تتصاعد الرهانات في «وول ستريت» على خفض كبير للفائدة من قبل «الاحتياطي الفيدرالي» خلال اجتماعه المقرر يومي 17 و18 سبتمبر المقبلين.
ويتوقع المتداولون الآن احتمالات بنسبة 49% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الأسبوع المقبل، مقارنة بـ 15% في وقت سابق.
وارتفعت احتمالات خفض أسعار الفائدة بنسبة 0.5% وسط تقارير نشرتها صحيفة فاينانشال تايمز وصحيفة وول ستريت جورنال تفيد بأن حجم قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في 18 سبتمبر سيكون قريباً. وإضافة إلى المناقشة، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق المؤثر في نيويورك بيل دادلي: «إن هناك حجة قوية لخفض أعمق».
توقعات «فيتش»
وأشارت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، في مذكرة، بأن دورة تخفيف أسعار الفائدة التي يعتزم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تنفيذها ستكون «معتدلة» وفقاً للمعايير التاريخية.
وفي تقريرها عن التوقعات الاقتصادية العالمية لشهر سبتمبر، توقعت «فيتش» خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعي البنك المركزي في سبتمبر وديسمبر، قبل أن يخفض أسعار الفائدة بمقدار 125 نقطة أساس في عام 2025 و75 نقطة أساس في عام 2026.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا سيصل إلى إجمالي 250 نقطة أساس من التخفيضات في 10 خطوات على مدار 25 شهراً، وأن متوسط التخفيض من أسعار الذروة إلى القاع في دورات التخفيف من قبل الفيدرالي السابقة حتى منتصف الخمسينات من القرن الماضي كان 470 نقطة أساس، مع متوسط مدة 8 شهور.
وجاء في التقرير: «أحد الأسباب التي تجعلنا نتوقع أن يمضي بنك الاحتياطي الفيدرالي في تخفيف السياسة النقدية بوتيرة خفيفة نسبياً، هو أن التضخم ما زال حاضراً، وهناك ما يجب القيام به تجاهه».
صندوق النقد الدولي
إلى ذلك، قال صندوق النقد الدولي، الخميس: «إن من المناسب أن يبدأ مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي دورة تيسير نقدي طال انتظارها في اجتماعه الأسبوع المقبل مع انحسار المخاطر الصعودية للتضخم».
وقالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي جولي كوزاك في مؤتمر صحفي اعتيادي: «إن الصندوق يتوقع تباطؤ الاقتصاد الأمريكي في الفترة المتبقية من العام، وأن ينعكس ذلك في توقعاته المحدثة لآفاق الاقتصاد العالمي في أكتوبر/تشرين الأول».
وأوضحت أن «صندوق النقد الدولي يتوقع أن ينهي مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة عام 2024 عند 2.5% ويعود إلى هدف البنك المركزي الأمريكي البالغ 2% بحلول منتصف عام 2025، وتظهر أحدث البيانات مخاطر صعودية أقل لهذا المسار».
وأضافت كوزاك: «هذا يعني أننا نرى بداية وشيكة لدورة تيسير، وفقاً لما يرد من مجلس الاحتياطي الاتحادي، حسب الحاجة.. ومع ذلك، فإن المخاطر الصعودية للتضخم، على الرغم من تراجعها، لم تختف تماماً، وسيتعين على الاحتياطي الاتحادي الاستمرار في قياس وتيرة ومدى خفض أسعار الفائدة في ضوء البيانات الاقتصادية الواردة في المستقبل».
بنك «سيتي»
وكان راهن المتداولون في بنك «سيتي» على ثلاثة تخفيضات بمقدار نصف نقطة في أسعار الفائدة من قِبل الاحتياطي الفيدرالي قبل نهاية العام 2024، وهو رهان يتجاوز كلاً من السوق وتوقعات خبراء الاقتصاد في البنك.
وبذلك يتوقع المتداولون في «سيتي» رفع الاحتياطي الفيدرالي الفائدة 150 نقطة أساس.
وأفاد قسم تداول أسعار الفائدة قصيرة الأجل في البنك أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفف السياسة بشكل كبير، إذا لاحظ ضعفاً في سوق العمل. ويتجاوز هذا الرهان ما تم تسعيره في السوق من تخفيضات تصل إلى 100 نقطة أساس هذا العام، وهو أيضاً خطوة أبعد من توقعات خبراء الاقتصاد في «سيتي» الذين توقعوا منذ 2 أغسطس/آب تخفيضين بمقدار نصف نقطة في سبتمبر ونوفمبر، وتخفيضاً بمقدار ربع نقطة في ديسمبر. (وكالات)