يتوقع المحللون ارتفاع سعر الذهب القياسي فوق مستوى 2500 دولار للأوقية لفترة أطول، مع استعداد مجلس الاحتياط الاتحادي "البنك المركزي" الأمريكي لخفض أسعار الفائدة، وعودة الدوافع التقليدية، مثل انخفاض عائدات السندات، وعودة المستثمرين الغربيين إلى سوق المعدن النفيس.

ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن جاي هاتفيلد الرئيس التنفيذي لشركة إنفستراكشر كابيتال أدفايزورز، الذي اتجه أخيرًا للاستثمار في خيارات الذهب لأول مرة منذ سنوات: "كان الجميع يعتقدون أن مجلس الاحتياط سيكون آخر بنك مركزي رئيسي يخفض سعر الفائدة، لكنهم الآن يتوقعون بدء خفض الفائدة الأمريكية".

عمليات شراء قوية

وبحسب هارتفيلد، فإن خطاب جيروم باول رئيس مجلس الاحتياط أمام منتدى جاكسون هول الاقتصادي الذي وعد فيه بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، كان لحظة فاصلة بالنسبة للمعدن الأصفر، وقال: لقد أبهر الذهب الأسواق خلال العام الحالي مع تسجيل سلسلة من الأرقام القياسية التي جعلت المعدن النفيس واحدًا من أقوى المعادن أداء بين السلع الأساسية الرئيسية".

وجاء صعود الذهب في النصف الأول بفضل عمليات الشراء القوية من جانب البنوك المركزية، بالإضافة إلى عمليات الشراء من جانب الدول الآسيوية، والتي عوضت الضغوط الناجمة عن ارتفاع قيمة الدولار، وارتفاع عائدات سندات الخزانة، وتدفقات الأموال من صناديق الاستثمار القابلة للتداول المدعومة بالذهب.
وقد تعمل هذه العوامل الرئيسية لصالح الذهب في الوقت الراهن أيضًا.

أسعار العقود الفورية

وارتفعت أسعار العقود الفورية للذهب منذ بداية العام الحالي بأكثر من 20%، في الوقت الذي تقول فيه بنوك عديدة منها بنك الاستثمار جولدمان ساكس جروب، إن الأسعار أمامها فرصة للعودة إلى مستوى 2700 دولار للأوقية القياسي الذي سجلته في وقت سابق.
وبعد خطاب جيروم باول في منتدى جاكسون هول يوم الجمعة، تراجع العائد على سندات الخزانة العشرية القياسية الأمريكية إلى أقل مستوياته منذ ديسمبر الماضي.

واستفاد سعر الذهب من حديث خفض الفائدة الأمريكية لأنه استثمار لا يدفع فائدة مصرفية، بعد أن أوضح رئيس مجلس الاحتياط الاتحادى الأمريكى جيروم باول يوم الجمعة، أن تخفيضات أسعار الفائدة قادمة الشهر المقبل، بات اهتمام المتداولين في السندات ينصب على التوقعات بشأن حجم هذا التخفيض الأول والمسار المستقبلي لخفض أسعار الفائدة.

أسعار الفائدة القياسية

وقال باول، خلال حديثه في الندوة السنوية لمجلس الاحتياط الاتحادى في ولاية وايومنج الأمريكية أمس الأحد، إن "الوقت قد حان لكي يخفض مجلس الاحتياط الاتحادى أسعار الفائدة القياسية من أعلى مستوياتها منذ عقدين"، في أوضح إشارة منه حتى الآن إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة التي طال انتظارها أصبحت وشيكة، وفقًا لما ذكرته وكالة بلومبرج للأنباء.
وفي حين لم يعط رئيس مجلس الاحتياط الاتحادى أي إشارة إلى حجم التخفيضات أو مسار التخفيض، فقد أشار إلى التقدم الذي تحقق بشأن معدل التضخم، وقال إن محافظي البنوك المركزية سوف يراقبون عن كثب تعافي سوق العمل كدليل على المسار الذي يجب أن تتخذه السياسة.