أكّد رياضيون وجود أسباب فنية وإدارية تقف وراء تراجع مستوى ونتائج فريق العين، في الموسم الكروي الجاري، وخروجه من البطولات المحلية والخارجية كافة التي شارك فيها، رغم فوزه بلقب دوري أبطال آسيا في الموسم الماضي، وأشاروا إلى أن من بين هذه الأسباب هبوط مستوى بعض اللاعبين، خصوصاً الأجانب والمقيمين، مثل هدّاف الفريق، لابا كودجو، وأن مجلس الإدارة المسؤول عن التعاقدات يتحمل هذه المسؤولية في المقام الأول، وكذلك تغيير المدربين وغياب الاستقرار الفني، بجانب كثرة الإصابات التي طالت عدداً من اللاعبين، نتيجة ضغط المباريات منذ الموسم الماضي.

وأضافوا لـ«الإمارات اليوم» أن «عودة فريق العين إلى مكانه الطبيعي تصب في مصلحة الكرة الإماراتية، وأن تحقيق ذلك يتطلب تكاتف الجميع، إضافة إلى تغيير اللاعبين الأجانب والمقيمين، والتعاقد مع لاعبين بمستوى عالٍ».

وأشاروا إلى أن «الفوز بدوري أبطال آسيا، في الموسم الماضي، خدع الفريق وجعل مجلس الإدارة يتمسك بالتشكيلة نفسها الفائزة باللقب الآسيوي، لكن كان من الضروري إجراء تغييرات جوهرية على قوائم الفريق».

وخاض فريق العين موسماً سيئاً، خرج فيه من المنافسة على البطولات كافة، إذ خسر لقب أبطال آسيا للنخبة بعد أن ودّع البطولة من المرحلة الأولى، إضافة إلى الخروج من بطولتي كأس رئيس الدولة وكأس مصرف أبوظبي الإسلامي، وكذلك تراجع نتائجه في دوري المحترفين، إذ يحتل حالياً المركز الخامس بعد مرور 21 جولة من المسابقة، حيث تعرّض لست هزائم، كان آخرها الخسارة أمام دبا الحصن في الجولة الـ19.

الخدعة الآسيوية

وأكّد وكيل اللاعبين ولاعب عجمان السابق، حمد الدوسري، أن فوز العين بلقب دوري أبطال آسيا في الموسم الماضي إنجاز مُشرف، لكنه خدع الفريق بمستواه الفني، وهو ما تأكد منه الجمهور في الموسم الحالي الذي شهد هبوطاً كبيراً في مستوى الفريق.

وقال الدوسري: «نادي العين من أكبر وأعرق الأندية، وهبوط مستواه أمر طبيعي، ويحدث مع أي فريق في العالم يحصل على بطولة كبيرة ويتعرض بعدها لأزمات لأسباب مختلفة، وسيعود أقوى في الموسم المقبل، لكن بشرط أن يتم العمل على المشكلات التي يعانيها».

وأضاف: «عدم الاستقرار الفني والإداري أهم أسباب فشل الفريق هذا الموسم، ليس من الطبيعي أن يُغيّر بطل آسيا ثلاثة مدربين في موسم واحد، إضافة إلى سوء اختيارات اللاعبين الأجانب، وهبوط مستوى نجوم الفريق».

وتابع: «مباريات دوري أبطال آسيا لها أسلوب مختلف، وتدار بطريقة بعيدة عن بطولات الدوري، وتختلف عن مباريات الموسم الطويل الذي يحتاج فيه الفريق إلى خوض نحو 30 أو 35 مباراة، إضافة إلى أن فريق العين يواجه مشكلة، وهي أن مستوى اللاعبين الأجانب والمقيمين أقل من مستوى اللاعب المواطن»، وأكّد حمد الدوسري، أن فريق العين يملك عاملاً مهماً جداً وهو الجمهور الكبير، الذي يُعدّ أهم مفاتيح قوة الفريق، ودائماً يكون خلفه في كل المباريات.

مسؤولية الجميع

وأكّد نجم منتخبنا الوطني السابق، عبدالقادر حسن، أن «هبوط مستوى العين يتحمله الجميع، بداية من الإدارة، وهي المسؤولة عن التعاقد مع المدربين واللاعبين والحفاظ على استقرار الفريق، إضافة إلى التغيير المستمر للمدربين وعدم الصبر عليهم».

وأضاف: «هناك أسباب أخرى، منها انخفاض مستوى اللاعبين المواطنين والأجانب، وعدم تدعيم الفريق في الموسم الحالي بلاعبين مميّزين، والاعتماد على اللاعبين الأجانب أنفسهم الذين حصلوا على البطولة الآسيوية في الموسم الماضي، وبالتالي يجب تدعيم الصفوف بلاعبين على مستوى يناسب العين، وهذا ما كان يجب العمل عليه منذ ختام الموسم الماضي».

وأوضح: «هناك ضعف بخط الدفاع بشكل عام، إضافة إلى كثرة الأخطاء وعدم الاستقرار والثبات على التشكيلة، وهي كلها أمور تقلل من فرص العين في الفوز، كما أن تعرض اللاعبين في الفريق إلى إصابات مؤثرة، إضافة إلى انعدام الثقة نتيجة كثرة الهزائم الآسيوية، من العوامل التي أثرت في مسيرة الفريق بالدوري والمسابقات المحلية، كما تعرض الفريق لضغط جماهيري كبير، بجانب أن الفريق لم يجد الراحة الكافية من العام الماضي لكثرة المشاركات ومعسكرات الإعداد والتنقلات والسفر».

الاستثناء الوحيد

بدوره، أكّد لاعب رأس الخيمة السابق والمحلل الفني، نجم درويش، أن «مستوى اللاعبين الأجانب والمقيمين في العين يُعدّ سيئاً جداً باستثناء سفيان رحيمي، وفوز الفريق بهؤلاء اللاعبين بلقب دوري أبطال آسيا في الموسم الماضي، هو ما دفع مجلس الإدارة إلى الإبقاء عليهم».

وأضاف: «شركة نادي العين تتحمل المسؤولية، ذهبت للتعاقد مع لاعبين مقيمين يجلسون على دكة البدلاء، وكان من الضروري تجديد الفريق الأول، وتغيير أربعة لاعبين أجانب، ثم التوجه إلى تدعيم الاحتياط، الفريق يحتاج الآن إلى الإبقاء على سفيان رحيمي فقط، وثلاثة لاعبين مقيمين على مستوى عالٍ جداً، وحارس مرمى» وأكّد درويش، ضرورة البقاء على المدرب الحالي الصربي فلاديمير إيفيتش، ومنحه الفرصة كاملة.

اختيارات سيئة

من جانبه، اعتبر وكيل اللاعبين، وليد الشامسي، أن تعرض فريق العين لنتائج سلبية في الموسم الجاري لا تليق باسم وتاريخ النادي، مشيراً إلى أن الإدارة العليا للنادي لم تبخل على الفريق نهائياً، ولكن الاختيارات السيئة للاعبين الأجانب والمواطنين وأيضاً المدربين أضرت كثيراً بالفريق.

وقال الشامسي: «للأسف أي فريق يريد أن يفوز على فريق العين بإمكانه ذلك حالياً، بسبب الهبوط الغريب لمستوى بعض اللاعبين، الفريق بحاجة إلى تدخل عاجل وكبير، القيادة العليا في النادي لم ولن تبخل على الفريق، لكن التواصل مع مجلس الإدارة الحالي صعب».

وتابع: «لا يجوز أن يعتمد فريق العين على لاعب واحد فقط، هو سفيان رحيمي، الفريق خسر مباريات كثيرة محلياً وخارجياً بسبب سوء التخطيط منذ بداية الموسم».