العاب / IGN

مراجعة Joker: Folie à Deux

يعود المخرج تود فيليبس مع الجزء الثاني لفيلم “”، وهو تكملة للأحداث التي وقعت في الفيلم الأول. في هذا الجزء، نغوص أعمق في عقل آرثر فليك (خواكين فينيكس)، الذي أصبح رمزًا للفوضى في مدينة غوثام. الفيلم يركز بشكل كبير على اعتلاله بشكل سينمائي وموسيقي متقن من الناحية البصرية والفنية لكن القصة لا يمكن أن تكون قصة مكتملة أو ذات شأن، علاقته المعقدة والمضطربة مع شخصية هارلي كوين، التي تلعبها ليدي غاغا، كانت فرصة تاريخية لصنع أفضل ثنائية في تاريخ شخصيات القصص المصورة على الإطلاق وذلك يعود إلى خصوصية العالم المتواجدين به وندرة ظهوره على في مناخ اجتماعي قاتم ويعكس قضايا قد تحدث في الواقع ومن الممكن مشاهدتها مع مجرمين كانوا ضحايا اختلال المجتمع وظلمه لبعض فئات المجتمع، لكن هذا لم يحدث على الاطلاق بل شاهدنا بالمقابل نقيض ماسبق ذكره تماما وتعامل المشاهد مع نسق مشوه وغير قادر على ايجاد تماسك في قصة لا أعتقد أن تود وفريق كتابته يعرفون ماهيتها والهدف منها.

لنتحدث عن الإيجابيات النادرة في هذا العمل ، عاد خواكين فينيكس ليقدم شخصية الجوكر بعمق شديد، حيث يستمر في التعبير عن حالة الاضطراب النفسي والانحدار نحو الجنون بأسلوبه الخاص، الذي يجذب المشاهدين ويجعلهم يتعاطفون مع آرثر فليك رغم كل عيوبه. الأداء المنفصل الذي يقدمه فينيكس كان من أبرز نقاط القوة في الفيلم، حيث يشعر المتابع أن الشخصية تتعمق في عوالم النفس المعذبة وترى في قسمات وجه هذا الممثل الفريد ،ولم يذخر جهدا في عكس هذه الحالة المرضية المعقدة على الشاشة كعادته كل ماظهر على أي شاشة وفي أي عمل، خواكين فينيكس قدم لنا جوكر لن يكون له منافس على الاطلاق حتى وإن كان تود فيليبس ضده في هذا التعقيد الكارثي في الجزء الثاني ، ننتقل لشريكته ليدي غاغا والتي قدمت أداء مقبول ولكن قيدتها الكتابة والأحداث وأضاع فيليبس فرصة تاريخية كبيرة بعد أن دمر امكانية صنع أفضل هارلي عرفها العالم ، موسيقيا لم تكن ليدي غاغا الا كما عهدناها وقدمت كل شيء لصنع أغاني جميلة جدا تعكس فضاضة هذا العالم وكان من المفترض أن تقدم علاقتهم الفريدة بصورة جريئة كي تكون هي الشريرة الرئيسية مثلا أو تكون من نسج خيال آرثر فليك كليا لكننا وجدنا بالمقابل قصة مفككة حائرة لا جدوى من عرضها

واحدة من أكبر المشكلات التي يعاني منها “الجنون الثنائي” هو بطء الإيقاع. على الرغم من أن الفيلم الأول تميز بتقديم مشاهد طويلة وصادمة تحمل الكثير من المعاني العميقة، إلا أن الجزء الثاني يتعثر في هذا الأسلوب. هناك الكثير من المشاهد التي تبدو غير ضرورية وتفتقر إلى الدافع الدرامي، مما يجعل الفيلم يشعر بالإطالة والتكرار. مما أعاق قدرة المشاهدين على الاندماج في القصة ويضعف تأثير اللحظات الحاسمة وجعلها مليئة بكل ماهو هادم لاي تطور قصصي يشعرك بأهمية مانشاهده في صالة السينما الفيلم مشبع برسائل مبطنة بنسق الأفلام القصيرة الصامتة التي توجه للنقاد والزملاء فيليبس من المخرجين ولا تناسب رأس المال واللاعب الأهم في معادلة أرباح السينما وبقاء الأعمال السينمائية في التاريخ الا وهو الجمهور الذي لفظ هذا النسق ولم يجعل هذا الكسل يمر مرور الكرام بل سجل سخطه وعدم تقبله لهذا السقوط الحر.

في حين أن الجوكر لا يزال في قلب الأحداث، تشعر شخصية هارلي كوين بأنها لم تحظ بالتطوير الكافي. رغم أن الفيلم يحاول تسليط الضوء على تحولها من طبيبة نفسية إلى شريكة في الجنون، إلا أن هذه العملية تبدو سريعة وغير مقنعة في بعض اللحظات. هارلي كوين تستحق معالجة أعمق وأفضل من ما تم تقديمه هنا، ما يجعلها تبدو وكأنها مجرد ظل للجوكر بدلًا من أن تكون شخصية قائمة بذاتها وكانت مجرد مطربة على الهامش ولم أشعر للحظة بأنني أمام شريكة حقيقية في بطولة هذا الفيلم

في الفيلم الأول، كانت هناك رسالة واضحة تتناول القضايا الاجتماعية والنفسية مثل الفقر، العزلة، والجنون.لكن في هذا الجزء، يبدو أن الفيلم يفتقر إلى الهدف. الرسالة تتلاشى في وسط الفوضى، ولا يقدم الفيلم حافزًا أو فكرة محورية تُعبر عن سبب استمرار القصة.هذا النقص في التركيز يجعل الفيلم يبدو كأنه مجرد دراسة غير مكتملة لشخصيات مضطربة دون معنى أعمق لا أبالغ عندما أقول أن هذا النص عبارة عن أفكار مبعثرة وضعت في مسودة وأعطيت للإنتاج عن طريق الخطأ.


يعتبر Joker: Folie à Deux محاولة جريئة لتقديم نظرة جديدة على علاقة الجوكر وهارلي كوين، لكنه يعاني من مشاكل هيكلية تؤثر على جودة التجربة. الأداءات القوية من خواكين فينيكس وليدي غاغا والإخراج البصري المميز لا يكفيان لتعويض القصة المكررة والبطء الممل. المشاهدون الذين أحبوا الجزء الأول قد يشعرون بخيبة أمل بسبب غياب التطور الحقيقي للشخصيات وافتقار الفيلم لرسالة واضحة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا