
ارتفاع الذهب
إلى ذلك، كانت شركة الاستشارات والتحليلات المالية ألباين ماكرو، قد أشارت في مذكرة لها، في وقت سابق من أغسطس/ آب الحالي، إلى أن المستثمرين عليهم التفكير في شراء الذهب في ظل ترجيح تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في الأشهر المقبلة.
ومن جانبه، قال كبير محللي السوق لدى شركة إف إكس برو، أليكس كوبتسكيفيتش: إن الذهب قد يتداول في نهاية المطاف عند مستوى يتراوح بين 2800 و2900 دولار للأوقية.
أسهم التكنولوجيا
ونصح استراتيجي الاستثمار في بنك أوف أمريكا مايكل هارتنت، المستثمرين بشراء الذهب حتى مع ارتفاع سعر المعدن الأصفر إلى أسعار قياسية مرتفعة، مشيراً إلى تفوق أداء الذهب على أسهم التكنولوجيا خلال عام 2024 حتى شهر أغسطس/ آب.
وقال هارتنت، في مذكرة تحليلية إن «المستثمرين يجب أن يسيروا على نهج البنوك المركزية.. وشراء الذهب»، لافتاً إلى أن تخفيض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة يشكل خطراً يمكن أن يعيد التضخم إلى الارتفاع خلال العام المقبل، مشيراً إلى أن الأصول التقليدية، مثل الذهب تمتلك تاريخياً أداءً جيداً خلال فترات التضخم والتوترات الجيوسياسية.
تأتي تعليقات هارتنت وسط ارتفاع قياسي في المعدن النفيس، مع ارتفاع أسعار الذهب بأكثر من 20% منذ بداية عام 2024، متجاوزة مكاسب مؤشر ستاندرد آند بورز ببضع نقاط مئوية، ومتفوقة على أسهم التكنولوجيا.
الأصل الوحيد
وأشار هارتنت إلى أن الذهب هو الأصل الوحيد الذي يتفوق على أسهم التكنولوجيا الأمريكية، لكن العامل المحير وراء ارتفاع الذهب هو أن المستثمرين لم يطاردوه، وبدلاً من ذلك، شهد الذهب صافي تدفقات خارجة بقيمة 2.5 مليار دولار حتى الآن هذا العام، ما يعني أن المستثمرين كانوا يقومون بجني الأرباح وسط الارتفاع القياسي للمعدن الثمين، وهذا يعني أيضاً أن شراء الذهب جاء من مجموعة أخرى في السوق.
وأضاف هارتنت، في مذكرته التحليلية، أن تجاور أسعار الذهب المرتفعة بشكل قياسي والتدفقات الخارجية السلبية لا يمكن تفسيره إلا من خلال عمليات الشراء غير المسبوقة التي تقوم بها البنوك المركزية، معقباً أن البنك المركزي الصيني كان أكبر مشترٍ للذهب في عام 2023.
وإلى جانب الاستثمار في الذهب المادي نصح هارتنت بالاستثمار في الأسهم المرتبطة بالذهب، مثل صناديق الاستثمار المتداولة للذهب.
مكاسب الذهب أمام العملات:
* الدولار الأمريكي 21%
* اليورو 20%
* الين الياباني 25%
* الفرنك السويسري 23%