العاب / IGN

مراجعة الحلقة 5 من الموسم 2 من House Of The Dragon

تحذير: تحتوي هذه المقالة على حرق للحلقة الخامسة من الموسم الثاني من House Of The Dragon بعنوان Regent.

يمكنكم قراءة مراجعتنا للحلقات الأولى و الثانية و الثالثة و الرابعة هنا.


بدأ العد التنازلي للحلقات الأخيرة للموسم مع دخولنا النصف الثاني منه الآن، وفي حين قد يشعر البعض (ومنهم أنا) ببعض من خيبة الأمل لأن تكون هذه حلقة أخرى من الخطط والتمهيد للحرب القادمة من دون أن نرى حتى ضربة سيف واحدة، خاصة بعد الحلقة الرابعة الرائعة للغاية، إلا أنها تبقى حلقة محورية تتضمن أحداثاً مفصلية سيكون لها آثارها على المستقبل. ومن الجدير بالملاحظة أن هذه الحلقة مليئة بالمقارنات بين السود والخضر، والتي سنعددها تباعاً خلال هذه المراجعة.

تبدأ الحلقة تماماً حيث انتهت الماضية، السود في حداد على خسارتهم، كوريليس يجلس على عرش مملكته وحيداً منكسراً يبكي زوجته، رينيرا تنظر إلى الأفق الشاسع فوق البحر من دون أن تظهر رينيس عائدة تحلق على تنينها العملاق، مع موسيقى تصويرية حزينة تصدح في الخلفية وتسرد على نغماتها الحزن الكامن في قلوبهم.

ومن ناحية أخرى يقوم الخضر بما يبرعون فيه، استعراض مآثرهم (مآثر إيغون البطل) أمام الملأ (إن كان يمكن اعتبارها مآثر، "هذا نصر غريب... إذا كان يُحتسب نصراً" يعلق السير غواين) في محاولة لإثارة الرهبة والخضوع لدى الشعب الذي يقف مذهولاً في الشوارع ينظر إلى القافلة تسير وهي تستعرض رأس تنين رينيس العملاقة ميليس. لكن بدلاً من التهليل يقابلون بالاستهجان والخوف. من الجدير بالذكر أن المؤثرات البصرية للتنين تبدو رائعة وهو يمر بهدوء بين الشوارع وليس حياً ضمن المعركة، مع اهتمام كبير بالتفاصيل التي تجعله يبدو واقعياً للغاية.

لكن في داخل جدران القصر حكاية أخرى. مع أولى المقارنات هنا. حيث تصدر الموسيقى الحزينة بدورها هنا أثناء حمل جسد أيغون المصاب داخل صندوق عبر الردهات لإخفائه عن أعين الجميع، أليسنت تنظر نظرة غريبة وحزينة نحو إيموند والخنجر الشهير الذي يحمله على خصره قبل أن تهرع لتلاقي أيغون، هيلينا تقف في الزاوية تراقب زوجها محمولاً على الأكتاف دون أن تنبس ببنت شفة... كنا بانتظار هذه اللحظة منذ الأسبوع الماضي لمعرفة ما إذا كان لا يزال حياً أم لا، وكما هو الحال في الروايات لا يزال على قيد الحياة لكنه في وضع سيء للغاية. تم تصوير مشهد إزالة الدرع عنه بشكل دموي ومؤلم للغاية يجعلنا نتعاطف معه رغم كل ما حدث. ولا يفوت أيموند لحظة قبل أن يقول لأمه: "سيتوجب على أحدهم الحكم بدلاً عنه". ولا يطول الأمر قبل أن يحقق أيموند حلمه، حيث يصوت كامل مجلس الخضر على أن يكون هو الوصي الحاكم ريثما يستيقظ أيغون، هذا إن استيقظ.

وفي مقارنة أخرى بين الفصيلين: تقف أليسينت وحيدة في مجلسها، ابنها الأول يشارف على الموت والثاني يريد أن يحكم، وابنتها في عالمها الخاص لا تربطها أي عاطفة بوالدتها، حتى سير لاريس وسير كريستن يكمن ولاءهما الآن لدى أيموند بدلاً من أليسنت، وعندما يحين دوريهما للتصويت يختاران كليهما أيموند.

وعلى المقلب الآخر تجد رينيرا نفسها وحيدة أيضاً في مجلسها، حيث بدأوا بانتقادها والإعراب عن إحباطهم بسبب خساراتهم على الأرض مع غياب دايمون من دون أي جيش فعلي يمكنه الدفاع عنهم. "إنهم يتحدثون كأنني غير موجودة ولا يوجهون الكلام لي. يجعلوني ملكة لكنهم يريدون إبقائي محتجزة" تقول رينيرا لميساريا. إنها وحيدة الآن مع موت رينيس وغياب كوريليس وأولادها وزوجها. لكنها على الأقل تجد ميساريا إلى جانبها في أحلك لحظاتها.

ومن ناحية أخرى يعمل دايمون على أجندته الخاصة، ضارباً عرض الحائط أي اعتبار لرينيرا، محاولاً جمع موالين له عن طريق الترهيب، أو من خلال إرسال آخرين لتنفيذ أعماله القذرة كما فعل مع الأمير الطفل جيهيريس. فيعطي الضوء الأخضر لعائلة بلاكوود الذين يحاربون الآن تحت رايته، يقتلون النساء والأطفال والأبرياء لتنفيذ انتقاماتهم الخاصة بهم.

وبالمقارنة نجد إيموند يطلق العنان لنفسه أخيراً وأول أوامره بعد إنزال صائدي الجرذان المعلقين منذ أمد طويل هو إغلاق الأبواب أمام شعبه ومنعهم من الخروج رغم كل المجاعات والآلام والمخاوف التي يعانون منها.

الجدير بالملاحظة هو أن هناك بعض التغيير بشخصية دايمون على وجه التحديد، حيث نشعر أنه مرهق من كل تلك الرؤى التي يتعرض لها في هارينهول، وجميعها سوداوية ودموية وتجعله يشعر بالضياع بين الحقيقة والخيال، ونراه تأقلم معها لدرجة أنه عندما يستيقظ فجأة من رؤيا ويجد نفسه وسط الجميع، يكمل الحديث كما لو أن شيئاً لم يكن! كما ينعكس ذلك أيضاً في سلوكه العام، حيث أن دايمون القديم كان ليقتل سادة مملكة ريفرلاند الذين أيقظوه من النوم من دون أن يدخروا أي جهد في انتقاده: "ما كان يجب أن نتوقع غير هذا من رجل يقتل طفل بين يدي والدته!" يقول أحدهم، فينظر دايمون بارتباك ويبدأ برؤية زوجته الراحلة بايلا مما يجعله يشك ما إذا كان ما يحدث حقيقة أم هلوسات. وحتى عندما كان خارج جدران هارينهول نراه وقد ترك عائلة براكون يرحلون دون أن يحرقهم بلهيب تنينه. ما كان دايمون القديم ليتركهم يفلتون من العقاب.

لكن هذا لا يعني أنه لم تكن هناك بعض المساعي الناجحة هذه الحلقة. ولو كان لي أن أختار أي الجانبين حقق نجاحاً أكبر في الحلقة الخامسة لقلت أنهم السود. حيث تكللت مساعي جاكيريس بالنجاح لضمان الحصول على ولاء عائلة فراي وفتح الجسر أمام قوات ستارك عندما تأتي، بالرغم من أنه تصرف من دون علم والدته إلا أنه على الأقل يظهر بعض الحكمة على عكس ما يجري مع الخضر الذين لا يحصدون حالياً إلا حقد الشعب الذي يزداد جوعاً وتمرداً ويأساً، خاصة وقد أصبح من المعروف الآن أن أيموند من يحكم المملكة. ومن ناحية أخرى نرى جانباً رائعاً هذه الحلقة من بايلا التي تسافر إلى جدها كوريليس الذي كان يشعر بالضياع بعد رحيل رينيس وكنا لا نعرف كيف ستكون ردة فعله تجاه رينيرا بعدما خسر الآن كل عائلته تقريباً من أجل قضيتها. لكن بايلا بذكائها وقوة شخصيتها تذكره أن هذا ما كانت تريده رينيس وأنها ذهبت إلى تلك المعركة بملء إرادتها بل وأنها ماتت الموت المشرف الذي يحلم به كل راكب تنين. أضف إلى ذلك مساعي ميساريا التي بدأ بتنفيذ خطة ما مجهولة للوقت الحالي.

ومما يزيد هذه الحلقة حماساً هو المشهد الأخير الذي يضع وأخيراً فكرة "بذور التنين" التي كان يتم التمهيد لها منذ بداية الموسم في محور كل الأحداث، عندما يفكر بها جاكيريس صراحة أمام رينيرا مما سيقلب كل موازين القوى، حيث أن ما يعطي الخضر قوتهم الحقيقية هو فاغار تنينة أيموند التي لا يمتلك أي تنين آخر فرصة أمامها، لكن مع وجود تنانين أخرى تضاهيها حجماً وقوة تنتظر من يمتطيها، ومع وجود الكثير من "بذور التنين" أي الأشخاص الذين يمتلكون دماءً فاليرية ويمكنهم ترويض التنانين، فإن الحرب ستميل بالتأكيد نحو السود. إنها حرب تنانين في نهاية المطاف كما اعترف السير كريستن لأليسنت. وكل ذلك سيكون محورياً لقضية رينيرا بالحلقات القليلة المتبقية.


كانت هذه الحلقة بمثابة استراحة المحاربين، إنها حلقة إعادة تغيير أماكن قطع الشطرنج واستغلال فترة هدوء ما قبل العاصفة لمحاولة كسب هذه الحرب النارية التي ستمحي آل تارغاريان من الوجود. وبالرغم من وتيرتها الأبطأ والتي قد تسبب بعض الإحباط للمشاهدين المتعطشين للمزيد من معارك التنين الرائعة التي ثبت أن House Of The Dragon يبرع بها، إلا أنها كانت مكللة ببعض المساعي الناجحة الهامة جداً، فتعطينا ما يكفي من الوقود والمكائد لنصبر أسبوعاً آخر حتى نصل (كما نأمل) إلى الحرب الكبرى.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا