اقتصاد / ارقام

مع تغول منافستها الصينية .. أيام مجد شركات صناعة السيارات العالمية في انتهت

  • 1/6
  • 2/6
  • 3/6
  • 4/6
  • 5/6
  • 6/6

سيطرت شركات صناعة السيارات الأجنبية على سوق السيارات في لعقود من الزمن، تمكنت خلالها من بيع ملايين المركبات وجني أرباح بمليارات الدولارات على مدار تلك الفترة، ولكن "أيام المجد" لتلك الشركات على وشك أن تذهب بلا رجعة، وسط سيطرة من قبل منافستها الصينية.

 

وتعدّ الصين ثقلاً كبيراً في مبيعات السيارات عالمياً، إذ إن نحو ثلث مبيعات المركبات على هذا الكوكب تتم في الصين، لذا فإن السوق الصينية بمثابة منجم الذهب لشركات صناعة السيارات حول العالم.

 

 

وشكلت مبيعات السيارات الصينية نحو 30% من مبيعات السيارات العالمية في الفترة من عام 2016 إلى عام 2018، ثم انخفضت إلى 29% في عام 2019، إلا أنها ارتفعت إلى 33% في عام 2022.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

أحدث علامات السقوط

 

جاءت أحدث علامة على التحديات الكبيرة التي تواجه شركات صناعة السيارات التقليدية خلال الأسبوع الماضي، عندما حذرت فولكس فاجن من أنها قد تغلق مصانعها في ألمانيا لأول مرة في تاريخها، في محاولة لخفض التكاليف.

 

وجاء هذا التحذير بعدما خسرت الشركة ما يقرب من ثلث قيمتها على مدى السنوات الخمس الماضية، ما يجعلها الأسوأ أداء بين شركات صناعة السيارات الأوروبية الكبرى.

 

وفي الصين، أكبر سوق لها، شهدت شركة السيارات الألمانية انخفاض تسليماتها بأكثر من الربع مقارنة بثلاث سنوات مضت، إذ سلمت الشركة نحو 1.34 مليون سيارة في النصف الأول من هذا العام.

 

وفي العام الماضي، فقدت الشركة صدارتها كأكبر علامة تجارية للسيارات مبيعاً في الصين لصالح بي واي دي، حيث تخلت عن اللقب الذي احتفظت به منذ عام 2000 على الأقل.

 

وجاءت تلك الخسائر بعد الصعود السريع لصانعي السيارات الكهربائية المحليين في الصين، مثل بي واي دي وإكس بينج، وهو ما يقلب سوق الركاب الأكبر على هذا الكوكب ويترك أكبر شركات صناعة السيارات في العالم في الجانب الخاسر.

 

 

فولكس فاجن ليست الوحيدة

 

لكن فولكس فاجن، ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم بعد تويوتا، ليست الشركة الوحيدة التي تواجه مشكلات.

 

فورد وجنرال موتورز كانتا أيضاً من بين الشركات التي شهدت تراجعاً في المبيعات والحصة السوقية في الصين حيث يتجه المستهلكون المحليون لرفض العلامات التجارية الأجنبية وشراء الصينية بدلاً من ذلك.

 

أكثر سيارات الركاب مبيعاً على مستوى العالم في عام

الترتيب

 

الطراز

 

عدد السيارات المباعة

(بالمليون)

1

 

واي (تسلا)

 

1.15

2

 

كورولا (تويوتا)

 

1.13

3

 

راف فور (تويوتا)

 

0.93

4

 

إف (فورد)

 

0.90

5

 

سي آر في (هوندا)

 

0.72

 

وفي يوليو الماضي، انخفضت حصة مبيعات شركات صناعة السيارات الأجنبية في السوق الصينية إلى 33% مقابل 53% في الشهر نفسه قبل عامين، وفقاً لبيانات من رابطة سيارات الركاب الصينية.

 

ومع تزايد الاتجاه نحو شراء السيارات الكهربائية في الصين، تسببت مبيعات تلك السيارات في نمو حصة الشركات الصينية بالسوق المحلية بشكل مطرد في العامين الماضيين.

 

وتتعرض أرباح شركات صناعة السيارات في الصين للضغوط أيضاً، ففي الربع المنتهي في 30 يونيو، انخفضت أرباح المشاريع المشتركة لشركة تويوتا في الصين بنسبة 73% مقارنة بالعام السابق، وفقاً للبيانات المالية.

 

والأسوأ من ذلك، أن المشاريع المشتركة لشركة جنرال موتورز في الصين (لديها 10 مشاريع هناك) سجلت خسائر ربع سنوية متتالية هذا العام.

 

وانخفضت مبيعات شركة صناعة السيارات الأمريكية في الصين إلى النصف من ذروة تجاوزت 4 ملايين في عام 2017 إلى 2.1 مليون العام الماضي.

 

وقالت الرئيسة التنفيذية للشركة "ماري بارا": "إن قِلة قليلة من الناس يكسبون المال (في الصين)".

 

حرب الأسعار

 

ارتفاع حصة مبيعات السيارات الكهربائية في الصين جعلها مؤثراً كبيراً في مسار السوق، وطالت حرب أسعار السيارات الكهربائية الوحشية والمطولة في الصين العديد من شركات صناعة السيارات المحلية.

 

 كما أضرت بشركات صناعة السيارات الأجنبية والتي اضطرت في نهاية المطاف إلى إعادة هيكلة أعمالها أو إغلاق أنشطتها المترامية الأطراف في البلاد.

 

 

وفي أكتوبر الماضي، أعلنت شركة ميتسوبيشي موتورز اليابانية أنها ستنهي إنتاج سياراتها في مشروعها المشترك في الصين، بعد سنوات من انخفاض المبيعات.

 

كما اتخذت هوندا وهيونداي وفورد خطوات جذرية في هذا الإطار شملت تسريح عمال وإغلاق مصانع بهدف خفض التكاليف، وفقًا لبيانات الشركات المالية.

 

وقال "مايكل دون"، وهو من قدامى المحاربين في صناعة السيارات والرئيس التنفيذي لشركة دون إنسايتس، وهي شركة استشارية تركز على السيارات الكهربائية: "انتهت أيام المجد التي كانت تتمتع فيها (شركات السيارات الأجنبية) بمعدلات نمو عالية وأرباح ضخمة (في الصين)".

 

ورسم صورة أكثر قتامة لمستقبل تلك الشركات بقوله: "إذا كنت علامة تجارية في السوق الصينية (يعني شركات السيارات)، فإن أيامك معدودة".

 

وتتوقع وكالة الدولية أن تصل مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات والسيارات الهجينة في الصين إلى 10 ملايين هذا العام، وهو ما يمثل ما يقرب من نصف مبيعات السيارات في البلاد، مقارنة بـ1.1 مليون فقط قبل أربع سنوات.

 

وتمتلك مبيعات السيارات الكهربائية المنتجة من قبل الشركات الصينية فرصًا أفضل بكثير من مثيلاتها الأجنبية مع انخفاض أسعارها وتنوع طرازاتها في السوق.

 

ومثلت مبيعات السيارات الكهربائية الصينية نحو 60% من المبيعات حول العالم في عام 2023، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية وهو رقم مرشح للزيادة في السنوات المقبلة، فيما باعت الشركات غير الصينية الـ40% المتبقية.

 

 

وتنافست كل من شركة تسلا الأمريكية وبي واي دي الصينية على صدارة مبيعات السيارات الكهربائية في العالم، ففي الربع الأخير من عام 2023، تجاوزت بي واي دي تسلا كأكبر شركة مصنعة للسيارات الكهربائية في العالم من حيث المبيعات، إلا أن الشركة الأمريكية استعادت اللقب في الربع الأول من هذا العام.

 

اختلاف الأجيال

 

اختلاف الأجيال يلعب دورًا مهمًا هو الأخر في الإضرار بمبيعات الشركات الأجنبية وفي هذا الإطار قال "تو لي"، المدير الإداري لشركة سينو أوتو إنسايتس الاستشارية: "في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان الآباء هم من اشتروا الكثير من السيارات ولم يثقوا في أي من العلامات التجارية الصينية".

 

وأضاف أن "السوق الحالية هي أطفالهم ... لقد نشؤوا وهم يشترون الأشياء من علي بابا، ويشترون الأشياء من جي دي دوت كوم، ويستخدمون وويشات"، وكلها علامات لشركات صينية وبالتالي فإن فكرة شراء علامة تجارية صينية لا تحمل الدلالة السلبية نفسها التي كانت لدى جيل الآباء.

 

توحش الشركات الصينية

 

ولا يكتفي صانعو السيارات الكهربائية في الصين بالنجاح في الداخل فقط، إذ تشهد صادرات سيارات الركاب في البلاد ارتفاعًا هائلًا حيث قفزت بأكثر من 60% العام الماضي مقارنة بالعام السابق لتتجاوز 4 ملايين، وهو ما يجعل الصين أكبر مصدر للسيارات في العالم، متقدمة على وألمانيا، وذلك بحسب جمعية مصنعي السيارات الصينية، وكان أكثر من ربع هذه الصادرات من السيارات الكهربائية.

 

ورغم أن اليابان تقول إنها لا تزال تحتفظ بالمركز الأول وليست الصين، فإنه في نهاية المطاف أصبح التنين الصيني قاب قوسين أو أدني من الصدارة حتى باعتراف المصادر الرسمية اليابانية.

 

 

وفي العام الماضي، باعت شركة بي واي دي رقمًا قياسيًا بلغ 3.02 مليون سيارة على مستوى العالم، بما في ذلك السيارات الهجينة القابلة للشحن، بزيادة 62% عن عام 2022.

 

وبالمقارنة، سلمت فولكس فاجن 1.02 مليون سيارة كهربائية وهجينة قابلة للشحن، بزيادة 26% عن عام 2022. وفي الوقت نفسه، باعت شركة تسلا، التي تصنع سيارات كهربائية بالكامل فقط، 1.8 مليون.

 

وفي عام 2023، جرى بيع أكثر من 21 مليون سيارة جديدة في السوق الصينية، مع زيادة المبيعات بنسبة 5.6% على أساس سنوي، وفقًا لجمعية مصنعي السيارات الصينية.

 

أكثر شركات السيارات مبيعًا في الصين خلال 2023

الترتيب

 

الشركة

 

عدد السيارات
(بالمليون)

 

نسبة التغير

(%)

1

 

بي واي دي

 

2.57

 

+43.3

2

 

فولكس فاجن

 

2.23

 

-0.2

3

 

تويوتا

 

1.70

 

-3.8

4

 

هوندا

 

1.19

 

-12.3

5

 

شانجان

 

0.96

 

-3.5

 

وقد أدى التهديد الذي تشكله الشركات الصينية على صناعات السيارات العريقة في أوروبا وأمريكا الشمالية إلى موجة من زيادات التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت الرسوم الجمركية الأعلى ستكون كفيلة بوقف توغل الشركات الصينية.

 

الشراكات المحلية ملجأ الشركات العالمية

 

ورغم التحديات التي تواجها الشركات السيارات العالمية في الصين، فإنها لا تزال سوقًا كبيرة جدًا لا يمكن تركها تمامًا، بل إنها تتحول بسرعة إلى مركز عالمي لصنع وتصدير السيارات الكهربائية، لذا فإن تلك الشركات تميل بشكل كبير إلى عقد شراكات محلية بشكل يضمن تواجدها بهذا السوق.

 

وفي العام الماضي، اشترت فولكس فاجن حصة 5% في إكس بينج مقابل 700 مليون دولار، واتفقت على شراكة استراتيجية لتطوير المركبات بشكل مشترك في محاولتها لوقف اتجاه الانخفاض في مبيعاتها بالصين.

 

وبعد أشهر، اشترت شركة ستيلانتيس، التي تصنع سيارات سيتروين وفيات وبيجو، حصة 20% في شركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية ليبموتور مقابل نحو 1.5 مليار يورو (1.7 مليار دولار).

 

 

في الوقت نفسه، تعمل شركات صناعة السيارات الصينية على توسيع نطاق بصماتها العالمية على نحو سريع، حيث تخطط شركة بي واي دي لإنشاء مصانع في تايلاند والمجر، من بين دول أخرى، كما اشترت الشركة موزعها الألماني هيدين إلكتريك لتوسيع نطاقها في أوروبا، وفقًا لبيان صدر يوم الجمعة الماضي.

 

ومع استمرار الصراع على من سيحصل على حصة أكبر في كعكعة مبيعات السيارات في الصين، فإن الشركات العالمية أصبحت مدركة تمامًا أنها لن تكون عند مستوياتها نفسها في السابق.

 

المصادر: أرقام- رويترز- رابطة سيارات الركاب الصينية- سي إن إن- كار نيوز إتشاينا- ستاتيستا

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا