تشهد صناعة الرقائق الإلكترونية تغيرات جذرية في 2025، مع تركيز غير مسبوق على التحديات والفرص التي تواجه كبرى الشركات العالمية في هذا القطاع الحيوي. فمن الولايات المتحدة إلى تايوان والصين، يتصاعد التنافس التجاري والتكنولوجي بشكل غير مسبوق، مما يترك آثارًا عميقة على الأسواق العالمية، وفق ما أورده موقع "بيزنس إنسايدر" العالمي.

دور أمريكا في تعزيز الإنتاج المحلي

تعمل الولايات المتحدة على تقليل اعتمادها على الموردين الخارجيين من خلال استثمارات ضخمة في تطوير صناعة الرقائق المحلية. وقّعت الحكومة الأمريكية في السنوات الأخيرة عدة مبادرات، أبرزها قانون "CHIPS and Science Act"، الذي خصص عشرات المليارات لدعم الشركات المحلية مثل Intel وQualcomm.
اقرأ أيضاً: الصين تكسب جولة في سباق تطوير معدات تصنيع الرقائق الإلكترونية.. ما القصة؟
وفي 2025، يتوقع أن تتسارع وتيرة هذه الاستثمارات، مدفوعة بالمخاوف الأمنية والرغبة في السيطرة على تقنيات الجيل التالي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.

تايوان: لاعب رئيسي في مواجهة التحديات الجيوسياسية

لا تزال تايوان، موطن شركة TSMC العملاقة، في قلب صناعة الرقائق العالمية، حيث تسيطر على أكثر من 50% من السوق. ومع ذلك، تواجه البلاد تحديات جيوسياسية متزايدة، وسط ضغوط متزايدة من الصين وتصاعد التوترات الإقليمية. يتوقع أن تستمر TSMC في توسيع عملياتها الخارجية، خاصة في الولايات المتحدة واليابان، لتقليل المخاطر المرتبطة بالموقع الجغرافي.

الصين: طموح لا يتوقف

من جانبها، تضاعف الصين جهودها لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال أشباه الموصلات. تعاني الشركات الصينية من قيود التصدير التي فرضتها الولايات المتحدة، مما يدفعها إلى الاستثمار في البحث والتطوير لتعزيز قدرتها الإنتاجية.
اقرأ أيضاً: هبوط شركات الرقائق يثير مخاوف مستثمري أسهم التكنولوجيا الأمريكية
وفي 2025 أيضاً، من المتوقع أن تشهد السوق الصينية نموًا كبيرًا بفضل دعم حكومي قوي ومشاريع مشتركة مع شركات آسيوية وأوروبية.

التحديات المستقبلية في قطاع الرقائق

رغم التوسع الكبير في القدرات الإنتاجية، تواجه شركات الرقائق تحديات متعددة في 2025، أبرزها ارتفاع تكاليف المواد الخام: مما قد يؤثر على أسعار المنتجات النهائية. والطلب العالمي المتقلب مع زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية. إضافة إلى التوترات الجيوسياسية، التي تهدد استقرار سلاسل التوريد العالمية.

توقعات سوق الرقائق في 2025

يتوقع الخبراء أن تستمر صناعة الرقائق في تحقيق نمو قوي، مدفوعة بالطلب المتزايد على تقنيات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي. كما يُرجّح أن تتحول المزيد من الشركات نحو الاستدامة في إنتاج الرقائق لتقليل انبعاثات الكربون وتلبية المعايير البيئية العالمية.
ومع تسارع وتيرة التطورات التقنية والتوترات الجيوسياسية، يبدو أن عام 2025 سيكون عامًا محوريًا لصناعة الرقائق الإلكترونية. ستظل المنافسة شرسة بين الولايات المتحدة، تايوان، والصين، مما سيعيد تشكيل خريطة هذه الصناعة ويحدد ملامحها لعقود قادمة.
ويُشار إلى أن أسعار الرقائق شهدت ارتفاعًا بنسبة 12% خلال الربع الأخير من 2024، ومن المتوقع استمرار هذا الاتجاه في النصف الأول من 2025.