اقتصاد / صحيفة الخليج

حصة الفحم من طاقة

جون كيمب *

عززت إنتاج الفحم المحلي ووارداته إلى مستويات قياسية، حتى مع تقليص المتزايدة من السدود الكهــرومائية ومزارع الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الحرارية خلال موجة الحر صيفاً.
ويظل تــوليد الطـــاقة باستخدام الفحم أمراً بالغ الأهمية لضمان موثوقية إمدادات الكهرباء، وخاصة في فصل الشتاء، عندما يكون إنتاج الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية أقل بكثير ويعتمد النظام بشكل أكبر على الطاقة الأحفورية.
وعلى الرغم من النشر القياسي لموارد الرياح والطاقة الشمسية، لا يزال الفحم يوفر أكبر حصة من توليد الطاقة في جميع أوقات السنة، حيث يرتفع إلى أكثر من 75% في أشهر الشتاء.
لذلك فإن المخزونات الكافية ضرورية لضمان حصول المولدات الحرارية على ما يكفي من الوقود في متناول اليد للعمل بكامل طاقتها في أبرد جزء من الشتاء. في حين تتراكم المخزونات لدى المولدات لتوفير الوقود الكافي وتجنب تكرار نقص الطاقة الذي ابتليت به الصين في خريف وشتاء عام 2021.
وضاعفت مناجم الصين إنتاجها من الفحم إلى مستوى قياسي موسمي بلغ 390 مليون طن متري في يوليو/تموز 2024، ارتفاعاً من 378 مليوناً في الشهر نفسه من العام السابق، و373 مليوناً لعام 2022. كما زادت شركات التعدين المحلية من الإنتاج خلال الصيف للتعويض عن الوتيرة البطيئة نسبياً في الأشهر الخمسة الأولى من العام. ولكن، بالرغم من أن الإنتاج التراكمي في العام حتى يوليو الماضي كان متأخراً بمقدار 15 مليون طن متري فقط عن الفترة نفسها من ، إلا أن العجز انخفض عن مستوى 54 مليون طن متري في العام حتى مايو.
حتى الآن في عام 2024، أبلغت منغوليا الداخلية، وشنشي، وشينجيانغ، وهم ثلاثة من أكبر أربعة منتجين على مستوى المقاطعات، عن إنتاج موسمي قياسي. فقط شانشي، حيث كان الإنتاج ثابتاً إلى حد كبير مقارنة بالعام السابق، فشلت في تسجيل رقم قياسي موسمي في الأشهر السبعة الأولى. وبحسب وكالة أنباء شينخوا الحكومية، خفضّت شانشي الإنتاج بعد سبع سنوات من النمو السريع لتحسين القدرة وزيادة نسبة المناجم المتقدمة.
وبالنسبة لتوليد الكهرباء، تمثل أكبر أربع شركات منتجة للفحم في البلاد أكثر من 80% من قدرات الإنتاج الصيني، وهم المصدر الأساسي لتوليد الطاقة في جميع المناطق، باستثناء أقصى الجنوب.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت واردات الفحم إلى مستوى قياسي موسمي بلغ 296 مليون طن متري في الأشهر السبعة الأولى من 261 مليون طن متري في عام 2023، و139 مليون طناً في عام 2022.
وقد استُخدمت هذه الواردات كبديل للإنتاج المنخفض من شانشي، ما خلق مساحة للتنفس لإعادة هيكلة القطاع. لكنها حاسمة أيضاً في قوانغدونغ والمناطق الجنوبية الأخرى، حيث إن جلب الفحم عن طريق البحر أرخص من الرحلات الطويلة بالسكك الحديدية من أقصى الشمال.
إلى ذلك، يُظهر استهلاك الكهرباء السنوي في الصين ما تسميه الحكومة «ذروة مزدوجة» في الصيف والشتاء. وتحدث الذروة الأولية بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب، مدفوعة بتكييف الهواء والتبريد، اللذين يمثلان 30% من الحمل الأقصى على مستوى البلاد، ويرتفعان إلى أكثر من 40% في بعض المقاطعات.
ولكن فصل الصيف في الصين يترافق أيضاً مع هطولات مطرية تكون عادة في أعلى مستوياتها بسبب الرياح الموسمية في شرق آسيا، حيث تبلغ الطاقة الكهرومائية ذروتها، ما يخفف بعض الضغط على شبكة النقل، باستثناء سنوات الجفاف.
وفي يوليو/تموز 2024، قلص الإنتاج القياسي من محطات الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية توليد الطاقة الحرارية، ومعظمها من الفحم، بنحو 25 مليار كيلووات/ساعة مقارنة بالعام السابق، وهو أول انخفاض موسمي منذ عقد على الأقل. ولكن الذروة الثانوية تحدث بين ديسمبر/كانون الأول وفبراير/شباط، مدفوعة بالتدفئة والإضاءة، وليس أقل كثيراً من الصيف.
كما يتزامن الشتاء مع موسم الجفاف، عندما ينخفض توليد الطاقة الكهرومائية بشكل حاد، عادة بنحو 50% مقارنة بالصيف. ويكون توليد الطاقة الشمسية أقل إلى حد ما، نظراً لساعات النهار الأقصر في سهول شمال الصين، حيث توجد معظم محطات الطاقة الشمسية. والنتيجة، اعتماد نظام الكهرباء بشكل أكبر على الفحم خلال ذروة الشتاء مقارنة بفترة الصيف.
في السنوات الخمس الماضية بين عامي 2019 و2023، وفرت المولدات الحرارية 755 من الكهرباء للعملاق الآسيوي، بين ديسمبر/كانون الأول وفبراير/شباط، مقارنة بأقل من 70% بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب. وفي الصيف، يكون مصدر التوليد الهامشي أحياناً محطة كهرومائية أو حديقة شمسية؛ لكن في الشتاء يكون دائماً محطة طاقة تعمل بالفحم.
وعليه، من المرجح أن تتسع الفجوة بين أنماط الصيف والشتاء على مدى السنوات القليلة المقبلة مع تسريع بكين لنشر الحدائق الشمسية. وسيستمر ضمان موثوقية الكهرباء في الاعتماد على بناء مخزونات كافية من الفحم خلال مواسم الربيع والخريف لتلبية ذروة الطلب في الفصول الباردة.
* محلل أسواق النفط والطاقة في «رويترز»

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا