عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

الاتحاد الأوروبي يسعى لتعزيز مصالحه بتوقيع اتفاقية أمنية مع

قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، ديفيد مكاليستر، إن مقترح حزب العمال البريطاني للسياسة الخارجية والأمن مع الاتحاد الأوروبي يبدو «واعداً للغاية»، مضيفاً أن الحكومة البريطانية يجب أن تستغل الأسابيع والأشهر المقبلة للتوصل إلى مقترحات «ملموسة بقدر الإمكان».

وقال عضو البرلمان الأوروبي المخضرم والحليف المقرب من رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن مثل هذا الاتفاق يجب أن يغطي الأمن الاقتصادي والمناخي والصحي والإلكتروني وأمن . وتتداخل قائمته مع مجموعة واسعة من الأفكار التي اقترحها خارجية المملكة المتحدة، ديفيد لامي، الذي التقى أخيراً بنظرائه في برلين واستوكهولم، وبيدغوشتش شمال بولندا.

وفي حديثه لصحيفة «الغارديان» قبل قمة المجموعة السياسية الأوروبية التي جمعت قادة من 45 دولة أوروبية في قصر بلينهايم، الخميس، قال مكاليستر: «لقد أردنا دائماً تعاوناً أمنياً أوثق بعد خروج من الاتحاد الأوروبي»، متابعاً: «في الوقت الحالي لدى الاتحاد الأوروبي علاقات أكثر تنظيماً مع الولايات المتحدة وكندا والنرويج، مقارنة بعلاقاتنا مع المملكة المتحدة، لذا إذا كان ديفيد لامي ووزير الدفاع جون هيلي يدعوان إلى إبرام اتفاقية أمنية مع الاتحاد الأوروبي، فأعتقد أن هذا سيكون موضع ترحيب في بروكسل».

وليس المقصود من اتفاقية الشراكة الأوروبية التي اقترحها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مناقشة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، لكنها تمنح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مرحلة لعرض نهج جديد تجاه الاتحاد. وبالنسبة للحكومة الجديدة، فهي لحظة رمزية قوية. وسيسعد دبلوماسيو الاتحاد بوضع حد للاتهامات والانتقادات المتبادلة في سنوات خروج بريطانيا من الكتلة الأوروبية، بينما يقولون إن العلاقات تحسنت بالفعل مع التوقيع على اتفاقية وندسور الإطارية في عهد رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك.

تعاون خارجي وأمني

وقال مكاليستر، وهو أيضاً عضو حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي يمثّل يمين الوسط في ألمانيا الذي من المتوقع على نطاق واسع أن يتم تأكيده لولاية رابعة على التوالي رئيساً للجنة الشؤون الخارجية الأوروبية: «نأمل أن تسمح لنا الانتخابات هذه، بالبناء على الثقة والتقدم الذي تم إحرازه بالفعل مع حكومة رئيس الوزراء ريشي سوناك». وتابع: «هناك شيء واحد واضح يتمثل في فترة من الهدوء والدبلوماسية البنّاءة التي يمكن التنبؤ بأنها ستكون مفيدة للغاية لشراكتنا الثنائية».

وبشكل منفصل، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن هناك «أجواء جيدة» من الاتصالات المبكرة مع الحكومة البريطانية الجديدة، وإن أي اقتراح بشأن التعاون الخارجي والأمني «سيتم النظر فيه بعقل متفتح». وأراد الاتحاد الأوروبي دائماً إبرام اتفاقية خارجية وأمنية مع المملكة المتحدة، لكن رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون تخلى عن هذه الفكرة في سعيه إلى سياسة «بريطانيا العالمية» التي تجنبت التعامل مع المؤسسات الأوروبية.

ولا يرغب المسؤولون في بروكسل في إعادة فتح اتفاق ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الموقع مع حكومة جونسون، على الرغم من أنهم يرغبون في اتفاقيات جديدة بشأن تنقل الطلاب، وصيد الأسماك، عندما تنتهي الترتيبات الحالية في عام 2026.

وقال مكاليستر إنه يود أن يرى المملكة المتحدة «تنضم مرة أخرى وبسرعة» إلى برنامج «إيراسموس» لتبادل الطلاب، وينبغي على الجانبين «محاولة إزالة أكبر عدد ممكن من الحواجز أمام الشباب عندما يتعلق الأمر بالتنقل».

ولا يلعب البرلمان الأوروبي سوى دور محدود في السياسة الخارجية، لكنه يحدد ويعكس أجندة الاتحاد الأوروبي. ويعقد الاتحاد الأوروبي اجتماعات قمة منتظمة مع سويسرا والنرويج وكندا ونيوزيلندا والصين واليابان، لكن لا يوجد اجتماع رفيع المستوى مع جارته القريبة عبر القناة. وتهتم لندن وبروكسل بعقد اجتماعات قمة منتظمة بين الاتحاد والمملكة المتحدة.

مشاورات استراتيجية منتظمة

وقال مكاليستر إنه ينبغي للجانبين إجراء «مشاورات استراتيجية منتظمة على المستوى السياسي»، والتي وصفها بأنها دعوات لرئيس الوزراء البريطاني للانضمام إلى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، أو وزير الخارجية للقاء نظرائه في الاتحاد الأوروبي، حول نقاط جدول الأعمال ذات الصلة.

ومع ذلك، حذّر من أن بريطانيا لا يمكن أن تتوقع دعوة دائمة لحضور الاجتماعات الشهرية لوزراء خارجية الاتحاد. وتمت دعوة لامي إلى الاجتماع في أكتوبر، وهو الموعد التالي المتاح، لكن المسؤولين استبعدوا دعوة دائمة. وقال مسؤول ثانٍ في الاتحاد: «قطعاً لا، إنه أمر غير وارد».

وفي حين أن الكتلة تدعو بانتظام ضيوفاً من خارجها لحضور اجتماعات وزراء الخارجية، فقد حضرت المملكة المتحدة مرة واحدة فقط، وكان ذلك في مارس 2022، عندما ذهبت ليز تراس، كوزيرة للخارجية، إلى بروكسل في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا مباشرة.

وفيما قد يروق البريطانيين، اقترح مكاليستر أن المملكة المتحدة يمكن أن تلعب دوراً في برنامج ناشئ لزيادة مخزون الأسلحة والذخيرة الأوروبية، وهو برنامج صناعة الدفاع الأوروبية. وتقليدياً، تلحّ فرنسا على أن تقتصر الدفاع على شركات الاتحاد الأوروبي.

وشدد مكاليستر على أن المفاوضات بشأن برنامج صناعة الدفاع الأوروبية، لم تكتمل بعد، قائلاً: «بالطبع يتعلق الأمر بشراء المنتجات الأوروبية، لكن الأمر لا يتعلق بشراء المنتجات الأوروبية حصرياً. ويتعلق الأمر بشراء الأفضل لقواتنا المسلحة»، موضحاً: «هذا هو المجال الذي أعتقد أن صناعة الدفاع البريطانية يمكن أن تقدم فيه قيمة مضافة حقيقية لنا».

ومكاليستر عضو في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي يحتل مرتبة عالية في استطلاعات الرأي، متفوقاً بفارق كبير على الأحزاب الحاكمة الثلاثة في ائتلاف المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي لا يحظى بشعبية كبيرة الآن.

دولة ذات أهمية خاصة

وأخيراً قال زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرز، لصحيفة «فايننشال تايمز»، إن الأوروبيين كان بوسعهم بذل المزيد لمساعدة المملكة المتحدة على التوصل إلى نتيجة مختلفة للاستفتاء في عام 2016. وعندما سُئل عن هذه التعليقات، أدلى مكاليستر بنبرة مختلفة، حيث أشار إلى أن بريطانيا لها أهمية خاصة دائماً، أكثر من أي دولة أخرى خارج الاتحاد الأوروبي.

وقال: «لقد حدث خروج بريطانيا من الاتحاد، وأعتقد أنه يتعين علينا تحقيق أقصى استفادة من هذا الوضع، ومحاولة الحصول على أفضل تعاون ممكن مع المملكة المتحدة التي لن تكون أبداً (مجرد) دولة ثالثة بالنسبة لنا، بل إنها شريك تجاري مهم، وحليف قوي في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وجارة».

وأضاف مكاليستر: «لألمانيا خصوصاً مصلحة راسخة في دمج المملكة المتحدة في التعاون الأمني والدفاعي الأوروبي»، مرحباً بالالتزامات الواردة في البيانات الانتخابية لحزب العمال والمحافظين لزيادة التعاون الدفاعي والأمني مع ألمانيا.

وستتم مراجعة الاتفاق التجاري بين الاتحاد وبريطانيا في عام 2025، وفي ذلك يقول مكاليستر، إن الاتفاقيات التكميلية «تعتمد إلى حد كبير على المملكة المتحدة لتقديم مقترحاتها»، ما يعكس إجماع بروكسل على أنه يتعين على بريطانيا اتخاذ الخطوة الأولى. ورداً على سؤال عن سبب عدم تمكن الاتحاد الأوروبي من تقديم مقترحات، قال مكاليستر: «حتى الآن تعامل الاتحاد الأوروبي مع حكومات المملكة المتحدة التي لم تكن دائماً واضحة بنسبة 100% بشأن ما تريده بالفعل».

• المسؤولون في بروكسل لا يرغبون في إعادة فتح اتفاق ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

• العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا تحسنت بالفعل مع التوقيع على اتفاقية وندسور الإطارية في عهد ريشي سوناك.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا