اقتصاد / صحيفة الخليج

أعمال ترامب في العملات المشفرة.. نافذة صراع

فاطمة حسين *

وعد دونالد ترامب بجعل الولايات المتحدة «عاصمة العملات المشفرة العالمية» في حال عودته إلى البيت الأبيض، ومن المرجح أن يفي بالوعد بالنسبة له شخصياً.
ففي إطار حملته الانتخابية للرئاسة أطلق ترامب مشروعاً جديداً لتداول العملات المشفرة، ويروّج له على نفس حسابات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها في حملته.
ويقوم ابناه، دونالد جونيور وإيريك، برفع منشورات حول منصتهما الجديدة المسماة «وورلد ليبرتي فاينانشال»، إضافة إليهما زوجة ابنه لارا ترامب، المتزوجة من إريك، والتي تشغل أيضاً منصب الرئيس المشارك للجنة الوطنية الجمهورية.
وظل ترامب منذ فترة طويلة يجمع بين مصالحه السياسية والتجارية، حيث قام بالترويج لفنادقه وملاعب الجولف في البيت الأبيض، بينما كان يبيع الأحذية الرياضية والكتب والأسهم في شركته للتواصل الاجتماعي خلال حملته الحالية.
وها هو الآن يطلق مشروعاً جديداً لجني المال قد تتفجر قيمته إذا تم انتخابه، وحصل على القوة اللازمة لدفع التغييرات التشريعية والتنظيمية التي سعى إليها دعاة العملات المشفرة منذ فترة طويلة.
وفي تعليق يحدد التحرك المفترض قال جوردان ليبوفيتز، المتحدث باسم مجموعة مراقبة الحكومة «مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق» في واشنطن، إن اتخاذ موقف مؤيد للعملات المشفرة ليس بالضرورة أمراً مثيراً للقلق، ولكن يصبح كذلك إن أصبح مصلحة شخصية، وإن نجاح هذا الأمر ربما يكون مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالسياسة الاقتصادية الأمريكية.
ومن المعروف أن العملات المشفرة شكل من أشكال الأموال الرقمية التي يمكن تداولها عبر الإنترنت دون الاعتماد على النظام المصرفي العالمي.
ويتم تداولها عادة في البورصات وهي أسواق يمكن استخدامها لشراء وبيع وتداول العملات المشفرة وتفرض في الغالب رسوماً على عمليات سحب البيتكوين والعملات الأخرى.
وفي ما يتعلق بمنصة ابني ترامب فمن المتوقع أن تصبح بمنزلة خدمة اقتراض وإقراض مماثلة لتطبيق «دوه فاينانس» الذي تم اختراقه مؤخراً، وهو تم إنشاؤه بواسطة أربعة أشخاص مدرجين كأعضاء في فريق «وورلد ليبرتي فاينانشال».
ولا تزال العديد من التفاصيل حول ليبرتي غير معروفة، بما في ذلك حصة ترامب وأفراد عائلته فيها.
وبعد أن نشرت لارا ترامب على حسابها على إكس حول «هدفنا في وورلد ليبرتي»، نشر زوجها إريك ترامب على الإنترنت أن لارا وشقيقته تيفاني تعرضتا للاختراق.
ومن الغريب أن ترامب خلال فترة وجوده في البيت الأبيض، قال إنه ليس من محبي العملات المشفرة، وغرّد في عام 2019: «يمكن للأصول المشفرة غير المنظمة أن تسهل السلوك غير القانوني، كتجارة المخدرات وغيرها من الأنشطة غير القانونية».
ولكنه تراجع عن موقفه هذا بل وتحول إلى النقيض متبنياً وجهة نظر إيجابية بشأن العملات المشفر، منها الإعلان في مايو أن الحملة ستبدأ في قبول التبرعات بالعملة المشفرة كجزء من الجهود الرامية إلى بناء ما يسمى «جيش العملات المشفرة» قبل يوم الانتخابات، وحضوره مؤتمر البيتكوين في ناشفيل هذا العام، ووعده بجعل الولايات المتحدة «عاصمة العملات المشفرة» وإنشاء «احتياطي استراتيجي» من البيتكوين باستخدام العملة التي تحتفظ بها الحكومة حالياً.
وتحدث ترامب، المثير للجدل دائماً، عن ممارسة المزيد من السيطرة على السياسة النقدية في حال انتخابه مرة أخرى، مشيراً إلى أنه سيضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لوضع أسعار فائدة أقل كما يروج للتمويل اللامركزي، أو «DeFi»، وهو مصطلح عام يشير إلى استخدام مساحة البلوكشين العامة لتعطيل عالم التمويل التقليدي.
وتحدث أيضاً عن دعم استخدام تعدين البيتكوين، من أجل زيادة إنتاج ، وتعهد بمنع إنشاء عملة رقمية للبنك المركزي يديرها الفيدرالي، وهي شكل رقمي من أموال البنك المركزي التي ستكون متاحة للجميع. وبينما لا تزال العملة الرقمية قيد الاستكشاف يعارض العديد من أنصار العملات المشفرة عملة رقمية تديرها الحكومة المركزية.
ربما يكون تبني العملات المشفرة وسيلة أخرى لحملة ترامب لاستهداف الرجال الأصغر عمراً، ربما من خلال التواصل مع المؤثرين المحافظين، كما أن العملات المشفرة تجتذب حلفاءه الذين يشعرون بالقلق إزاء نفوذ الحكومة على الأسواق العالمية، ويشعرون بالقلق بشكل عام بشأن مدى وصول ما يسمى «الدولة العميقة».
وبالفعل قال داستن ستوكتون، الناشط المؤيد لترامب والذي تحول إلى مؤثر في مجال العملات المشفرة، إنه يدعم مساعي الرئيس السابق في مجال العملات المشفرة والإطلاق القادم لمنصة ليبرتي.
ويعتقد أن مشاركة عائلة ترامب وانخراطها ومعرفة ما هو أساس العملات المشفرة، هو في الواقع شيء إيجابي، وأشار ستوكتون إلى إدارة باعتبارها معادية للعملات المشفرة، مستشهداً بقيام رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات، جاري جينسلر، بملاحقة بعض الشركات مثل باينانس و«كوين بايس».
* مراسلة وكالة «أسوشيتد برس»

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا