اقتصاد / صحيفة الخليج

سردينيا.. أطلال الماضي وجمال الطبيعة في عمق «المتوسط»

إعداد: خنساء الزبير

جزيرة أخرى من جزر البحر الأبيض المتوسط تقع بين إسبانيا وتونس والريفييرا الفرنسية والبر الرئيسي الإيطالي، وهي واحدة من أكثر الوجهات الأوروبية جاذبية.
وبفضل رمالها البيضاء الرائعة ومياهها الفيروزية الشفافة، تشتهر الجزيرة كوجهة لقضاء العطل على الشاطئ، ولكن الأمر يستحق التعمق أكثر، لاكتشاف مسارات المشي والمعالم الحضرية والتراث الثقافي الفريد للجزيرة.
كلياري


عاصمة سردينيا وكبرى مدنها، وهي أفضل مكان لبدء الرحلة منها أو الانتهاء إليها، ويمكن التجول في الممرات الضيقة لقلعة إيل كاستيلو، وهي قلعة من العصور الوسطى تقع على قمة تل في كلياري، للاستمتاع بالمزيج المذهل من الأساليب المعمارية في كاتدرائية سانتا ماريا، والمناظر البعيدة المدى أعلى الفيل. 
والتعرف إلى تاريخ سردينيا المتعدد الطبقات في متحف الآثار الوطني الرائع، ثم الاستمتاع بالفنون في جاليريا كومونال دارتي.
وللتسوق وتناول الطعام والاستمتاع بالحياة الليلية، يمكن التوجه إلى منطقة مارينا الصاخبة على طول الواجهة البحرية المملوءة بأشجار النخيل. أما لراغبي المناطق الأكثر هدوءاً، فالمكان المناسب هو النوافير والحدائق في أورتو بوتانيكو أو الرمال الواسعة في شاطئ بويتو.
خليج أوروساي


بفضل منحدرات الحجر الجيري، التي تغوص في مياه البحر الأبيض المتوسط المتلألئة، يعد خليج أوروساي من أكثر الوجهات الساحلية المذهلة في أوروبا.
ويعد التقاء الأرض والبحر هنا مفاجئاً للغاية، لدرجة أن أفضل شواطئ الخليج، مثل كالا ماريولو، لا يمكن الوصول إليه إلا بالقارب أو سيراً على الأقدام.
والطريقة الأكثر مباشرة لاستكشاف هذا الامتداد الساحلي، تكون من خلال جولة بالقارب من منتجع العطل كالا جونوني، والتي تأخذ السائح إلى داخل وخارج الكهوف والخلجان طوال اليوم.
ولمحبي المشي، فهناك واحدة من أفضل شبكات المسارات الساحلية في سردينيا، والتي تمتد جنوب أوروساي من كالا لونا إلى كالا سيسين. أما لهواة التسلق فإن الجائزة الكبرى هي سيلفاجيو بلو، وهو مسار يستغرق عدة أيام يأخذ الشخص إلى واجهات المنحدرات في مناظر طبيعية خلابة على شاطئ البحر.
أرخبيل مادالينا


ينتشر هذا الأرخبيل على المياه الهادئة في شمال شرق سردينيا، والذي تحول منذ عام 1994 إلى متنزه وطني.
ومن منتجع بالاو الساحلي الصغير، تقدم شركات تشغيل القوارب الصغيرة رحلات يومية لزيارة الجزر؛ لمشاهدة الدلافين واستكشاف الشواطئ النائية، بينما تقوم العبارات برحلة مدتها 15 دقيقة إلى أكبر جزيرتين في الأرخبيل، هما مادالينا وكابريرا.
وللتمتع بتجربة مريحة، يمكن التجول في شارع مخصص للمشاة في المركز التاريخي لمدينة لا مادالينا، ثم التوقف لتناول مشروب أثناء النزهة المسائية. وخلال النهار التوجه 7 كم شرقاً عبر الطريق المؤدي إلى «كومبينديو غاريبالدينو»، ذلك العقار المترامي الأطراف الشهير. 
نوراغي سو نوراكسي


توفر المواقع الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في سردينيا، والمعروفة باسم نوراغي، لمحة آسرة عن عصور ما قبل التاريخ في الجزيرة. ومن لا يسمح بوقته إلا بزيارة موقع واحد فقط من الأفضل له التركيز على نوراغي سو نوراكسي، التي تقع على بعد ساعة تقريباً شمال كالياري.
وبمرور الوقت تآكلت الأبراج المخروطية الأربعة، التي كانت تهيمن على المشهد الطبيعي، ولكن من السهل استحضار صور قرية العصر البرونزي، التي كانت قائمة هناك ذات يوم، وذلك أثناء تسلق الدرجات الحجرية والتنقل عبر الممرات الضيقة. 
وتتمثل القطعة المركزية للموقع في جزء من برج ضخم يبلغ ارتفاعه 18 متراً محاطاً بفناء دائري بجدران بسمك 7 أمتار.
ألغيرو


عند النظر غرباً عبر البحر الأبيض المتوسط نحو إسبانيا يستشعر الرائي الطابعين الأيبيرية والسردينية التي تجمع بينهما مدينة ألغيرو. واللغة الرسمية للمدينة هي الكتالونية، بينما تستحضر أسوارها الذهبية اللون التي تعود إلى القرن السادس عشر أيام الحكم الأراغوني.
وبالصعود إلى برج الجرس بجوار الكاتدرائية يحصل الشخص على مناظر بانورامية للشوارع المرصوفة بالحصى والقصور القوطية، بينما تطل عليه مياه ريفييرا ديل كورالو المتلألئة.
وللاستمتاع بشكل كامل بأجواء العطلة المريحة في ألغيرو يمكن القيام بنزهة مسائية على طول «سي وولز» المحاطة بثلاثة أبراج خلابة، وتصطف على جانبيها شرفات المطاعم في الهواء الطلق.
سوبرامونتي


سيعجب المتنزه هناك بجبل سوبرامونتي، وهو عبارة عن كتلة صخرية من الحجر الجيري تتخللها وديان عميقة وبعيدة، وتتقاطع معها مسارات المشي الرائعة. وإلى الجنوب مباشرة من دورجالي، يمر مسار المشي ذهاباً وإياباً لمسافة 8 كم إلى جولا سو جوروبو، عبر وادٍ ساحر مثالي للسباحة أو التنزه على ضفاف النهر، ثم يضيق فجأة إلى مضيق مذهل، حيث يمكن القفز من الصخور الضخمة إلى أعلى النهر بين المنحدرات الشاهقة متعددة الألوان.
كما أن قرية تيسكالي التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، والتي تنام جدرانها الحجرية ومبانيها المدمرة تحت ظلال أشجار البلوط والتربنتين، محاطة ببقايا كهف ضخم كان يستخدم في السابق كنقطة مراقبة.
بارباجيا


كانت منطقة التلال الوعرة الواقعة جنوب مدينة نورو آخر معقل سرديني لغزاة الرومان، فأطلقوا عليها اسم بارباجيا (المرادف لكلمة بربري). ولا تزال التقاليد القديمة قائمة في المهرجانات، التي تقام في المنطقة وأبرزها مهرجان «فيستا دي سانت أنطونيو أباتي»، الذي يقام في منتصف شهر يناير/كانون الثاني عندما تضيء النيران شوارع قرية مامويادا ويسير رجال ملثمون يرتدون جلود الأغنام، ويحملون أجراس الأبقار في شوارع المدينة.
ويعد متحف ديلي ماشيري ميديتيراني في مامويادا أفضل شيء بعد ذلك، مع رائعة للأقنعة والأزياء ومقاطع الفيديو. أما قرية أورغوسولو القريبة فهي مكان مذهل آخر لاستكشافه.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا