عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

اختيار ترامب السيناتور فانس لمنصب نائب الرئيس يستهدف الطبقة المتوسطة

  • 1/2
  • 2/2

طوال فترة هيمنة دونالد ترامب على الحزب الجمهوري، افترض قسم كبير من المؤسسة القديمة أنها يمكن أن تنتظره حتى يعود في نهاية المطاف إلى اعتناق النزعة المحافظة التي تبناها رونالد ريغان، ففي نهاية المطاف يتمتع ترامب بموهبة سياسية فريدة من نوعها، لكنه لم ينتج برنامجاً سياسياً متسقاً وشاملاً، ومع ذلك فإن اختيار المرشح الرئاسي الجمهوري لجيمس ديفيد فانس المعروف بـ«جاي دي فانس»، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، لمنصب نائب الرئيس، يجعل من المرجح أن تستمر حركة «ماغا»، وهي كلمة تختصر شعار دونالد ترامب الانتخابي «لنجعل أميركا عظيمة من جديد»، إلى ما بعد فترة وجود ترامب في السياسة.

وكتب ترامب في 15 يوليو الماضي: «قررت أن الشخص الأنسب لتولي منصب نائب رئيس الولايات المتحدة هو السيناتور جاي دي فانس»، منهياً بذلك عملية استبعاد للمرشحين المحتملين. وأضاف أن فانس «سيركز بقوة على الأشخاص الذين ناضل من أجلهم ببراعة، العمال والمزارعين الأميركيين في بنسلفانيا، وميشيغان، وويسكونسن، وأوهايو، ومينيسوتا، وما هو أبعد من ذلك».

وصعد الرجل البالغ من العمر 39 عاماً إلى الشهرة الوطنية من خلال مذكراته الأكثر مبيعاً لعام 2016 بعنوان «مرثية هيلبيلي»، والتي تم تحويلها لاحقاً إلى . ونشأ فانس في عائلة من الطبقة العاملة متدنية اجتماعياً، لكنه سرعان ما ارتقى فوق نشأته المتواضعة، وخدم في مشاة البحرية وتخرج في كلية الحقوق بجامعة ييل العريقة، وانضم في إلى «ميثريل كابيتال»، وهي شركة رأسمال استثماري أنشأها بيتر ثيل، أحد مؤسسي «باي بال» الشهيرة لتحويل المال عبر الإنترنت.

كما كتب فانس، الذي وصف نفسه ذات يوم بأنه «رجل لن يتبنى أفكار ترامب أبداً»، لمنافذ إعلامية محافظة مثل «ناشيونال ريفيو» في وقت قريب من نشر كتابه، وكتب في رسالة خاصة في عام 2016: «أتأرجح ذهاباً وإياباً بين الاعتقاد بأن ترامب أحمق ساخر مثل نيكسون الذي لن يكون بهذا السوء (وربما يكون مفيداً)، أو أنه هتلر أميركا». لقد تحول منذ ذلك الحين إلى واحد من أشد المدافعين عن ترامب.

وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، أصبح فانس متعاطفاً بشكل متزايد، واهتم بإرساء أساس فكري أكثر صلابة لحركة «ماغا»، لكنه ليس موهبة سياسية طبيعية. وحتى مع تأييد ترامب فاز فانس بأقل من ثلث الأصوات في الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ الجمهوري في ولاية أوهايو في عام 2022. وفي الانتخابات العامة كان أداؤه أقل من أداء الجمهوريين الآخرين على مستوى الولاية، حيث حقق حاكم الولاية هامش فوز أكبر بنحو 20 نقطة من هامش فوزه، ولكن فانس أصبح واحداً من أقل المرشحين لمنصب نائب الرئيس خبرة في التاريخ الأميركي. وريتشارد نيكسون الذي تم اختياره أيضاً وهو في الـ39 من عمره، قضى ست سنوات طويلة نسبياً في «الكونغرس» قبل أن يصبح نائب الرئيس دوايت أيزنهاور.

كما أن فانس غير معروف نسبياً، إذ أظهر استطلاع أجرته شبكة «سي إن إن» في يونيو أن 56% من الأميركيين لم يسمعوا عنه قط. وستقضي حملة الأشهر القليلة المقبلة في مهاجمة فانس بسبب انتقاداته القديمة لترامب وولائه له بعد ذلك. وقالت رئيسة حملة بايدن، جين أومالي ديلون، بعد أن أعلن ترامب اختياره: «اختار دونالد ترامب جاي دي فانس نائباً له لأن الأخير سيفعل ما لم يفعله مايك بنس في السادس من يناير».

سياسي من جيل الألفية

إن فانس هو في الواقع محارب من نوع مختلف ومستعد لدعم ترامب في أي موقف تقريباً، وقال إنه لم يكن ليصدق على نتائج انتخابات 2020 لو كان نائباً للرئيس. وفانس أول سياسي من جيل الألفية يحصل على تذكرة رئاسية يتبع أيضاً رئيسه من الجيل القديم في قضاء الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي 13 يوليو أعلن أن «خطاب حملة بايدن أدى مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترامب»، قبل معرفة أي شيء عن مطلق النار.

وبقدر ما أسهم فانس في فظاظة الخطاب السياسي الأميركي فإن تأثيره على السياسة قد يكون أكثر ضرراً. وقال المستشار السابق لترامب، ستيف بانون، الشهر الماضي إن دونالد ترامب كان «معتدلاً في حركة ماغا»، وإذا كان الأمر كذلك فإن فانس يعتمد الآن بقوة على الجناح الأكثر تشدداً للحركة.

وسرعان ما أثبت فانس نفسه باعتباره أحد الانعزاليين الرائدين في مجلس الشيوخ الأميركي، وهو داعم لإسرائيل لكنه أكثر تناقضاً في ما يتعلق بتايوان. وقد أوضح ازدراءه لأوكرانيا، وقال قبل أيام من الهجوم الروسي في عام 2022: «أنا لا أهتم حقاً بما يحدث لأوكرانيا بطريقة أو بأخرى». وقد وصف ذات مرة زيارة الرئيس فولوديمير زيلينسكي للكونغرس بأنها «غريبة».

دعم التصنيع المحلي

من الإيجابيات الواضحة في نهج فانس تركيزه على الاقتصاد المؤيد للأسرة. إنه ينتمي إلى جناح في الحزب الجمهوري يدعم سياسات مثل توسيع الائتمان الضريبي للأطفال. وفي هذا السياق أشاد المفكر الاقتصادي المحافظ، أورين كاس، باختيار فانس لمنصب نائب الرئيس، لأنه كان رائداً في «دعم التصنيع المحلي، ومواجهة وول ستريت، وبناء قوة العمال». وعمل فانس أيضاً جنباً إلى جنب مع الديمقراطيين على مشروع قانون سلامة السكك الحديدية، وقال إن لينا خان التي عينها بايدن رئيسة للجنة التجارة الفيدرالية «تقوم بعمل جيد جداً».

هناك مكان آخر غير فيه فانس الذي تحول إلى الكاثوليكية موقفه أيضاً بشأن الإجهاض، وقد وصف ذات مرة الإجراء بأنه «قتل»، وتحدث بتشكك حول الاستثناءات في حالة الاغتصاب. وأيد فرض حظر وطني في عام 2022، لكنه توصل منذ ذلك الحين إلى موقف ترامب المتمثل في ضرورة ترك القضية للولايات، كما أنه يدعم الوصول إلى حبوب «ميفيبريستون» للإجهاض.

وربما يكون الاستنتاج الأكثر تفاؤلاً من كل هذا هو أن آراء فانس مدفوعة بالانتهازية السياسية أكثر من القناعة الإيديولوجية الحقيقية، وأنه لايزال بإمكانه العودة إلى مكان أكثر منطقية.

وبعد إطلاق النار عليه، قال ترامب للصحافيين إنه خطط لإجراء تغييرات على خطاب قبوله في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، وسيسعى إلى توجيه رسالة موحدة، وأتيحت لترامب أيضاً فرصة اختيار نائب له يمكنه أن يضرب على وتر حساس مماثل، وكان من الممكن أن تطمئن نيكي هايلي، منافسته على ترشيح الحزب الجمهوري، أو جلين يونجكين، حاكم ولاية فرجينيا، الجمهوريين المعتدلين والناخبين المستقلين. لقد اتخذ ترامب الخيار الأكثر إثارة للانقسام. وفانس جديد إلى حد ما في واشنطن، لكنه قد يبقى هناك لفترة طويلة جداً.

عن «الإيكونوميست»

. حتى مع تأييد ترامب فاز فانس بأقل من ثلث الأصوات في الانتخابات التمهيدية عام 2022.

. أظهر استطلاع أجري في يونيو أن 56% من الأميركيين لم يسمعوا عن فانس.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا